كيف استغل الاسرائيليون صورة طفلة فلسطينية قتلت عائلتها في مخيم بلاطة لجمع التبرعات للاطفال الاسرائيليين

27 فبراير 2010 by: trtr388


تعتبر مائير بونيم Meir Panim وتعني بالعربية (الوجه المنير) المؤسسة الخيرية الأكثر احتراما وأخلاقا لدى (شعب الله المختار) وأصدقائهم وخاصة الغربيين من ذوي القلوب الرهيفة الرحيمة. نظرا لرسالتها الأنسانية السامية وأعمالها الخيرية المذهلة التي تبز بها (القديسة تيريزا ومنظمات الإغاثة الدولية والأنسانية المحترمة).


المنظمة المنتشرة في أكثر من عشر دول غربية ابتداء من لوكسمبورغ وليس انتهاء في استراليا وامريكا بساحليها وكندا وفرنسا وبريطانيا العظمى وألمانيا. وصلت أياديها البيضاء لدعم منكوبي هايتي، وضعت برامجها المميزة لإغاثة مستدامة لـ1631000 فقير إسرائيلي بينهم أكثر من 780 ألف طفل يعيشون في فقر مدقع. 

المتابع لموقعهم الالكتروني، وموقعهم على الفيس بوك، ويرى متطوعيهم، وتقاريرهم، واهدافهم النبيلة، لكسب التبرعات من أنحاء العالم، لخدمة المنظمة الأكبر والأنبل في تاريخ (إسرائيل) والتي تقوم أعمالها على الشفافية العالية والصدق المطلق، والأهداف الأكثر أنسانية وديمومة متخطية الحواجز الضيقة، لتعكس صورة مشرفة عن مجتمع إسرائيل واهدافها النبيلة. ويطالبون الناس بالفكة التي ستحدث الفرق لدى المحتاجين.
في آخر حملة (لابتزاز العواطف الغربية) وبرواية آخرى جمع التبرعات الخيرية، وضعت هذه المنظمة الأرق والأصدق والأنبل في تاريخ اسرائيل، والتي تحظى باحترام دولي وإنساني منقطع النظير. 'البروشور' الذي اعتمدته مائير بونيم وطبعت منه الملايين وروجته عبر موقعها الالكتروني برفقة تقارير إعلانية محترفة لتعرف البشر الطيبين على دورها الإنساني الفريد.
واختارت بذكاء مبهر تقريرا نشرته الصحف العبرية عن وجود أكثر من 780 الف طفل إسرائيلي جائع، وفي الأعلى وضعت صورة لطفلة اسرائيلية، قتل أهلها الفقراء بهجوم (همجي) فلسطيني تركها يتيمة مخضبة بالألم ونضحت عيناها بالدموع ووجهها البريء يضج حزنا يفتت أكثر القلوب صخرية.
الحملة استمرت لأشهر بنفس (المانشيت) والصورة، قام مندوبو مائير بونيم، بتوزيع (الكلينكس) على المتبرعين، وأخذ التبرعات منهم وهم يحدقون بصورة الطفلة المعذبة لاطعام الجياع ودعم الأطفال الإسرائيليين الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم بلا ذنب أيتاما على قارعة 'الكيبوتسات' من وراء إرهاب الفلسطينيين القساة.
لحظة: كل ذلك كان سيكون صحيحا لدى الغرب المفرط بالتسامح الموشوم بعقدة ذنب تاريخية لولا بعض المدونين الغربيين والعرب، الذين وجدوا شيئا مريبا، إن صورة هذه الطفلة التي تتصدر الحملة الأخلاقية والإنسانية لمنظمة وبرواية أخرى لجمعية، مائير بونيم ما هي إلا صورة طفلة فلسطينية من مخيم بلاطة التقطها المصور الفلسطيني فادي عدوان للطفلة يوم تشييع والدها، وشقيقها وعمها وأولاد عمها الأثنين الذين داعبتهم قذيفة إسرائيلية فقرروا التوقف عن التنفس.
وقامت صحيفة (نيو ستيتمنت) وبعض المدونات بالتنبه إلى هذه السرقة العلنية، وتابعت الـ'بي بي سي' العربية القضية طارحة تساؤلا هاما برسم كل الإعلام العربي: ألا تستحق هذه القضية أن تكون على الصفحات الاولى للصحف العربية. فالقضية ليست استخدام صورة بالخطأ وخاصة أن 'هآريتس 'الإسرائيلية و'الأندبندنت' والتلغراف الأنكليزية نشروا الصورة للفتاة الفلسطينية أثناء حرب غزة. ولكن منظمة (الوجه المنير) لا تتورع عن استخدام سرقة حتى آلام الشعب الفلسطيني، لتستدر عطف العالم المتباكي على إسرائيل.
إذا كانت المنظمات الأخلاقية الإنسانية الإسرائيلية بهذا السلوك الاقل ما يقال عنه (لا أخلاقي أو .... يملأ الفراغ بأشد العبارات غير ممكن استخدامها صحافيا) فكيف بمنظمات القتل والتدمير والجشع والكذب.
وبعد هذا هناك من يصدق إن في إسرائيل أخلاق وديمقراطية وصدق؟
المنظمة الأخلاقية رفضت التعليق، وباتصال من معد التقرير في الـ'بي بي سي' قال أحد مسؤوليها في الولايات المتحدة 'حذفنا الصورة. وليس لدي اي تعليق آخر'.
يعني الصمت هو الاستراتيجية الأمضى كلما حدثت فضيحة للكيان ومؤسساته.

مائير كارفان

في شارع الملك شاؤول في مدينة تل أبيب المحتلة، يعمل رجل مربوع الجسد، ضيق العينين يضع نظارتين طبيتين تعلوان وجها هادئا وصلعة تعطيه وقارا، معروف باسم حركي يدعى مائير كارفان. على رأس جهاز أمني مكون حسب تقارير (إعلامية) من 35 ألف موظف عملهم يتراوح بين الإداري واللوجستي والأبحاث والحرب النفسية، هذا الرجل الهادئ الرزين، انتخب رجل العام في اسرائيل 2009 باجماع الأسرائيليين حكومة وشعبا.

وقبل أشهر كان يعد واحدا من أكثر الشخصيات أسطورية. لسبب بسيط هو ان الرجل الرزين هذا يحمل سكينا بين فكيه، يفصل رؤوس الفلسطينيين عن أجسادهم بيديه، يعلق جثثهم ويمثل بها وينتقم حتى من جثث الفدائيين بوضعهم في 'البواليع'، هذا الرجل هو من يحب معظم الشعب الإسرائيلي أن يكون مثلهم الأعلى، وهذا ما ناله فعلا باستطلاع شعبي من القناة الثانية الإسرائيلية ذات الميول اليسارية.
كارفان. يعيش هذه الأيام أسوأ أيامه، فهو الذي حظي بمباركة نتنياهو على عملية البستان روتانا، وأعدها بنفسه وأشرف على تفاصيلها تدربوا عليها في أحد فنادق تل ابيب، ونال مباركة رئيس وزرائه حين اجتمع بعصابة القتل. ليقول لهم: إن شعب إسرائيل يثق بكم. كما قالت 'التايمز' اللندنية.
الاسرائيليون اليوم يعولون على تناسي القضية، فبعد أشهر ستموت، ويعود كل شيء إلى مستقره، وهناك أيضا أطراف أخرى ترغب بتوقف هذا المسلسل.
ونعتقد ان حكومة دبي باتت تتعرض لضغوطات أو لنقل تمنيات عربية وإقليمية ودولية، على تهدئة القضية ومازال بحوزتها الكثير لتقوله ورقم العملاء المحروقين بات يقترب من الثلاثين.
حكومة دبي والامارات لو لم تقم بهذا الكشف العلني، لكانت تعرضت للاتهام المباشر بالتواطؤ. هذا أولا وثانيا إنها تحظى بتقدير عالمي وعربي غير مسبوق.
وأيضا بعض الصحف العربية رفضت فكرة إن شرطة دبي كانت ستقوم بتغطية المبحوح لو أنها عرفت به، فشخصية بهذا الحجم والدور لا يمكن الأفصاح عن تنقلاتها، وأيضا لا يمكن أن تتحمل شرطة دبي إعطاءه تأشيرة نظامية للدخول.
كما أن كل الادعاءات أن المبحوح كان ينسق مع الإيرانيين في دبي لم تكن الا إحالات مغرضة. فإيران مشرعة الأبواب مباشرة أمامه. ولكن ثمة حلقة مفقودة بتصفيته لا يرغب أحد بالحديث عنها.
شرطة دبي عليها أن لا تتراجع أو تتوقف الآن وأن تبقي القضية أكبر وقت ممكن، وأن تكشف مفاجآت جديدة ما دامت موجودة لأن التوقف الأن لم يعد مجديا وسيجد من يستغله ويستعمله، فمن حق دبي المشروع أن تفضح كل ما حصل دون لوم من أحد. ما دام الأمر على أرضها، ويمس بصورة مباشرة صورتها في العمق.
ففي المؤتمر الأول لشرطة دبي، حاولت بعض الشخصيات الإسرائيلية النافذة أن تقول إن ضاحي خلفان كان مهرجا، فهي تعرف أن من كشفتهم دبي كانوا أقل من نصف الكتيبة الحمقاء، ولكن بعد الموجة الجديدة التي كشفت المزيد فها هم الاسرائيليون مشتتون بين التهريج والتهديد. وليس أبلغ من ذلك ما نشرته صحيفة إسرائيلية ذهبت لإعطاء الإغتيال مشروعية انتقامية تاريخية وبعداً دينياً، زاعمةً أنّ المبحوح كان يتمثل سيرة الرسول الكريم، والصحابي أبي بصير.
رؤوبين باركو بعد ابتهاجه العالي بمقتل المبحوح، أفصح بحرفية المهرج عن أن الصراع هو مع الإسلام ويزعم أن الصحابي أبي بصير كان يرأس 'منظمة إرهاب قديمة أزهقت حياة يهود المدينة ومكة وسلبتهم أملاكهم'.
وإن فرقة الإغتيال (كيدون) تنتقم ليس لمقتل الجنديين الاسرائيليين قبل عشرين عاما فقط بل لـ700 يهودي قتلوا قبل أكثرمن 1400 سنة وأمر بذبحهم نبي المسلمين على أنهم خونة في موطنهم في خيبر، وبعد ذلك سلب أملاكهم وقضى على وجود اليهود في العربية السعودية'.
ويتابع ليقول أنه 'يوجد الكثير مما نتعلمه من الإسلام بالنظر إلى أعمال التصفية، فقليلون يعلمون أن سيرة محمد رسول الإسلام تشتمل على سلسلة كبيرة من أعمال الاغتيال المركزة وعن عدد لا يستهان به من الأعداء من النساء والرجال، أكثرهم من اليهود تمت تصفيتهم بأعمال جريئة في بيوتهم على أيدي وحدات أو خلايا اغتيال اسلامية '
بالحقيقة هذه هي العقلية التي نواجهها كعرب ومسلمين وبشر مهما كان انتماؤنا. عقلية مغموسة بالدم والقتل والتحوير والتزيف.
ومن هنا يمكن أن نرى أن القضية خرجت من دبي، كشفت المستور الرقيق الواهي عن الكثير مما يحدث أمامنا. وأهمه إنها أخرجت للعلن الوجه الاخر لحكومات الدول الغربية، فحين تقول: تسيبني ليفني: كفاكم تباكيا على المبحوح أنتم تقاتلون في افغانستان والعراق، ونحن نقاتل في جبهة أخرى، فحين تقصفون الأبرياء في جرود وقرى أفغانستان تسمونهم ضحايا الحرب على الإرهاب. وحين نقوم بعملنا تغضبون.
بينما يحاول مسؤولون أخرون أن يطفئوا ويمتصوا القضية، وتمريرها بهدوء، وعدم الاعتراف به، رغم توالي الاحتجاجات العلنية الخجولة واقساها كانت من بلاد الكناغر، حيث قال رئيس وزراء استراليا: إن هذا العمل لا يمكن أن يكون من دولة صديقة.
وقاحة اسرائيل لم تكن لتكون لولا توزيع الأدوار بين كل هذه الدول. والصامت البعيد القريب أكثر مما يتخيله البعض الأمريكي يراقب كل ذلك ويرتب أوراقه للمعركة القادمة.
15 رجلا وامرأة احترقوا من أجل المبحوح

لا يمكن لمناضل يعرف أن الموت صديقه المشتهى، أن يشعر بفرحة أكبر من التي كان المبحوح سيشعر بها، فقد أخرجه الموت من السر إلى العلن. دمه يطارد الموساد وشبحه يقض مضاجعهم سواء ارادت حماس أم لم ترد.
شرطة دبي كشفت أمام العالم عن 15 عميلا آخرجديدا ليصبح الرقم 26 وبدأت الأخبار تتسرب أنه سيقارب الـ 35 متورطا، وبمعلومات أكثر تركيزا، وزعتها على وسائل الأعلام.
بالطبع لا يوجد جواز سفر إمريكيا واحدا فهذا غير مسموح فيه، ولا بلجيكيا أو أسبانيا لأن بهذه الدول محاكم قاسية بحق من يستخدم جوازاتها أو يستتر بأسمها، ولا تسقط بالتقادم. كما أنه لا توجد جنسية كندية أو نيوزلندية فغضب هؤلاء مازال طريا بعد أنكشاف استخدام جوازاتها في السابق.
المشكلة إن هذه الدول هي ليست صديقة فحسب لإسرائيل بل داعمة بلا هوادة لها. تعرض سكانها للخطر عبر العالم من أجل كيان يمارس بكل مؤسساته عكس ما تتبجح هذه الدول به ليلا ونهارا.
هذا يعني أنه من الطبيعي أن نشهد لاحقا انعكاسات لهذه المغامرة الموسادية الفاشلة على مواطنين أوروبيين وغربيين أبرياء.
فإرسال كتيبة من القتلة لإغتيال المبحوح. بهذه الصورة الكاريكاتورية أحالهم إلى التقاعد فورا. وفي أضعف الإيمان إلى مكشوفين معرضين في إي لحظة للمصير نفسه.
فصار كل حامل جواز أوروبي يضع باروكة أو نظارة ويحمل مضرب تنس أو حقيبـــة غولف هو عميل موساد حتى يثبت العكس. هذه هو الأحساس بصدق ودون مبالغة لكل أوروبي ألتقيه في مصعد هذه الأيام في دبي.
ستة وعشرون عميلا من فرقة كيدون النخبوية (المغتالون) والرقم في ازدياد، هي بعرف الاستخبارات أكبر عملية فاشلة في التاريخ. وربما الاكثر كلفة، فبتدقيق بسيط يبدو أن العملية كلّفت أكثر من 10 ملايين يورو. ومع الاخذ بعين الاعتبار تأمين العملاء المكشوفين، وأحالتهم إلى التقاعد والخسائر التي دفعت على تدريبهم، سنصل الى أن كلفة العملية فاقت المئة مليون يورو خسائر.
نعم خسائر كبيرة تعرضت لها دولة الاحتلال معنوية واخلاقية ومادية وهي بدأت حملة كبرى للدفاع عن نفسها ولعق الكثير من الريق على وجهها. وبنفس الوقت تتابع مائير بونيم حملاتها العالمية، للشحاذة الكونية. وجمع التبرعات لإسرائيل قسم كبير من هذه التبرعات سيكون لتعويض الخزينة العسكرية والامنية للموساد والشاباك، فقد صرفوا الكثير على كتيبة السياح القتلى وفنادقهم الباذخة وتذاكر طيرانهم في الدرجات الأولى وأيضا على الحفلة والفرحة التي لم تكتمل فبعد أن عادوا ليحتسوا الشامبانيا الغالية والنبيذ المعتق المحتفظ به لمناسبات انتصارات كهذه.
ومن باب النصيحة لمنظمة مائير بونيم ألم يكن بالأجدرأن تقدم - فرقة الأغتيال التي تحولت إلى أضحوكة دولية - الفكة التي زادت معهم وهم يبذرون أموال حكومتهم في دبي لكم، بدل أن تسرقوا صورة لطفلة فلسطينية كنتم سبب ألمها الراسخ في جيناتها حتى الألفية السابعة للميلاد.
لماذا لا يرمون لكم ببعض الفكة، أم أنكم أنتم أحد مصادر تمويل رحلاتهم السياحية؟







أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: