أوباما ينذر إسرائيل برفع غطاء الفيتو

25 مارس 2010 by: trtr388


عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما لقاءين في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لم يتم خلالهما السماح بدخول وسائل الإعلام لتصويرالمحادثات


كما لم يتم إصدار إعلان ختامي، وسط تقارير متضاربة عن طبيعة المحادثات، التي وصفتها الدولة العبرية بأنها «جرت في أجواء جيدة»، بينما ذكرت مصادر أخرى أنها كانت متوترة، وشهدت تهديداً أميركياً بسحب غطاء الفيتو في المحافل الدولية عن تل أبيب، نظراً لعدم إحراز أي تقدم بشأن الاستيطان.

وفي مخالفة للقواعد التي جرى العرف على اتباعها، على ما يبدو بسبب الأزمة التي عقّدت العلاقات الأميركية الإسرائيلية، لم يجر دعوة الصحافيين لمشاهدة أوباما ونتانياهو والتقاط الصور لهما وهما يتصافحان ثم يبدآن محادثاتهما مساء الثلاثاء.

ويعد حجب هذا المشهد عن عدسات المصورين، وعدم إصدار التصريحات في أعقاب اللقاء، أمرين غريبين للغاية، خاصة إذا ما تعلق بزعيم دولة حليفة للولايات المتحدة خلال زيارة لها.

وعقد أوباما ونتانياهو جلسة تشاورية أولية في المكتب البيضاوي استغرقت تسعين دقيقة، وهو ما يعني أنها تجاوزت الوقت المخصص لها بنصف ساعة.

وبعيد هذا الاجتماع خلد أوباما للراحة في مقر إقامته، بينما ظل نتانياهو في البيت الأبيض، وراح يتشاور مع أعضاء إدارته في قاعة روزفلت، حسبما أعلن مسؤول في البيت الأبيض في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.

وبعد لحظات، طالب نتانياهو بعقد لقاء آخر مع أوباما، الذي نزل من مقر إقامته عائداً إلى المكتب البيضاوي مجدداً، ليعقد جولة مباحثات أخرى استغرقت خمسة وثلاثين دقيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، حسبما كشف المسؤول مشترطاً حجب هويته لأنه «يتحدث بشأن موضوع دبلوماسي على درجة عالية من الحساسية».

وعلى الرغم من أن أوباما ونتانياهو اجتمعا لفترة جاوزت الساعتين هي مجموع مدتي اللقاءين، فإن البيت الأبيض لم يصدر بياناً رسمياً بشأن ما جرت مناقشته في أي من الاجتماعين، في ما يعد خروجاً آخر عن التقاليد المعهودة في البيت الأبيض.

تضارب واضح

وبعد ساعات من اللقاءين، نشر بيان رسمي في اسرائيل، أكد أن اللقاء جرى في «أجواء جيدة». وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان «فريقي البلدين سيواصلان بحث الأفكار التي استعرضت خلال هذا اللقاء».

لكن في المقابل، كشفت وسائل إعلام عبرية نقلاً عن مصادر أميركية، أن أوباما قال لنتانياهو : «الولايات المتحدة لن تعطيكم من الآن فصاعداً حق الفيتو في مجلس الأمن كما اعتدتم من قبل، إذا لم توافقوا على الشروط والمطالب الأميركية، وستترككم تواجهون لوحدكم الغضب العالمي في المحافل الدولية».

واتهمت بعض وسائل الإعلام العبرية «نتانياهو بقيادة اسرائيل في طريق من دون مخرج، وأنه من أجل استرضاء ائتلافه الحكومي المتشدد أغضب الحليف الأكبر والأهم لاسرائيل في العالم، ما سيهدد بتعريض اسرائيل إلى سلسلة عقوبات دولية لن تتحملها».

لقاء صاخب

من جهتها، ذكرت مصادر اسرائيلية أن «محادثات نتانياهو مع أوباما فشلت في تحقيق أي نتائج، بل زادت الأزمة بين الجانبين عمقاً». وقالت المصادر إن « لقاء نتانياهو ووزيرة الخارجية الأميركية كلينتون والذي سبق لقاء أوباما كان صاخباً»، منوهة إلى أن «كلينتون هددت باتخاذ إجراءات قاسية تتعلق بمكانة اسرائيل دولياً إذا واصلت حكومة اسرائيل تجاهل مطالب الإدارة الأميركية بتجميد الاستيطان».

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي إن «الأخبار الواردة من القدس حول قرار بلدية القدس الشروع في بناء 20 وحدة استيطانية في منطقة الشيخ جراح كان له وقع الصاعقة في واشنطن، حيث اعتبره ديبلوماسيون أميركيون مشاركون في المحادثات بمثابة إهانة جديدة لواشنطن».

وحسب مصادر الوفد الاسرائيلي فإن «تل أبيب تشعر بأن هناك تناغماً بين دول الاتحاد الأوروبي وواشنطن على نتانياهو لتغيير موقفه من قضية الاستيطان في القدس»، مشيرين إلى أن «الوفد الاسرائيلي بات يدرك أن واشنطن شجعت لندن على اتخاذ خطوات ضد تل أبيب، ومن بينها طرد مدير محطة الموساد، وتحريض دول أوروبية أخرى على مقاطعة اسرائيل».

وقالت المصادر «إن الانطباع السائد لدى الوفد الاسرائيلي أن نتانياهو شخصية غير مرغوب بها، نظراً لانتهاء اللقاءات مع اوباما وكلينتون وبايدن من دون إعلان مشترك، أو السماح بالتصوير، أو إعلان مسبق عنها».

استيطان

السلطة تنتظر إجابات أميركية

دان رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، التي هدد فيها بتأجيل المفاوضات إذا ما تمسك الفلسطينيون بمطلبهم وقف الاستيطان، مؤكداً أن الرئيس محمود عباس يصر على إلغاء قرارت الاستيطان في القدس الشرقية.

وذكر عريقات أن السلطة الفلسطينية تتوقع تسلم إجابات من الجانب الأميركي اليوم الخميس بشأن مطالبها بوقف الاستيطان، قبل أن تحدد موقفها من موضوع المفاوضات مع إسرائيل.

وأكد أنه إذا ما تسلمت السلطة أجوبة غير واضحة بشأن مطالبها وقف الاستيطان، فإن الأمر سيعرض على القيادة الفلسطينية والقمة العربية التي ستعقد في ليبيا لاتخاذ موقف بشأن أي موقف إسرائيلي.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: