أنجال القذافي جلبوا من المشاكل لبلدهم أكثر مما يستطيعه المتربصون

17 مارس 2010 by: trtr388

معمر القذافي ونجله المعتصم

 تسربت مؤخرا أنباء من ليبيا تفيد بوجود خلاف حاد بين العقيد معمر القذافي، وابنه المعتصم الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي. وتقول المصادر إن القذافي أمر صهره عبد الله السنوسي بالاستيلاء على المباني والمكاتب التي يشغلها المعتصم، كما تم تجريده من منصبه، وذلك بعد خلافه الحاد مع عدد من كبار المسئولين الليبيين، من بينهم وزير الخارجية، موسى كوسا، رجل النظام القوي، الذي كان يرأس جهاز الأمن الخارجي لسنوات عديدة، بالإضافة إلى رئيس الوزراء البغدادي المحمودي

وتؤكد المصادر أن المعتصم غادر البلاد إلى جهة غير محددة، وإن كانت تونس هي الأكثر ترجيحا، وذلك لأنه لا يستطيع السفر إلى أوروبا بسبب الفيتو السويسري الخاص بتأشيرة الشنغن، حيث منع هذا الفيتو كل عائلة العقيد القذافي من دخول فضائها، بالإضافة إلى عشرات المسئولين الليبيين.

ليست المرة الأولى
ليست هذه المرة الأولى التي يختلف فيها المعتصم المعروف بنزقه مع والده، فقد سبق له أن رفض التفتيش على الكتائب المسلحة التي يقودها، بعد أن أمر القذافي اللواء مصطفى الخروبي بذلك، وخشي القذافي من أن يكون أبنه يعد لعملية انقلابية، فأمر بحل كتائبه، وغادر المعتصم ليبيا إلى مصر فترة من الزمن، تولى خلالها الرئيس حسني مبارك التوسط بين الاثنين، حتى عادت الأمور إلى مجاريها، وكان الرئيس المصري قد رقى المعتصم إلى رتبة عقيد ركن دفعة واحدة، وهي الرتبة التي لا يزال يحملها حتى الآن.

أزمات الأبناء
وقد أكد المحلل السياسي، والخبير في الشئون الليبية، جمعة القماطي هذا الأخبار موضحاً أن "كل الأخبار والتقارير المتواترة من ليبيا، تؤكد أنه في الأسبوع الماضي، أصدر العقيد القذافي أوامر بتنحية ابنه المعتصم من منصب منسق هيئة الأمن القومي، وتم محاصرة مكاتب الهيئة وتفتيشها، والاستيلاء على كل الملفات، كما أُبلغ الموظفون الذين يعملون تحت إمرة المعتصم بالعودة إلى الجهات التي انتدبوا منها، وأنه لم يعد لهم وظائف في هذه الهيئة، ومن المرجح إما أن يعين العقيد القذافي شخصية أخرى لهذا المنصب، أو يتم إلغاؤه بالكامل". ويقول القماطي إن السبب هو وجود صراع وشجار حاد بين المعتصم وبعض من كبار المسئولين، ولكن لا توجد تفاصيل أكثر عن طبيعة هذا الخلاف، ومن هي هذه الشخصيات بالتحديد.

وحول ظاهرة أبناء القذافي ومشاكلهم التي لا تنقطع يقول القماطي إن "القذافي يعاني في السنوات الأخيرة من أزمات تأتي من أبنائه، بسبب تصرفاتهم وسلوكياتهم، سواء خارج ليبيا أو داخلها، ويبدو أن هناك تنافسا وصراعا بين الأبناء، الذين أصبحوا في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، ويملكون كتائب حرس وأسلحة ونفوذاً كبيراً، ولهم طموحات كبيرة سياسية واقتصادية، وبالتالي فإن الأبناء أصبحوا مصدر قلاقل للعقيد القذافي، ولا ندري بالضبط لمصلحة من ستكون هذه الصراعات، فحتى سيف الإسلام ليس على وفاق مع والده، وأن والده منزعج من بعض تصرفاته وتصريحاته، وعلاقاته التي نسجها في الفترة الماضية، وخاصة مع جهات معارضة إسلامية، وثمة تقارير تفيد بأن العقيد منزعج من محاولة بعض الإسلاميين في الخارج من اختراق النظام من خلال نافذة سيف الإسلام القذافي".

لا وجود للصراعات
من جهته يرى علي زيدان الأمين المساعد للرابطة الليبية لحقوق الإنسان، أنه من الصعب القول بوجود خلاف بين العقيد القذافي وأبنائه، مؤكدا أنه لا يوجد أحد من أبنائه أو أعوانه يستطيع مخالفته. ولكن المعتصم، وفقاً لزيدان، ارتكب أمرا أحرج والده مع واحد من أهم مساعديه، فاضطر لمغادرة البلد ليختفي فترة زمنية، حتى يتلاشى غضب الوالد أو حرجه. ويقول زيدان إن هذه الأمور حدثت عدة مرات مع شخصيات في الدولة، وعادت الأمور إلى نصابها فيما بعد.

ويؤكد زيدان أنه لا وجود لخلافات بين القذافي وأبنائه، ولا وجود لصراعات بينهم قائلا "هذه ممارسات من الأبناء الذين لديهم حظوة كبيرة وغير محدودة عند والدهم، والوالد بالرغم من أنه بإمكانه التغاضي عن هذه الأمور، ومن يتم الاعتداء عليهم أيضا يتقبلونها ويبتلعونها بكل سهولة، ودون إثارة أي شيء، ولكن العقيد يريد أن يحفظ بعضاً من ماء وجهه مع مساعديه، وبالتالي عاقب المعتصم".

مصالح وأموال
ويؤكد علي زيدان أنه لا يوجد موضوع ليتم الخلاف حوله، كما أنه لا توجد مواضيع لها علاقة بالدولة تطرح ليتم الخلاف حولها، مضيفا "إن المسألة مسألة مصالح وأموال ونفوذ، فكل ابن له نفوذه وإذا اعترض طريقه أحد يرد عليه كما رد المعتصم على موسى كوسا، وهو أن يصفعه أو يشتمه، وهذا ما حدث أكثر من مرة، ليس مع موسى كوسا فقط، وسبب ذلك الطريقة التي ربى بها العقيد القذافي أبناءه، وتفكير أبناء العقيد ومزاجهم، فهم دائما يعتقدون أنه لا يستطيع أحد أن يقول لهم كلمة لا".

ويرى زيدان أنه لا وجود لصراع على الخلافة، لأن العقيد القذافي لا يرى أنه سيخلفه أحد، ولكن هذه التصرفات تصب في مصلحة سيف الإسلام باعتباره أقل الأبناء تسبباً في إحراج والدهم. ومنذ بعض الوقت يظهر وكأنه أكثر الأبناء مسؤولية وانضباطا، ولكن كل شيء تحت سيطرة القذافي، وهو من يبسط لهذا ويقبض عن ذلك، وهو يتصرف بطريقة لا تعطي لأي أحد آخر أي نفوذ، أو أي امتياز خارج إطار سيطرة القذافي، سواء أكان ولدا أو مساعدا، أو من عامة الشعب الليبي.

مشكلة هانيبال
تفيد الوقائع أن أبناء القذافي تسببوا في مشكلات لوالدهم وبلادهم، أكثر مما سبب المتربصون بهذه البلاد، حيث لا يزال الاتحاد الأوروبي مشغولا بالخلاف الليبي السويسري، والذي قد تترتب عليه تعديل اتفاقية شنغن، كما هدد بذلك وزير خارجية مالطا. وتشترط ليبيا لحل الخلاف أن تقوم سويسرا بالتحقيق في واقعة اعتقال هانيبال القذافي وزوجته في جينيف صيف عام 2008، وأيضا التحقيق في كيفية تسريب صوره من الشرطة إلى الصحافة. وتقول شرطة جينيف إنها اعتقلت هانيبال وزوجته، بعد أن اشتكى اثنان من خدمهما، وهما رجل مغربي، وسيدة تونسية بتعرضهما للتعذيب على يد الاثنين. وكان هانيبال قد أفلت من العدالة الفرنسية بسبب جواز سفره الدبلوماسي، بالرغم من توقيفه في باريس عام 2005، وهو في حالة سكر شديد وبيده مسدس من عيار 9 ملم، بعد أن قاد سيارته بسرعة جنونية.

أبناء القذافي
1- محمد الابن الأكبر من زواج سابق. مؤدب ومتواضع، ولم يعرف عنه أي انتهاك للمواطنين. يدير منذ عدة سنوات مؤسسة البريد والاتصالات، ويحتكر خدمات الهاتف المحمول في البلاد، كما يرأس اللجنة الأولمبية الليبية. له مشاكل مع أخوته وخاصة الساعدي، بسبب المنافسة التقليدية بين نادي الاتحاد، الذي يرأسه محمد، ونادي الأهلي الطرابلسي، الذي يرأسه الساعدي. ومحمد متزوج من عامة الشعب وله عدة أبناء.

2- سيف الإسلام الابن الثاني من الزوجة الثانية، صفية فركاش. درس الهندسة المعمارية في جامعة الفاتح، ثم اتجه للسياسة والعلاقات العامة، خلال دراسته في النمسا، ولندن. يدير منذ سنوات مؤسسة القذافي للتنمية والجمعيات الخيرية، كما يشرف على مؤسسة الغد الإعلامية، التي تصدر صحيفتي أويا وقورينا، بالإضافة إلى قناة الليبية التي أممها والده. يقود التيار الإصلاحي في البلاد، ويرغب في وضع دستور للبلاد، والسماح بتأسيس أحزاب، وصحافة مستقلة. في الفترة الماضية تعطل برنامجه الإصلاحي، ولكنه لا يزال يقوم بأدوار سياسية من خلال زياراته لبعض البلدان، حيث يتم استقباله بشكل رسمي، كما حدث له في البرازيل، وقبلها الجزائر.

3- الساعدي ولع بالرياضة فترة من الزمن، واحترف في ناديين بإيطاليا، قبل أن يعود إلى ليبيا ليؤسس مشروعا سياحيا في أقصى غرب البلاد، كما اتجه إلى السينما حيث أسس شركة في هوليوود بملايين الدولارات. ويرجح لعدة أسباب أن لا يكون منافسا محتملا لخلافة والده، بالرغم من أن يحمل رتبة عقيد في القوات المسلحة. متزوج ابنة اللواء الخويلدي الحميدي، عضو مجلس قيادة الثورة.

4- المعتصم مستشار الأمن القومي حتى الأسبوع الماضي. حازم وحاد الطباع، ويحمل رتبة عقيد، وقد رأى المراقبون أن عرقلة برنامج سيف الإسلام يصب في صالحه.

5- عائشة درست القانون في جامعة الفاتح، واهتمت بالدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين. تترأس جمعية واعتصموا للأعمال الخيرية. متزوجة من ضابط في كتيبة الحرس من نفس القبيلة.

6- هانيبال تخرج قبطانا بحريا، ويدير الشركة الوطنية للنقل البحري. أكثر أبناء القذافي نزقا، ارتبط اسمه بالعديد من المشاكل مع الشرطة في فرنسا وسويسرا، وهو سبب الأزمة مع سويسرا، متزوج من عارضة الأزياء اللبنانية السابقة الين سكاف. لا يتوقع أن يكون منافساً على الخلافة بسبب طبعه الحاد.

7- خميس بالرغم من حداثة سنه يسيطر على معظم قطاعات القوات المسلحة. هادئ وقارئ نهم، وبعيد عن الأضواء. لم يتورط في أي فضيحة أخلاقية. يتوقع أن يلعب دورا كبيرا بعد رحيل القذافي.

8- سيف العرب لا يزال على مقاعد الدراسة في مدينة موينخ الالمانية. كتبت عنه الصحف الالمانية بسبب مشاكله مع الشرطة، وذلك لأنه يستخدم سيارة فخمة يصدر عادمها صوتا مزعجا، أكثر مما هو مسموح به قانونيا. لا يتوقع له أي دور في الخلافة 

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: