"البعرية".. لغة هجينة من "العربية والعبرية" يرفضها فلسطينيو 48

09 يونيو 2009 by: trtr388


يستخدم بعض فلسطينيي 48 اللغة العبرية، إما من خلال
الحديث العادي أو اللافتات المعلقة في البلدات العربية، أو من خلال الرسائل في بعض
المؤسسات. ويقول الدكتور محمد أمارة، محاضر وباحث ورئيس الهيئة الإدارية لمركز
دراسات في الداخل الفلسطيني إن "المؤسسة الإسرائيلية تحاول تفصيل العربي الإسرائيلي
الجديد، ومن ضمن مواصفاته انه يتكلم لغة عربية ثلاثة أرباعها عبري أو ما يسمى
باللغة البعرية".
والمقصود "باللغة البعرية" خلط المتحدث لكلمات عبرية مع كلمات عربية في نفس الجملة. فربما يسأل احدهم على سبيل المثال: كيفك؟ فيجيب الآخر "بيسيدر" أي على ما يرام، وكلمة "بيسيدر" تحديدا مستخدمة بشكل كبير جدا، حتى في صفوف الكثيرين ممن يحاولون تجنب الخلط بين العربية والعبرية.أو ربما يقول قائل تطلعو طيول؟ أي هل تودون الخروج في رحلة. والامثلة كثيرة فكل يستخدم هذا الخلط في المكان الذي يريده دون أية قوانين محددة.

أقلية تتحدث "البعرية"
وذكر أمارة في حديث لـ"العربية.نت" أن "شريحة متحدثي (البعرية) موجودة للأسف الشديد في مجتمعنا العربي في الداخل،ولحسن الحظ أنها شريحة غير مهيمنة، بل هي أقلية".وأوضح أمارة بأن "كون هذه الشريحة أقلية لا يعني إهمال الموضوع، ولكن على الفلسطينيين في الداخل، الذين صمدوا ولا زالوا في وجه محاولات الأسرلة والعبرنة، أن يعملوا جاهدين للحفاظ على هويتهم، وعدم الانجرار وراء السيناريوهات الإسرائيلية".واستطرد أمارة "أن هناك ثلاثة عوامل أساسية تبقي لغتنا نابضة وحية،الوعي القومي والبعد الديني والتعليم". وعاد أمارة ليتحدث عن اللغة "البعرية" المهجنة مشيرا إلى أن "حالة الهجين هي حالة دونية، وفي كل المجتمعات تنبذ لأنها غير مكتملة، وبالتالي علينا المحافظة على لغتنا العربية لكي نحافظ على هويتنا العربية والفلسطينية وعلى كياننا كمجموعة سوية وليس كمجموعة فيها إشكاليات".ولم ينكر أمارة أن هناك غلبة للعبرية على العربية في مجالات معينة، لكنه نوه أيضا إلى وجود فئات تعمل جاهدة لاستخدام اللغة العربية وتهتم فيها بشكل كبير، رغم وجود من يستخدمون العبرية من العرب، أو من يعرفون مصطلحات كثيرة بالعبرية لا يستطيعون ترجمتها إلى العربية.

اللافتات
ومن مظاهر تأثر فلسطينيي 48 باللغة العبرية،استخدامها على لافتات المحلات التجارية.وحول هذه النقطة أشار الباحث محمد أمارة إلى وجود معطيات أولية لبحث لا زالت نتائجه قيد التحليل، تشير إلى أن الصورة مركبة هنا أيضا وإن كانت تختلف من بلدة عربية إلى أخرى.ويظهر البحث انه في بعض البلدات كانت الغلبة للعربية بنسبة 60% مقابل30% للعبرية و10% للغة الانجليزية. وفي بلدات أخرى كانت الصورة عكسية والعبرية هي صاحبة الهيمنة. وأوضح نمط ثالث أن الانجليزية بدأت تأخذ مكانة أيضا بنسبة نحو 35% في بعض المناطق، وهذه ظاهرة جديدة.

منهاج التعليم
ويقول الباحث محمد أمارة إن "التعليم في المدارس حلبة حاولت المؤسسة الإسرائيلية أن تستثمر كل الجهود فيها حتى في المنهاج العربي بحيث يكون مشبّع بالقيم اليهودية والصهيونية.ويتابع: "حتى نهاية السبعينيات كان العربي يتعلم عن الصهيونية واليهودية دون تعلم شيء عن العرب والفلسطينيين. اليوم هناك تغيير ما ولكن ليس كافيا".وذكر أمارة بأن التصدي لمحاولات "الأسرلة والعبرنة" وتهجين اللغة العربية، يتحقق بخطوات عملية وفي انتهاج نخب المجتمع سياسات واضحة.وساق مثالا على ذلك قيام مجموعة من المثقفين بإصدار كتيبات تحتوي على مجموعة مصطلحات ومسميات عربية وضعت في مواجهة المصطلحات الإسرائيلية التي شوهت الحقائق والأسماء الأصلية في مناحي مختلفة.وقال أمارة إن الفضائيات العربية ساهمت في انكشاف فلسطينيي 48 على العالم العربي،وساهمت في حفظ هويتهم.وقال في هذا السياق: "يظهر أبناء مجتمعنا على شاشات الفضائيات العربية ويعبّرون بلغة سليمة في حين كانوا يعبرون عن أنفسهم بصعوبة في فترات سابقة. الفضائيات أثرت علينا بشكل ايجابي. كان الإنسان العربي يقضي ساعات طويلة في مشاهدة القنوات الإسرائيلية، أما اليوم فنجده يشاهد الشاشات العربية. هذا عامل مهم وكشفنا أكثر للاستماع للغة العربية وللتعرف على العالم العربي". وإن كان الكلام أصلا عن تغلغل العبرية في العربية لدى عرب الداخل،فهناك جانب آخر بدأ يبرز، وهو قيام اليهود باستخدام بعض المصطلحات العربية إما في حياتهم اليومية العادية، وأحيانا حتى في القنوات التلفزيونية. وفسر الدكتور محمد أمارة هذا التطور بأن "وجه الغائب (العرب في الداخل) بدأ يبرز. بدأنا نقول إننا موجودون ثقافيا واقتصاديا ولنا ملامحنا. في مجالات عديدة هناك تأثر باللغة العربية لدى الإسرائيليين. رغم محاولاتهم تغذية ثقافتهم من الغرب،وتجنب الشرق إلا أن اللغة العربية أثّرت فيهم".



أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: