المنزل الذكي… التوّجه الجديد في عالم التطوير العقاري

16 يناير 2010 by: trtr388



يرى المتابع للتقنيات الحديثة المعاصرة التي باتت جزءاً من حياتنا اليومية حجم التقدم والتطوّر الذي وصلت إليه هذه التقنيات لدرجة أنها باتت تبدو وكأنها مشاهد من أفلام الخيال العلمي
يجهل غالبية المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط بعض المفاهيم المرتبطة بالتقنية، والتي أصبحت مستخدمةً على نطاق واسع في باقي أنحاء العالم، مثل مفهوم التقنيات الذكية المنزلية.
إلا أنه على ما يبدو أن رياح التغيير قد بدأت تهب على منطقتنا العربية حاملةً معها هذه التقنيات والتطبيقات الذكية، فشركة “EON” التي يقودها ليون بيوكين كانت السبّاقة في هذا المجال، حيث نجحت في تطبيق حلول أتمتة المنزل، وقدمت أول نموذج للمنزل الذكي في منطقة الشرق الأوسط، وهو نموذج يمكّن المستخدم من التحكم بالعديد من وظائف الأجهزة الإلكترونية الموجودة في المنزل مثل البراد ومكيف الهواء والإضاءة وحتى نظام المراقبة والحراسة.
وعلى الرغم من غياب تعريف محدّد للمنزل الذكي، إلا أنه يشار إليه بالاستعاضة عن الأدوات المنزلية التقليدية، بالاعتماد على وسيط رقمي واحد يحل كبديل لكل تلك التقنيات، ويربط شبكة المنزل بإنترنت عالي السرعة. ويعمل هذا الوسيط الرقمي على توحيد هذه الأجهزة في بيئة رقمية وشبكة خدمات تعرف باسم “الروابط الرقمية”. وبفضل هذه التقنيات يمكنك ربط كل التجهيزات المنزلية تقريباً بنظام يساهم في رفع كفاءتها ويمنح المستخدم قدرةً أفضل للتحكم بها.
ومع الطفرة العقارية التي تعيشها المنطقة، تبدو الفرصة مواتية أمام دخول هذه التقنيات إلى المشاريع العملاقة، ولا شكّ بأن اللاعبين الكبار في هذه الساحة، سيسعون جاهدين إلى التميّز عن غيرهم بتبني مثل هذه الحلول والتقنيات في المشاريع التي ينفذونها.
وبينما تعمل EON على تثقيف المستهلكين بجدوى استعمال تقنيات المنزل الذكي، تدعمها في هذا التوجّه شركات تقنية أخرى أمثال إنتل وسيمينز و AMXوإل جي إليكترونيكس، والتي تقدم بدورها مثل هذه الحلول، وتسعى جاهدةً إلى التعاون مع المطوّرين العقاريين لتوعية المستهلكين بهذه النزعة التقنية الجديدة.
فشركة إل جي إليكترونيكس طوّرت تقنية “هوم نت” HomNet والتي تقوم بربط الأفراد بمنازلهم باستخدام مجموعة متنوعة من الأجهزة والتقنيات، بما فيها أجهزة التلفاز والإنترنت والهواتف المتحركة، وقد حققت الشركة مع نهاية العام الماضي مبيعات لهذه التقنية بلغت 35 ألفاً، كما أنها فازت مؤخراً بعقد بلغت قيمته 140 مليون درهم لتركيب هذه التقنية الذكية في مشروع عقاري متكامل يحمل اسم “سمارت سيتي”.
“سيمنز” بدورها تدعم قطاع التقنيات المنزلية الذكية عبر حلول الاتصالات التي تقدمها، كجهاز HC450، الذي يمكّن المستخدم من التحدث مع الزوار من وراء الباب، بالإضافة إلى إمكانية فتح الباب وإشعال الضوء. ويوفّر الجهاز ميزة تحويل نظام “الإنترفون” إلى أي هاتف متحرك، وحينها يمكن للمستخدم المتواجد خارج المنزل التحدث إلى زواره الذين يطرقون بابه، أو على سبيل المثال الطلب إلى عاملة التنظيف القيام بما يتوجب عليها من مهام، أو جعل ساعي البريد يترك الطرد الذي يحمله عند أحد الجيران.
أما شركة سيسكو سيستمز، فتقدم تقنية العقارات المتصلة Connected Real Estate (CCRE) framework لتحقق عملية الربط بين تقنية المعلومات وأتمتة الأبنية. وبذلك يتم تبسيط بعض مفهوم البيت الذكي ضمن البناء بأكمله بإضافة خدمة هي المعلومات إلى جانب كل من خدمات الماء والكهرباء والغاز، وتشبه حينها بنية المنزل الذكي الهيكل العظمي فهي عبارة عن كابلات مصممة كبنية تحتية. وتصبح هذه أساس الشبكة المنزلية التي تضم شبكات لاسلكية فرعية تعمل بمعايير متعددة مثل واي ماكس أو واي فاي تتصل عند الحاجة مع شبكة الخليوي.
دلائل كثيرة تشير إلى تعاظم أهمية مصطلح المنزل الذكي كتركيز المعارض التقنية العالمية المتخصصة وتلك الخاصة بالأدوات المنزلية وحتى العقارية على استعراض ما في جعبتها من الحلول التي تندرج ضمن هذا التصنيف، وتعريف الجمهور بآخر المستجدات على صعيد هذه الصناعة والتوجّه


كازدار

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: