مقاولو السعودية يلغون ثلاث ساعات عمل وقت الظهيرة بسبب الحر
15 يونيو 2009 by: trtr388لجأ مقاولون في العاصمة السعودية الرياض إلى إلغاء
ثلاث ساعات من عمل الظهيرة لموظفيهم بدءا من أمس، كخطوة "تحفيزية"، حيث تشهد حاليا
عدد من مناطق المملكة موجة من ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات الإصابة بضربات
الشمس.وأعرب المقاولون عن ثقتهم في إمكانية تعويض ساعات العمل الملغاة من "الساعة
12 ظهرا وحتى الثالثة عصرا" عن طريق الجهد المضاعف من العمال في الساعات المتبقية
وفقا لصحيفة "الوطن" المحلية
.وكانت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية طالبت في وقت سابق بضرورة إيقاف العمل وقت الظهيرة ما بين الساعة الحادية عشرة إلى الثانية ظهراً خلال فصل الصيف، في وقت تتضارب فيه الأنباء عن وصول درجة الحرارة في بعض مناطق المملكة إلى 60 درجة مئوية. وأكد رئيس لجنة المقاولين في الغرفة التجارية والصناعية في الرياض فهد الحمادي أن 90 بالمائة من رجال الأعمال في قطاع المقاولات يولون اهتماما كبيرا بالجانب الإنساني، مشيرا إلى أن هذا الأمر دفعهم لإلغاء ساعات عمل الظهيرة تفاديا لارتفاع درجة الحرارة على العمال.
وقال الحمادي "ألغيت ثلاث ساعات عمل، لإيماني التام بأن العمال يستطيعون تعويضها من خلال الجهد المضاعف في الساعات المتبقية، مبينا أن هنالك عددا من المقاولين فضلوا تعويض ساعات العمل الملغاة بالعمل في ساعات الليل عند توفر الطاقة الكهربائية في منطقة المشروع.وأعرب عن ثقته في استطاعة شركات المقاولات التي ألغت ساعات العمل من إنجاز المشاريع في الأوقات المحددة سلفا، مشيرا إلى أن الطاقة البشرية تستطيع مضاعفة الجهد عند وجود الحوافز، واستبعد أن يترتب على إلغاء ساعات عمل الظهيرة أي عملية خفض لرواتب العمال، مبينا أن هذه الآلية ستستمر إلى حين تحسن الأجواء خصوصا في منطقة الرياض التي قد تصل درجة الحرارة فيها إلى 50 درجة مئوية.وبيّن الحمادي أن لجنة المقاولين في غرفة الرياض لن تدرس موضوع عدد ساعات العمل هذه الأيام، دون أن يكون هنالك أي توجيه من قبل مكتب العمل، "رجال الأعمال في قطاع المقاولات يعتبرون ساعات عمل موظفيهم ضمن خصوصياتهم، لذلك لا نستطيع التدخل بها دون توجيه".من جهة أخرى ألغى سلطان العتيق وهو صاحب سلسلة من مؤسسات المقاولات العامة في الرياض ساعات عمل الظهيرة بدءا من أمس، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الخطوة تخفيف حدة الضغوط على الطاقات البشرية العاملة.وقال العتيق "أصدرت تعميما بإلغاء عمل ثلاث ساعات، مع الاكتفاء بساعات العمل المتبقية"، مبينا أنه اشترط على عماله مضاعفة الجهد في ساعات الصباح الأولى حتى يتم إنجاز العمل في الوقت المحدد.إلى ذلك أكد علي محمد وهو مشرف على أحد المشاريع التي يتم إنشاؤها في الرياض هذه الأيام أن ارتفاع درجة الحرارة دفعت العمال لديه للمطالبة بتخفيض عدد ساعات العمل، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يمكن إصداره سوى من صاحب الشركة نفسه.وفي السياق نفسه، حذر أخصائيون من خطورة ارتفاع درجات الحرارة، ودعوا في الوقت نفسه إلى تجنب التعرض لأشعة الشمس، مطالبين بضرورة شرب السوائل المحتوية على الأملاح كالعصائر والألبان.وقال الأستاذ المساعد ورئيس قسم الفيزياء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن علي الشكري أن درجة الحرارة ستتراوح ما بين 42 إلى 50 درجة، ويجب تفادي الخروج في الشمس من الساعة العاشرة حتى الثانية ظهرا إلا للضرورة وذلك لارتفاع قوة الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر على لون البشرة وتسبب سرطان الجلد. وأكد أن مناخ السعودية القاري الصحراوي يعد من أعلى المناطق في العالم من حيث تأثير الأشعة فوق البنفسجية، مضيفا أنه من المفترض أن يمنع العمل عند ارتفاع درجة الحرارة إلى 49 درجة حتى في الأماكن الظليلة على أن يكون الوقت من الساعة الحادية عشرة إلى الثانية فتره راحة للعمال لأن من حق العامل أن لا نضره بالعمل في هذه الأوقات.وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية قالت في وقت سابق إنه لا توجد أي مؤشرات تؤيد احتمالات وصول درجات الحرارة في بعض مناطق السعودية إلى 60 درجة.وأوضحت الرئاسة تعليقا على ما تردد في وسائل الإعلام نقلا عن بعض الباحثين من أن هناك مؤشرات لتسجيل مناطق وسط المملكة وشرقها درجات حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية، إنه تبين بعد دراسة المعلومات لدى الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات وبالرجوع إلى السجلات المناخية من عام 1970 ـ 2009 أنه ليس هناك أي مؤشرات تدل على أن مناطق المملكة عموماً والمناطق المذكورة تحديدا في توقعات بعض الباحثين سوف تتأثر بدرجات حرارة أعلى من معدل ما سجلته خلال السنوات الماضية.وأضافت الرئاسة أن أعلى درجة حرارة سجلتها بعض محافظات المنطقة الشرقية هي ( 50 إلى 51 ) درجة مئوية عام 2000 ، والرياض العاصمة 49 درجة مئوية، وفي مكة المكرمة 50 درجة مئوية عام 1989 وفي المدينة المنورة 50 درجة مئوية عام 1973.وكانت المنطقة سجلت بعض الحالات لعمال أصيبوا بضربات الشمس، الأمر الذي دعا الأطباء إلى نصح العمال بضرورة أخذ الحيطة والوقاية خلال الفترة الحالية والقادمة، وعدم التعرض لأشعة الشمس أثناء العمل نظراً للارتفاع الشديد في درجة الحرارة بالمنطقة.






















