سوار الذهب" يحذر من حملات التنصير بإفريقيا ويدعو لمواجهتها
10 يوليو 2009 by: trtr388ناشد الرئيس السوداني السابق "عبد الرحمن سوار الذهب"وعن مدى تأثر عمل المنظمة بعد الاتهامات والمضايقات التي تعرض لها العمل الخيري الإسلامي، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قال "سوار الذهب": نعم، التأثير طال الجميع، ونحن تأثرنا, لكننا ولله الحمد منذ نشأة المنظمة وهي لا تعمل بالسياسة ولا علاقة لها بالإرهاب، وعندما توترت العلاقات بين السودان وأوغندا ووصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية؛ جددت حكومة أوغندا ترخيص عمل المنظمة لديها لمدة خمس سنوات، لأنها تعلم أن عملها إنساني بحت، مشيرًا إلى أن الحرب على العدو الوهمي "الإرهاب" لم تعد مستساغة ومقبولة حتى لدى الغرب.
الموسرين العرب والمسلمين المسارعة بتقديم العون لإخوانهم في القارة الإفريقية،
الذين تنهش فيهم الحملات التنصيرية التي لا تنقصها الإمكانات أو الأساليب.
وحذَّر المشير "سوار الذهب"، رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية - التي
تتخذ من الخرطوم مقرًّا رئيسيًّا لها ـ من انتشار عمليات التنصير في إفريقيا خاصة
بين المسلمين.
جاءت هذه التصريحات على هامش مؤتمر "الإيسيسكو" العاشر الذي اختتم أعماله في تونس مؤخرًا.
جدير بالذكر، أن "منظمة الدعوة الإسلامية" التي يترأسها "سوار الذهب" أُنشئت في رجب عام 1400هـ الموافق 1980م، وهي منظمة إقليمية ومقرها الخرطوم بالسودان، وهدفها نشر الإسلام بين غير المسلمين، وتنمية الجماعات المسلمة الناطقة بغير اللغة العربية في إفريقيا، بشكل خاص، والتصدي للحملات الجائرة الَّتي يتعرض لها الإسلام والمسلمون.
وتتم إدارة المنظمة بواسطة مجلس أمناء يتكون من 60 عضوًا من دول عربية وإسلامية؛ من بينها السعودية والسودان واليمن والكويت ومصر وقطر والإمارات والبحرين وأمريكا، ويضم مجلس الأمناء وزراء سابقين وقادة رأي ودعاة ومصلحين.
وتتنوع مجالات عمل المنظمة، ومن ضمنها إنشاء وإعمار المساجد، وإنشاء دور المهتدين والمدارس القرآنية لتعليم مبادئ الإسلام، وكفالة الدعاة المتجولين بين الأقطار للتبصير بأمور الإسلام، ووضع المناهج الدراسية وطباعة الكتب في الدول المحتاجة، وتوفير الخدمات الصحية للفقراء بدول إفريقيا، من خلال إنشاء المستوصفات والمستشفيات وكفالة الأيتام كفالة تامة، وقد قامت المنظمة بإنشاء أكثر من 700 مسجد بإفريقيا.
وأكد سوار الذهب أن منظمة الدعوة بريئة من تهمة "الإرهاب"، "بل إن المنظمات والمؤسسات الإسلامية والخيرية كانت أبرز ضحايا "الإرهاب" من خلال إيقافها واتهامها دون دليل، كما أن الشعوب الجائعة والتي تعاني الأزمات في مناطق عديدة من العالم قد حرمت من الإعانة والإغاثة بسبب الإرهاب" على حد تعبيره.
التنصير في إفريقيا:
وتحظى القارة الإفريقية باهتمام قوي في إطار المخططات التي تحيكها الهيئات الكبرى المعنية بنشر النصرانية في العالم، وفي مقدمتها: مجلس الكنائس العالمي، والفاتيكان؛ حيث أخذ مجلس الكنائس العالمي على عاتقه مهمة نشر المسيحية الأرثوذكسية والبروتستانتية في إفريقيا، وفق مقررات مؤتمر التنصير الأشهر في كلورادو عام 1978.
فيما ينظر الفاتيكان إلى القارة باعتبارها الأرض الخصبة الملائمة لكي تكون موطنًا صالحًا للمذهب الكاثوليكي، خاصة مع تراجع المقبلين على الكنيسة الكاثوليكية في الدول الغربية، ومن ثم نظم الفاتيكان مؤتمر روما التنصيري في 19 فبراير 1993 تحت شعار "تنصير إفريقيا عام 2000"، كما بلغ اهتمام المنظمات المسيحية بإفريقيا درجة جعلت بعض الدوائر الكنسية تتنبأ بأنه في نهاية القرن العشرين سيكون واحد من كل اثنين في إفريقيا مسيحيًا.
دارفور أنموذجًا:
وقد أفادت وسائل إعلام سودانية رسمية في يناير الماضي بأن جماعة أمريكية معنية بالإغاثة قد طردت من منطقة دارفور في السودان بعدما وجد مسؤولون آلاف النسخ من الإنجيل باللغة العربية مُخزنة في مقر الجماعة, لاستخدامها فيما بعد في أنشطة تنصيرية.
وقالت السلطات السودانية: إنها عثرت على 3400 نسخة من الإنجيل باللغة العربية في مكتب تديره منظمة "ثرست نو مور" (لا لمزيد من العطش) في شمال دارفور التي كل سكانها من المسلمين.
وأضاف المسؤولون للوكالة السودانية أن السلطات قررت طرد الجماعة التي مقرها ولاية تكساس الأمريكية "لمخالفتها لقانون العمل الطوعي والاتفاقية القطرية ولوائح تسجيل المنظمة بالسودان".
وتنص القوانين على وجوب أن تقدم جماعات الإغاثة تفاصيل بشأن أنشطتها إلى مفوضية العون الإنساني لدى الحكومة السودانية ولا يسمح لها ببدء مشاريع جديدة من دون موافقة الولايات المعنية.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن عثمان حسين عبد الله مفوض العون الإنساني وشؤون المنظمات بالولاية قوله: إنه كان من المفترض أن تقدم ثرست نو مور مياه شرب في المناطق التي تشهد معارك. ولكنها لم "تقدم تبريرًا واضحًا" لوجود هذه النسخ الكثيرة من الكتاب المقدس لديها. وأكد تشارلي ميكاليك المدير القطري لثرست نو مور في الخرطوم بأن المسؤولين يجرون تحقيقات بشأن عمل المنظمة ولكنه امتنع عن إعطاء مزيد من التفاصيل.