حالات "الانتحار في العمل" ترتفع بنسبة الثلث في أمريكا بسبب الأزمة
24 أغسطس 2009 by: trtr388أظهر تقرير رسمي أمريكي أن الأزمة المالية العالمية تسببت برفع معدلات الانتحار في أماكن العمل بنسبة 28 بالمائة، وسط عمليات التسريح الواسعة وإجراءات التقشف المتشددة.وكشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية أن 251 شخصاً أقدموا على الانتحار في أماكن العمل خلال العام 2008، وهي النسبة الأعلى منذ بدأت وكالة "مكتب إحصاءات العمل" بإصدار تقاريرها.وأعلنت الوكالة عن انخفاض بنسبة 10 بالمائة في العدد الإجمالي للناس الذين يموتون بشكل عام في أماكن العمل: من 5657 في العام 2007 إلى 5071 في العام الماضي، وهي أقل نسبة أيضاً منذ بدأت الوكالة بتسجيل بياناتها في العام 1992.ولم يشرح مسؤولو وزارة العمل السبب خلف ارتفاع حالات الانتحار، وإنما أشاروا إلى الأزمة الاقتصادية كعامل مساهم في انخفاض العدد الإجمالي للوفيات، حيث أدى انهيار القطاع العقاري الذي يقود حركة الإعمار، والتي تحصد عادة القسم الأكبر من الوفيات خلال العمل، إلى تخفيض عدد ساعات عمال البناء وورش العمل.
وأوضحت الوكالة أن العمال على صعيد الولايات المتحدة باتوا في الإجمال يعملون لساعات أقل بنسبة 1 بالمائة عن السابق.ونتيجة لهذا التطور، انخفضت إصابات العمل الخطيرة في قطاع البناء بنسبة 20 بالمائة، واقتصرت الفئة العمرية التي لم تشهد انخفاضاً في الوفيات خلال العمل على العمال والموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً، حيث شهدت هذه الفئة في المقابل ازدياداً في معدل وفياتها خلال العمل من 20 حالة في العام 2007 إلى 23 حالة في العام الماضي.كما أظهرت بيانات الوكالة تراجعاً على صعيد جرائم القتل في أماكن العمل بنسبة 18 بالمائة، إذ انخفضت هذه الجرائم إلى 517 جريمة قتل معظمها بالرصاص، أقل بنسبة 52 بالمائة من أعلى معدل رصد في العام 1994 حين سجلت 1080 جريمة قتل في أماكن العمل في أرجاء الولايات المتحدة.وقالت وزيرة العمل "هيلدا سوليس": إن التراجع في إصابات العمل الخطيرة هو "تغير في الاتجاه الصحيح"، غير أنها نبهت إلى أن تطبيق شروط السلامة بشكل حازم يبقى الضمانة الأساسية لتلافي حوادث كهذه.وأضافت الوزيرة في بيان: في الواقع، فإن تقارير اليوم تحثنا على زيادة تيقظنا وخصوصاً فيما يسترد الاقتصاد عافيته.وقد أظهرت عدة دراسات أخرى الآثار النفسية التي خلفها الانكماش والركود الاقتصادي على الشعب الأمريكي، من هذه الآثار أن نحو ثلث ملاكي البيوت المرهونة التي تتعرض للحجز يعانون من اكتئاب شديد، وفق دراسة أعدتها جامعة "بنسلفانيا سكول أوف ميديسين".وينتحر في الولايات المتحدة أكثر من 30 ألف شخص سنوياً، حيث يمثل الانتحار ثاني أسباب وفيات الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً.
اربيان بيزنس