سلسلة حوادث قتل وتشويه جثث في تل ابيب تثير الرعب في اسرائيل

17 أغسطس 2009 by: trtr388


كانت اسرائيل امس تحت وطأة الصدمة غداة مقتل رب اسرة في جريمة وحشية نفذتها عصابة من الشبان السكارى في احد الاحياء الراقية قرب تل ابيب واثارت الجدل حول ظاهرة تزايد العنف في المجتمع الاسرائيلي.واستحضرت وسائل الاعلام في معرض تناولها وقائع الجريمة مشاهد العنف المجاني في فيلم «البرتقالة الآلية» للمخرج ستانلي كوبريك، فيما افتتحت الاذاعة العامة نشراتها الاخبارية مشبهة اسرائيل بشيكاغو في عهد عصابة « آل كابوني».

وكان الضحية اريه كروب (59 عاما) جالسا على مقعد على كورنيش البحر مساء الجمعة مع زوجته ساره (52 عاما) وابنتهما هيلا (24 عاما) حين تهجم شاب يتكلم العبرية بلكنة عربية على الفتاة.

ونقلت عن الام قولها انه اثناء جلوس افراد العائلة على مقعد عام في متنزه شاطىء تل باروخ، اقترب منهم شاب وبدأ باهانة الابنة هيلا ،فقام الثلاثة بمغادرة المكان، لكن وخلال ثوان احاط بهم عدد من الشبان وبدأوا بضربهم.

تلقى الاب الذي حاول المقاومة ضربا مبرحا على وجهه والجزء العلوي من جسمه ولاذت الام سارة وابنتها بالهرب الى شمال المتنزه في الوقت الذي لاذ فيه الاب بالفرار الى جنوبه مخلفا وراءه سيلا من الدماء، وتمكن الشبان من اللحاق به بعد عدة عشرات من الامتار وضربوه حتى انهار وفقد الوعي والقوا به في البحر.

بعد تحقيق سريع اوقفت الشرطة ثمانية اشخاص يشتبه بضلوعهم في الجريمة وجميعهم يتحدرون من مدينة جلجولية، وشابتين يهوديتين احداهما قاصر والاخرى جندية على ارتباط بالمجموعة.

معظم المعتقلين من عائلة واحدة وهم ابناء عم، وقال جدهم :«لا اوافق على ذلك واستنكره بشدة، لكن من الصعب التصديق بأن ابناءنا فعلوا ذلك». وربط بعض المتهمين انفسهم بالحادث خلال التحقيق معهم كما قامت احدى الفتاتين بدورها بالحادث ونقلت الى ساحة الجريمة حيث اعادت تمثيل الحادث.

واعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن «صدمته» لهذه الجريمة ردا على اسئلة اذاعة الجيش الاسرائيلي واوصى بنشر وحدات من الشرطة البلدية «لتعزيز الاحساس بالامان» في اسرائيل، متحدثا عن «ارهاب داخلي».

من جهته قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس «ينبغي اعادة النظر في النظام برمته. يجب زيادة قوات الشرطة ومراجعة طرق معالجة المعلومات حول العنف، والتربية والنظام الجزائي المتساهل».

وطلب حزب كاديما الوسطي من الكنيست قطع عطلته النيابية والاجتماع لاجراء مناقشة استثنائية حول الاجرام

سلسلة جرائم وقاتل يقطع جثث ضحاياه

يذكر ان عشر جرائم قتل وقعت في الاسبوعين الاخيرين في اماكن مختلفة في اسرائيل لم يكشف عن منفذي العديد منها. وتم في عدد من الحالات التمثيل بجثث الضحايا او رميها في سلة المهملات واحراقها، ما اثار مخاوف من ان تكون سلسلة جرائم ينفذها قاتل واحد.وقالت صحيفة «معاريف» ان احد الاسئلة المثيرة لقلق قيادة الشرطة الاسرائيلية هو: هل يعمل في وسط اسرائيل قاتل يقطع جثث ضحاياه؟

فقد عثر يوم الجمعة الماضي وبعد ثلاثة ايام من العثور على جثة امرأة مقطعة في حاوية نفايات في رمات غان على جثة اخرى مقطعة لامرأة في وادي الكسندر قرب نتانيا. وقال دودي كوهين المفتش العام للشرطة الاسرائيلية :«ارجو انتظار نتائج التحقيق وعدم الخلوص لنتيجة تقول بأنه يوجد قاتل دوري» ، لكن حقيقة قتل امرأتين وتقطع جثتيهما وفقدان نفس الاعضاء من الجثتين تشير الى ان نفس القاتل هو الذي ارتكب الجريمتين.

لم يشاهد هذا العدد الكبير من رجال الشرطة في وادي الكسندر، اذ بدأ رجال الشرطة بالتوجه الى هذه المحمية الطبيعية في اعقاب وصول بلاغ من احد المتنزهين عن مشاهدته ساقا عائمة فوق الماء وسحب غواصون من قسم «زكا» (تشخيص ضحايا الكوارث) الساق ونقلوها الى معهد الطب الجنائي لمعرفة اذا ما كانت تشكل جزءا من الجثة التي عثر عليها في رمات غان.

ووجه شحار ايلون قائد شرطة لواء تل ابيب تعليمات بتمشيط المنطقة وقام عشرات من الغواصين بالبحث في الوادي في الوقت الذي قام فيه عدد من الفرسان بتمشيط ضفتيه وحلقت مروحية تابعة للشرطة فوق المنطقة وعثر بعد ساعتين على عضو اخر واستدعي قادة شرطة اللواء الى المنطقة وعثر الغواصون على جثة مقطعة الاوصال. ووصلت القيادة العليا للشرطة وعلى رأسهم المفتش العام الى المنطقة بعد العثور على الجثة.

وقال ايلون :«عثر ليلة الثلاثاء - الاربعاء على جثة مبتورة الاعضاء في رمات غان،وتم تمشيط المنطقة، لكنهم لم يعثروا على المنطقة التي وقعت فيها الجريمة. ورفض تعتيم على التحقيق في القضية لاننا اردنا ان نكون متفوقين على القاتل وعثر يوم الخميس على ساق في وادي الكسندر واعتقدنا بأن هذا العضو تابع للقتيلة في رمات غان ولهذا قمنا بعملية تمشيط كاملة عثر خلالها على اعضاء وعلى جثة اخرى ولا نستطيع حتى الان الاستنتاج بأن هناك علاقة بين الحادثين، وندعوا الجميع الى تقديم تقارير عن كل مفقود في اي عائلة او حتى جار».

وقال المفتش العام للشرطة :«يجب ان ننتظر وادعو الجمهور الى الهدوء خصوصا سكان المنطقة الوسطى وان يعيشوا حياتهم الطبيعية وسنستمر بالمحافظة على الامن الشخصي وبدرجة عالية».

وقال احد المحققين :«لا يوجد لدينا حتى الآن اي تقرير عن مفقودين، ويشير هذا الى عدة اتجاهات تفكير، احدها ان جريمتي القتل قام بها احد افراد العائلة. ولهذا لا يوجد من يقدم شكوى عن فقدان اشخاص، اما الاحتمال الثاني فهو بحث القاتل او القتلة عن اشخاص لا يتصلون بأفراد عائلاتهم بصورة دورية، الامر الذي لا يدفع احدا للتبليغ عن مفقودين».

جثة اخرى مقطعة

واضيف الى سلسلة ملفات القتل الاخيرة حادث اخر يوم الجمعة الماضي، اذ عثر على جثة مقيدة قي مبنى مهجور قرب مفترق طرق بيت دغان.

وقدم موظف في سلطة الاشغال العامة ظهر يوم الجمعة الماضي بلاغا عن عثوره على جثة في حالة تعفن متقدمة. وتوجه رجال شرطة الى المكان بقيادة الضابط آلون آريه وعثروا على جثة مكبلة بأصفاد. وقال قائد وحدة «زكا» موشيه جمزو الذي وصل الى المبنى :«لقد كان هذا مشهدا قاسيا جدا».

وقال مصدر في الشرطة :«لا نعرف هوية القتيل ونحقق بكافة الاتجاهات».

وبدأ طاقم التشخيص الجنائي بجمع اثباتات من اجل معرفة اذا ما كان الحديث يدور عن قتل او انتحار.

واصدر قرار بناء على طلب الشرطة يحظر نشر تفاصيل عن القضية بما في ذلك ما عثر عليه في ساحة الجريمة. ونقلت الجثة الى معهد التشخيص الجنائي وفقط بعد الحصول على تقرير التشريح سيكون بالامكان معرفة هوية القتيل واذا ما كان الحادث قتلا.

قاتل الشواذ

ورغم مرور 15 يوما على الهجوم بعيارات نارية على الشواذ في نادي خاص بهم بتل ابيب ورغم التحقيق المكثف الذي تجريه الشرطة لا يوجد طرف خيط يقود الى من اطلق النار وقتل اثنين واصاب اكثر من عشرة بجروح.

فقد فتح مجهول النار قبل 15 يوما في مركز لتقديم الدعم النفسي لمثليي الجنس الشبان في تل ابيب، موقعا قتيلين و12 جريحا.

واحصت الشرطة الاسرائيلية ما لا يقل عن 204 جرائم قتل العام الماضي ودعت وسائل الاعلام الى اتباع مبدأ «عدم التساهل اطلاقا» الذي اعتمده رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني لمكافحة الاجرام.

مهزلة القانون

وكتب بين كاسبي في افتتاحية في صحيفة معاريف الشعبية «اصبح احترام القانون مهزلة والشرطة غائبة .. قد يتعرض اي منا للذبح على احد الشواطئ او للطعن عند اشارة سير او للدهس في الشارع، بدون ان يثير الامر قلق اي كان».

وبالرغم من ان عديد الشرطة الاسرائيلية لا يتخطى خمسة الاف رجل، فان التحديات التي يتعين عليهم مواجهتها هائلة، ومنها تعاطي المخدرات وادمان الكحول واللصوصية والفساد وجنوح الاحداث وعمليات السلب والسرقة.

ويقول عاموس الضابط في الشرطة «اننا منهكون جراء ساعات العمل الاضافي» مشيرا الى ان مرتبه الشهري بعد 13 سنة في الخدمة لا يتعدى 5200 شيكل (950 يورو).

وتضاف الى كل هذه المصاعب الترتيبات غير المنطقية في النظام القضائي التي يستغلها المجرمون لصالحهم.

ويقول ايتان ايريف مساعد مدعي عام الدولة «ان اللصوص يسخرون منا» منددا بالمساعدة القانونية التي توفر مجانا لجميع المشتبه بهم حتى اذا كانوا يملكون فيلات وسيارات مرسيدس.

وسخر متصل مجهول في مداخلة على الاذاعة العامة بالمقولة الشهيرة لديفيد بن غوريون مؤسس دولة اسرائيل عام 1948، حين قال ك « اسرائيل ستصبح دولة كسائر الدول حين يصبح لديها شرطيون يسجنون مجرمين من الحق العام».

القدس

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: