الخليج العربي من صحراء قاحلة إلى تصدير الزهور

18 أغسطس 2009 by: trtr388


يفكر مستثمرون في دول مجلس التعاون الخليجي باستثمارات مبتكرة، قد تبدو من الوهلة الأولى غريبةً بعض الشيء، أو أنها ضرب من الجنون وهدر للأموال.

أصبحت منطقة الخليج العربي من أهم المناطق في العالم، جذباً للشركات المتخصصة في ميدان زراعة الزهور ونباتات الزينة، ويأتي هذا التركيز على زراعة الزهور مع تزايد الطلب العالمي عليها، حيث بيّنت دراسة قامت بها شركة “IPSOS” حول سلوك الأميركيين في شراء الزهور، أن حجم إنفاقهم على الزهور يتجاوز 6,10 مليار دولار سنوياً، بينما تستورد الدول الخليجية أكثر من 23 ألف طن سنوياً.
وبحسب المؤسسة الألمانية لاستيراد الزهور، تصل قيمة حجم سوق الزهور في دول الخليج العربي إلى 200 مليون يورو، مع توقعات بنمو يصل إلى 1,5 إلى 2 مليار يورو، خلال السنوات القليلة القادمة.
دفعت هذه الأرقام المستثمرين الخليجيين إلى التفكير ملياً بمشاريع استثمارية، لا تسد متطلبات الأسواق الخليجية وحسب، بل وتُغرق الأسواق العالمية بزهور نبتت في قلب الصحراء العربية.
مبادرات استثمارية مميزة في زراعة وتسويق الزهور، حملت رايتها العديد من الدول الخليجية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
فعند الحديث عن زراعة الزهور، يحضرنا اسم مزارع “أسترا” في مدينة تبوك السعودية، تلك المزارع التي تعد من أكثر المزارع تطوراً في المملكة العربية السعودية.
بلغ إنتاج مزارع أسترا من الزهور منذ تأسيسها قبل خمس سنوات، ما يزيد عن 55 مليون زهرة، تمت زراعتها على مساحة 4000 متر مربع.
اقتصر تسويق إنتاج المزرعة في مراحلها الأولى على السوق السعودية المحلية، إلا أن ازدياد كميات الإنتاج دفع المزرعة إلى التفكير باقتحام أسواق خليجية مثل البحرين وقطر، بالإضافة إلى أسواق كانت في الماضي مصدراً للزهور، مثل هولندا وألمانيا وفرنسا.
وفي الاتجاه نفسه، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى التحوّل لمركز تجاري متخصص في تصدير الزهور، ودخول ميدان تجارة الزهور التي تزيد قيمتها من حجم التجارة الدولية عن 58 مليار دولار أميركي سنوياً.
ولتجسيد هذه الأهداف والأحلام على أرض الواقع، أنشأت دبي “مركز دبي للزهور”، وهو مركز يستطيع التعامل مع أكثر من 150 ألف طن من الزهور سنوياً.
تساهم عوامل كثيرة في دعم توجه دبي في الوصول إلى العالمية في ميدان تسويق الزهور، كموقعها الإستراتيجي بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، وهو ما يجعلها تستفيد من تجارة (الترانزيت)، وخصوصاً بوجود بنية تحتية متطورة.
ويوفر مركز دبي للزهور المكاتب الخاصة التي تحفز المستأجرين على تطوير خدماتهم، والاستفادة من عمليات التعبئة والتغليف التي يوفرها المركز.
ويستخدم المركز أحدث التقنيات الخاصة، خلال عمليات الشحن ومرور الشحنات من الطائرة وحتى وصولها للمركز كأشعة إكس، بالإضافة إلى السيارات المجهّزة بأحدث أنواع التكنولوجيا الخاصة بالتغليف.
وإلى جانب مركز دبي للزهور، كشفت قرية الشحن في مطار دبي الدولي النقاب عن مشروع جديد، تخطط حكومة دبي لإطلاقه، وهو مشروع متخصص في إعادة تصدير الزهور.
سيقام المشروع على مساحة 32 ألف متر مربع، وسيضم مخازن خاصة لحضانة الزهور، وأماكن للمناولة والفرز والشحن، بالإضافة إلى أماكن لتخزين الخضراوات والفواكه الطازجة، ومكاتب للشركات المحلية والعالمية، التي سيسمح لها بتملك حر للأرض والمكاتب التي ستعمل بها.
في ضوء هذه التطورات العملاقة في ميدان زراعة وتسويق الزهور، يبقى السؤال: هل نرى قريباً بورصة للزهور في الخليج العربي، على غرار بورصة هولندا للزهور، والتي تصل تداولاتها إلى 20 مليون زهرة يومياً، وتقدر مبيعاتها بحوالي 9 ملايين يورو.


كازدار

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: