الهنود باعوا نيويورك مقابل شحنة فراء بـ 24 دولارا!
16 سبتمبر 2009 by: trtr388هل يمكن شراء مانهاتن لقاء 24 دولارا؟ لا يمكن ان تشهد وول ستريت حدثا كهذا يوما، لكن هذه الصفقة ليست من نسج الخيال اذ انها حصلت بالفعل قبل نحو 400 عام وكان الباعة هنودا والشارون هولنديين.
وسيقيم متحف ساوث ستريت سيبورت في نيويورك معرضا خاصا بتلك الحقبة يحيط بظروف تأسيسها.
وتتمثل المخطوطة الوحيدة التي تشهد على ذلك العهد برسالة نادرا ما تعرض للعيان حول تأسيس «امستردام الجديدة»، المستعمرة الهولندية التي استولى عليها الانكليز لاحقا.
وتمثل هذه الرسالة الوثيقة الرئيسية للمعرض الذي يفتح ابوابه الاحد في اطار الاحتفالات بذكرى مرور 400 عام على استكشاف مانهاتن من قبل المغامر هنري هادسون لحساب شركة «الهند الشرقية» الهولندية النافذة.
ولم يمنع استكشاف هادسون هذا الهولنديين من المضي قدما لاستكشاف جوار المنطقة.
ويقول مارتين بيريندز مدير الارشيف الوطني في هولندا الذي اعار المعرض كتبا وبطاقات ووثائق اخرى «لم يكن احد على الاطلاق يعلم ان تلك البقعة الصغيرة ستصبح يوما ما نيويورك».
امستردام الجديدة
وتؤرخ الاوراق التي اصبحت صفراء بفعل الزمن والمبدعة التخطيط لسنوات النور في عاصمة المال العالمية، حيث يعيش اليوم اكثر من ثمانية ملايين شخص.
وكانت عاصمة المال، بعد اكثر من عقد على اكتشاف هادسون لها في 1609، ساحة لصفقات مقايضة غير متكافئة باع فها المستعمرون السكان الاصليين الخرز والادوات اليدوية لقاء الفراء والمعادن الثمينة.
ولم تكن «امستردام الجديدة» ذات وزن كبير بالنسبة للامبراطورية الهولندية. وتشير الوثيقة الشهيرة التي يعود تاريخها الى 1626 وتحمل عنوان «شهادة ولادة نيويورك» الى بيع هذه المنطقة كما لو كان الامر يتعلق بتفصيل صغير.
وجاء في الرسالة الموجهة الى المسؤولين الهولنديين بشأن معلومات حول تاريخ تأسيس المستعمرة وحول شحنة بضائع من الفراء «لقد اشتروا جزيرة مانهاتن من الهنود لقاء 60 فلورين» (قرابة 24 دولارا).
وكان المستعمرون مبعثرين في البدء قبل ان يتجمعوا في المنطقة الجنوبية من الجزيرة، داخل سياج يمتد على طول ما اصبح اليوم منطقة وول ستريت.
وبحلول عام 1653، بلغ عدد هؤلاء بين 500 و700 مستعمر اكثرهم لم يكونوا هولنديين.
وكتب بيتروس ستويفيزنت رئيس المستعمرة آنذاك انهم «جماعة تأتي من جميع البلدان»، مشيرا الى المزيج الاتني الذي سيصبح احد اهم خصائص نيويورك في ما بعد.
ونشر احد هؤلاء السكان ادريان فان در دونك، وصفا للمستعمرة شجع فيه الاوروبيين على الهجرة الى الارض الجديدة.
أشجار وحيوانات أكبر
وقال ان «الاشجار اكبر مما هي في اوروبا، والحيوانات اضخم. الا ترغبون في المجيء؟».
لكن مزاج دونك تغير في رسالة لاحقة ارسلها في عام 1649 الى السلطات الهولندية وشكا فيها من ان «الجميع يعيشون فقراء».
ولم تكن حال هنود قبائل ليناب الذين باعوا الجزيرة افضل من المستعمرين، اذ كان الطرد او القتل مصير الذين لا يقضون بسرعة بسبب انهيار جهاز مناعتهم امام الامراض التي حملها الاوروبيون الى الارض الجديدة.
وفي 1664، قرر الانكليز السيطرة على المستعمرة المزروعة في وسط مستعمراتهم، فتم الاستيلاء على «امستردام الجديدة» من دون قتال.
ثم منحت «اتفاقية بريدا» لانكلترا في عام 1667 السلطة على مانهاتن، فيما احتفظ الهولنديون بمنطقة «سورينام» جنوب القارة الأميركية.
وشيئا فشيئا، طمرت آثار «امستردام الجديدة» حتى لم يعد لها اثر سوى في اسماء قليلة موزعة هنا وهناك، على غرار شارع «بريد فيغ» الذي اصبح «برودواي».