السعودية تفتتح أحدث جامعة في العالم

24 سبتمبر 2009 by: trtr388



افتتحت السعودية اليوم الأربعاء أحدث جامعة كلفت أموالا باهظة يأمل اصلاحيون أن تقود التغيير في المملكة.

ويأمل دبلوماسيون غربيون أن تساعد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي اجتذبت أكثر من 70 أستاذا و800 من الطلبة من الخارج أن تكون إيذانا بإصلاحات بعد انتكاسات حدثت مؤخرا مثل إلغاء انتخابات بلدية كانت مقررة هذا العام.

وافتتح الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم الأربعاء الجامعة الواقعة على بعد 80 كيلومترا إلى الشمال من جدة بوجود زعماء المنطقة، منهم الرئيس السوري بشار الأسد، ومسؤولين غربيين وحائزين على جوائز نوبل.

وشجع الملك عبد الله (85 عاما) الإصلاحات في المملكة منذ توليه المنصب عام 2005 لإقامة دولة حديثة ومنع الانتقادات الغربية والحد من الاعتماد على النفط ولكنه يواجه مقاومة من بعض رجال الدين وأمراء محافظين.
وشن مقاتلو القاعدة حملة على الدولة السعودية عام 2003 ملقين باللوم على الأسرة المالكة في الفساد وتحالفها مع الولايات المتحدة. وكان أغلب من اتهم بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة سعوديون.

وقال الملك عبد الله أمام زعماء بالمنطقة من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي عبد الله جول ومسؤولين غربيين وحائزين على جوائز نوبل "لاشك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع.. هي الخط الاول للدفاع ضد هؤلاء (المتطرفين).

ويخشى مسؤولون مؤيدون للملك عبد الله أنه من دون الإصلاحات يمكن اجتذاب الشبان للتشدد في المستقبل.

ويقدم أنصار الإصلاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية باعتبارها مكسبا ملموسا لخطط الملك والتي شملت مشاريع طويلة المدى بدرجة أكبر مثل إصلاح المحاكم والنظام التعليمي وإقامة "مدن اقتصادية" لتوفير فرص عمل للشبان.

وقال دبلوماسي غربي في الرياض "جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي في النهاية نتيجة ملموسة نوعا بعد وضع الكثير من الخطط وتنفيذ القليل منها."

وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق جون بيرجس في مدونته السعودية "السعودية في مفترق الطرق" انه "ليس هناك حقا جامعة أخرى في العالم مجهزة بهذه المعدات. في أي مكان. القضية الرئيسة بالطبع هي ما الذي يمكن فعله بالمعدات ولم يتضح هذا بعد."

ومن الأهداف الرئيسية للجامعة التي سيتنقل فيها العاملون داخل الحرم الجامعي بسيارات كهربائية هو إفراز علماء سعوديين لكن السكان المحليين الذين عليهم خوض عملية قبول صارمة يمثلون أقلية بين الطلبة الوافدين من 61 دولة.

وقال علي النعيمي وزير النفط السعودي انه ما من شك أن السعوديين الموهوبين سيلتحقون بهذه الجامعة وأضاف أنها ستؤثر على المجتمع السعودي كله.

تقع الجامعة التي تبلغ مساحتها نحو 57 كيلومترا مربعا قرب قرية ثول المطلة على البحر الأحمر واجتذبت علماء من الخارج لأنها تتيح نمط حياة يختلف كثيرا عن نمط الحياة السائد في السعودية.

وقال موقع الجامعة على إنترنت في حديثه عن المجتمع الجامعي " سوف يوفر الحي السكني في جامعة الملك عبد الله المطل على شاطئ البحر مكانًا ينبض بالحياة لطلبة الجامعة والباحثين وهيئة التدريس والموظفين."

وعلى عكس الجامعات السعودية سيكون بإمكان الطلبة والطالبات حضور المحاضرات معا والاختلاط في المقاهي.

ومع وجود أكثر من 70 منطقة خضراء وصالة للألعاب الرياضية ومركزا طبيا ومناطق سكنية متسعة فليس هناك سبب يدعو لمغادرة الحرم الجامعي.

وقال الهندي كولتارانسينغ هوغان وهو باحث كمبيوتر انتقل مؤخرا إلى ثوال "من الدوافع (للحضور لهذا المكان) هو... أن أي شيء أحلم به موجود هنا."

وتدير شركة ارامكو الحكومية للنفط الجامعة وهي تدير أيضا منطقة تتسم بنفس الدرجة من التحرر في مقرها بالظهران على ساحل الخليج، وهي لا تخضع لسيطرة وزارة التعليم.

وقال الكاتب الصحفي عبد الله العلمي الذي كان يعمل في أرامكو أن من الضروري أن يلتحق عدد اكبر من السعوديين بالجامعة حتى تصبح ناجحة.

وأضاف "تذكروا أنه عندما تأسست أرامكو كانت نسبة السعوديين أقل من خمسة في المائة. اليوم يمثل السعوديون أكثر من 90 في المائة من العاملين في أرامكو."

لكن محللين ودبلوماسيين يقولون ان السعودية تحتاج لإصلاح نظامها التعليمي.

وقال دبلوماسي غربي آخر "الجامعة مثيرة للإعجاب ولكنها تبدأ من الجهة الخاطئة. فبدلا من ضخ المليارات في جامعات من الضروري إصلاح المدارس الابتدائية التي تركز على الدين."

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: