السفارة الأمريكية بالقاهرة أصبحت قلعة عسكرية
12 أكتوبر 2009 by: trtr388
تصف دبلوماسية أمريكية في فيلم وثائقي لمصرية مقيمة في كندا سفارة بلادها بالقاهرة بأنها " قلعة أمريكية" في حين ينبه الكاتب الماركسي الراحل محمود أمين العالم مخرجة الفيلم إلى النظر للسفارة من نافذة بيته حتى لا يصيبها الرصاص بعد أن تضرر سكان الحي من الإجراءات الأمنية التي يرونها مبالغا فيها حتى أنها جعلت العصافير تكف عن التغريد.
وتسجل تهاني راشد في فيلم (جيران) كيف كان حي جاردن سيتي هو الأرقى في مصر قبل ثورة 23 يوليو/تموز العام 1952 التي أنهت النظام الملكي والاحتلال البريطاني للبلاد. وكان سكان الحي من الأجانب، والمتمصرين، وصفوة الطبقة العليا من المصريين، وكانوا يجنبون أبناءهم الاقتراب من شارع قصر العيني، وهو الحد الغربي للحي حتى لا يختلطوا بالشعب الذي كانوا يرونه "من النافذة أو من السيارة" على حد قول بعضهم في الفيلم.
ويضم الحي سفارات بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وغيرها. ومنذ سنوات زادت أعداد قوات الشرطة في الشوارع المؤدية للسفارة الأمريكية كما وضعت حواجز حديدية دفعت البعض لتشبيه الحي بقطاع غزة حتى أن الروائي المصري صنع الله إبراهيم رفض جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي العام 2003 أمام نحو 200 من الكتاب العرب والأجانب في دار الأوبرا بحضور وزير الثقافة فاروق حسني احتجاجاً على ما اعتبره تردياً لأحوال البلاد، ومنها أن السفير الأمريكي "يحتل حيا بأكمله" في إشارة إلى جاردن سيتي.
ويسجل الفيلم استياء أهالي الحي من الإجراءات الأمنية التي يقولون،إنها أدت إلى ركود في المحال الواقعة في المكان حتى أن بعضهم ماتوا "كمدا بعد تراكم الديون.. (هذا) الحديد كثير. رعب" في إشارة إلى الحواجز الحديدية.
ويضيف أحدهم ساخراً "كنا نسمع صوت العصافير (فوق الشجر الذي تتميز به المنطقة). منعوها (من التغريد)"، ويقول آخر، إن السفارة "مزعجة"، وأنهم أرسلوا شكاوى إلى السفارة وإلى وزارتي الخارجية والداخلية المصريتين دون فائدة.
ويسجل الفيلم جانباً من احتفال في السفارة دعا إليه السفير الأمريكي السابق فرنسيس ريتشاردوني بعض الجيران قائلاً، إنه يريد التعرف عليهم مضيفاً، إنه يخطط لمشروع لتجميل الشوارع، ولكن مواطناً سخر من هذا الكلام قائلاً، إن التجميل الذي فعله السفير هو أنه وضع عدداً من الشجيرات بجوار الحواجز الحديدية.
ومن "جيران" السفير الذين كانوا ضيوف الحفل هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال المصري الذي حكم عليه قبل أشهر بالإعدام بتهمة التحريض على قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي، وقال في الفيلم، إنه مستعد للاستثمار في مشروع التجميل.
ويسخر الكاتب علاء الأسواني من هذا الحضور الأمني الكثيف الذي لا يوجد إلا "في البلاد المحتلة"، مضيفاً، إن السفراء لم يطلبوا هذه الإجراءات، ولكن وزارة الداخلية مسؤولة عن ذلك. أما محمود أمين العالم، فأشار إلى السفارة من نافذة بيته قائلاً للمخرجة، إنه يمكنها أن تراها، وعليها ألا تطيل النظر حتى لا يصيبها الرصاص.
ويتنافس الفيلم في مسابقة الأفلام التسجيلية في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي الذي يختتم السبت القادم ويشارك في دورته الثالثة 129 فيلماً من 49 دولة، وتنظم المهرجان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
وقدمت تهاني راشد قبل سنوات فيلم (أربع نساء من مصر) عن صداقة تجمع كلاً من صافيناز كاظم، وأمينة رشيد، ووداد متري، وشاهندة مقلد. وبعده قدمت فيلم (البنات دول).