سعوديون يجوبون العالم... بشعار «العربية للجميع»

12 أكتوبر 2009 by: trtr388



يواصل أكاديميون سعوديون وعرب جولاتهم حول العالم، رافعين شعار: «تسهيل تعليم اللغة العربية، وإيصالها إلى من يريدها»، عبر برنامج خيري أطلقوا عليه «العربية للجميع». وانطلق البرنامج من الرياض، وسخَّرَت له الإمكانات الأكاديمية والعلمية والفنية والإعلامية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، مستفيدين من النظريات الحديثة المتخصصة في تعليم اللغات لغير أهلها، كعلم «اللغة التطبيقي».

مع اقتراب نهاية السنة الحالية، يكمل مشروع «العربية للجميع» سنته العاشرة في تعليم غير العرب، وخدمة الآخرين دينياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً وسياحياً، وفق ما يقوله رئيس البرنامج الدكتور محمد بن عبدالرحمن آل الشيخ، مبيناً أن عدد الذين استفادوا من المساعدة قارب المليون.

ويرى آل الشيخ أن أبرز مشكلات تعليم العربية لغير الناطقين بها اليوم، «إهمال علم اللغة التطبيقي المتخصص في تعليم اللغات لغير أهلها، وإبعاده عن مجالات التأليف وتدريب المعلمين وتصميم الخطط»، لافتاً إلى «قلة المواد التعليمية الأساسية لتعليمها لغير الناطقين بها، إضافة إلى قلة المواد التعليمة المساعدة لتعليمها، وضعف تأهيل معلمي العربية لغير الناطقين بها، وعدم الاستفادة الجيدة من التقنية الحديثة».

لا نبتعد كثيراً عن الصواب إذا قلنا إن النهوض بتعليم اللغة العربية في العالم ينطلق من تأهيل المعلم وتدريبه، كما يؤكد آل الشيخ.

ويضيف: «تبنينا مقولة «إن المعلم الناجح يجعل الكتاب الفاشل ناجحاً» والعكس صحيح»، مشيراً إلى أن الطالب غير العربي بحاجة إلى «تعلم عناصر اللغة من أصواتها و مفرداتها وتراكيبها ومهارات اللغة من استماع وكلام وقراءة وكتابة».

ودعا، في حال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، إلى استهداف الكفايات اللغوية الثلاث، الكفاية اللغوية، من استماع ومحادثة وقراءة وكتابة، والكفاية الاتصالية، التي تهدف إلى إكساب الدارس القدرة على الاتصال بأهل اللغة من خلال السياق الاجتماعي المعتاد، والكفاية الثقافية، فيتم تزويد الدارس بجوانب متنوعة من ثقافة اللغة العربية.

ويرى آل الشيخ أن اللغة العربية تشهد اليوم طلباً هائلاً وإقبالاً كبيراً على تعلمها وتعلم ثقافة أهلها، بيد أنها لا تشهد في الوقت ذاته جهداً مماثلاً من القائمين عليها من مؤسسات وحكومات لتمكين محبيها من تعلمها وتعلم ثقافتها، مبيناً أن هناك حوالى بليون مسلم في حاجة إلى تعلم اللغة العربية لأجل معرفة معاني القرآن الكريم والسنة النبوية، والتدبر والتفكر الضروري لأداء الشعائر التعبدية من صلاة ودعاء...

ولفت الى أن «هناك إقبالاً مطرداً على تعلم اللغة العربية، وعلى اقتناء كتبها في المحافل العلمية والثقافية المختلفة»، وذهب إلى أن الإقبال ليس بقاصر على المسلمين وحدهم، بل شهد العالم إقبالاً من غير المسلمين على اللغة العربية، فالجامعات التي تدرس اللغة العربية في العالم ما زالت تسجّل أرقاماً كبيرة في أعداد الدارسين لهذه اللغة، موضحاً أن العالم العربي يستقبل أرقاماً متزايدة من الراغبين في تعلم اللغة العربية وثقافة أهلها.

ما يثير غيرة الأكاديميين، في «العربية للجميع» وحسرتهم، أن «لغات العالم تحظى بالدعم المباشر من حكوماتها في كل البلاد من طريق المناهج الحــديثة المميزة والوسائل الفنية الداعمة للتعلم، بل إن كثيراً من سفارات الدول الغربية تتكفل إرسال معلمين بلغاتها إلى البلاد الأجنبية لدعم لغاتها، فيما لا تنال اللغة العربية عشر ما تناله لغات أخرى أقل منها أهمية، ولا تلقى طلباً كبيراً يجاري الطلب على اللغة العربية».

ويشدد آل الشيخ، على حق مؤسسات تعليم اللغة العربية من جامعات ومعاهد خارج الوطن العربي أن «تحظى بدعم وتوجيه من البلاد العربية وهم أهل اللغة نفسها، ليحصلوا على الكتاب المناسب، وعلى المعلم المتمكن، وعلى التعاون الثقافي والعلمي الذي يربط بين أهل اللغة ومن يريد تعلمها».

هناك احتمالان لا ثالث لهما أمام عمل الأكاديميين في «العربية للجميع»: «فإمّا أن يجد محبو اللغة العربية طلبهم؛ فيسد حاجتهم ويتعلموها، وإما أن تنطفئ جذوة رغبتهم ونهمهم؛ فتذبل المحبة وتنتهي لذا فنحن حريصون على أن نغتنم هذه الفرصة ونقدم لهؤلاء الراغبين أو لبعضهم، ما يبحثون عنه وفق الطرق الحديثة ووفــق المــناهج التي تسهل تعليم اللغة العربية لهم وتحببها إليهم»، بحســب حـديث الأكاديميين.

ولتحقيق أهداف «العربية للجميع» وضعت أهدافاً محددة، منها تأليف مناهج علمية شاملة وفق نظريات علم اللغة التطبيقي تسد الحاجة القائمة اليوم، وإنتاج البرامج التلفازية والإذاعية، وإنتاج البرامج الحــاسوبية على الشبكة الدولية.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: