المعارضة الايرانية تتحدى النظام وتتظاهر مجددا في طهران

08 ديسمبر 2009 by: trtr388



نزلت المعارضة الايرانية مجددا الى الشارع الاثنين متحدية قرار حظر التظاهر رغم اجراءات امنية مكثفة. وتجمع الاف المتظاهرين في عدد من الجامعات في طهران، وكذلك في الخارج حيث حظرت السلطات اي تظاهرة بمناسبة "يوم الطالب" الوطني.
وادت هذه التجمعات في محيط الجامعات الى حصول صدامات مع قوى الامن التي عمدت الى توقيف عدد من المتظاهرين، بحسب شهادات جمعتها وكالة فرانس برس طيلة النهار.
وقد حظرت السلطات الايرانية على وسائل الاعلام الاجنبية العاملة في طهران تغطية هذه التظاهرات، وسحبت بطاقات الاعتماد الصحافية لمدة 48 ساعة من كل الصحافيين العاملين لحساب هذه الوسائل.


وكانت عدة مجموعات من المعارضة التي تحتج على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو، دعت الى اغتنام هذا اليوم الذي يصادف ذكرى مقتل ثلاثة طلاب اثناء تظاهرة مناهضة للاميركيين في ظل نظام الشاه السابق في 1953، لاعادة تاكيد رفضها لحكومة منبثقة عن هذه الانتخابات.


ونظمت تظاهرات داخل حرم عدد من الجامعات وخصوصا حرم جامعة طهران في وسط المدينة التي طوقتها الشرطة وحيث تشكلت مجموعات تردد "يا حسين، مير حسين"، بحسب شهود. ويجمع هذا الهتاف لمعارضي الرئيس احمدي نجاد بين اسم الامام الحسين واسم رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي منافس احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الذي لم يحالفه الحظ في الفوز، واصبح احد قادة المعارضة.


ورد طلاب من الباسيج (الميليشيا الاسلامية) هاتفين "الموت للمنافقين"، بحسب المصادر نفسها.
وخارج الجامعة، حاولت الشرطة بمساعدة الباسيج وطيلة ساعات منع تجمع مئات المتظاهرين وعملت على تفريق مجموعات صغيرة كانت تتشكل بسرعة في مكان ابعد بقليل، وفقا لشهادات جمعتها وكالة فرانس برس.


واستخدمت الشرطة مرارا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين طاردهم لاحقا في الشوارع الملاصقة عناصر الباسيج باللباس المدني والمزودين احيانا بمسدسات كهربائية، بحسب المصادر نفسها. وقامت الشرطة بحملة اعتقالات، بحسب شهود. وتحدثت وكالة الانباء الايرانية الرسمية فقط عن تدخل قوات الامن ضد "مجموعة من المشاغبين" كانوا يسعون الى دخول الجامعة، اضافة الى "مواجهات" في الشوارع القريبة من الجامعة.


اما وكالة فارس المقربة من السلطة، فاكدت ان "خمسين من مناصري مير حسين موسوي" فقط حاولوا داخل الجامعة التصدي لتجمع مؤيد للنظام.
وادت الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو وتسببت بانقسامات داخل النظام، الى تظاهرات متكررة في الاشهر الاخيرة في ايران.


وقد قمعت السلطات هذه التظاهرات بقسوة واعتقلت الاف المعارضين، وبينهم عدد من الشخصيات الاصلاحية البارزة الذين صدرت بحقهم لاحقا احكام قاسية بالسجن.
ودعا نواب محافظون الاثنين قادة المعارضة الى "وقف عنادهم السياسي وتفادي تحولهم بذلك الى هدف للغضب الثوري للشعب".


لكن مير حسين موسوي انتقد مجددا السلطة، وقال متوجها الى الحكومة "اذا فرضتم الصمت في الجامعات، فماذا يمكن ان تفعلوا بالمجمتع؟".


كما دعا آية الله ناصر مكارم شيرازي المقرب من المحافظين الايرانيين الى الحوار مع المعارضة للخروج من الازمة و"تهدئة الاجواء السياسية"، على ما افادت الاثنين وكالة الانباء العمالية الايرانية.


وقال مكارم شيرازي "يجب عزل العدد الصغير من مسببي الشغب" عن الذين صوتوا لمرشحي المعارضة.


واضاف ان عدد الناخبين الذين اختاروا مير حسين موسوي ومهدي كروبي "يتراوح بين 13 و14 مليونا، انهم جزء من هذا البلد. من جهة اخرى، هناك ما بين 24 الى 25 مليونا (صوتوا للرئيس محمود احمدي نجاد). فيجب الجلوس حول الطاولة للتفاوض والمناقشة، انه الشرط لتهدئة الاجواء السياسية".


واعلن الاصلاحي مهدي كروبي المرشح الاخر الى الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو من جهته في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية ان القمع ليس هو "الحل باي حال من الاحوال، لا اليوم ولا غدا".



الهدهد

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: