تحرك برلماني جزائري لإحياء مطلب تدوير الأمانة العامة للجامعة العربية

17 ديسمبر 2009 by: trtr388



يدرس عدد من نواب المجلس الشعبي الوطني إمكانية إحياء مقترح الجزائر بشأن المطالبة بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، إذ يعكف هؤلاء على إدخال المقترح قبة البرلمان من خلال ورقة أو لائحة حتى تطرح للدراسة على مستوى لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى، في محاولة لإحياء مطلب تدوير منصب الأمانة العامة بالجامعة العربية قبيل انعقاد قمة طرابلس .
وأكد نواب من مختلف الكتل البرلمانية الممثلة بالمجلس الشعبي الوطني "للشروق اليومي" أن أحسن رد على الحملة الإعلامية الشرسة التي طالت الجزائر وأحسن رد للإعتبار على الإساءات التي لحقت الجزائر تاريخا شعبا وحكومة، هو إحياء مطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، مثلما هو الشأن بالنسبة لمنصب رئاسة الجامعة العربية، خاصة وأن الجزائر كانت صاحبة المقترح الذي كان قاب قوسين أو أدنى من طرحه في دورة الجزائر التي انعقدت في 2005 .
وأضاف هؤلاء أن عملية التفكير جارية حتى يتم بعث المطلب في شكل لائحة، يتم تمريرها أمام المجلس الشعبي الوطني على اعتبار أنها مطلب شعبي وعلى المجلس أن يتعامل مع هذا المطلب على اعتبار أنه إحدى هيئات التشريع على أن يتم التوصل إلى الصيغة التي تلزم وزارة الشؤون الخارجية التعامل مع المطلب ورفعه ضمن اللقاءات التمهيدية التي ستسبق لقاءات تحضير قمة طرابلس المقبلة، كما قال هؤلاء أن الأسباب التي جعلت الجزائر تتراجع عن مطلبها قد زالت، ولم تعد هناك دواع تجعل الجزائر "محرجة" من إحياء مطلب التدوير، والذي كان قد أكد الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في آخر تصريح بخصوصه أن هذا الأمر بين يدي القادة والزعماء العرب، وهم الذين بإمكانهم أن يتخذوا القرار.
وقد أكد النواب أن بلورة موقف وصيغة نهائية بخصوص إحياء مطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية والذي أضحى مطلبا شعبيا، يقف وراءه كل الجزائريين على اعتبار أن الأزمة بين البلدين أظهرت أن مصر تستثمر في بعض الأدوار التي مكنتها منها الدول العربية عن طيب خاطر، غير أن هذه الأدوار والمناصب يبدو أنها أصبحت سجل تجاري بأيدي المصريين ومدعاة للمفاخرة بها والمزايدة على كل العرب، ومعلوم أن منصب أمين عام الجامعة العربية الذي تحتكره مصر كان من الممكن أن يطرح في البورصة خلال قمة الجزائر لولا سحب الجزائر لهذا المقترح وقرارها إبقاء الوضع كما هو عليه، وذلك في أعقاب محادثات أجراها إذاك عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية مع عبد العزيز بلخادم الذي كان يحمل يومها حقيبة وزير الخارجية.
وقال بلخادم يومها إنه تم الاتفاق على الإبقاء على الوضع الحالي وهو أن يتم انتخاب الأمين العام من قبل الدول العربية بعد أن يتم تزكيته مؤكدا أنه تم الاتفاق على أن النص الحالي في ميثاق الجامعة العربية كاف على أن ينتخب الأمين العام من قبل الدول الأعضاء وهذا الانتخاب يحصل عليه توافق سياسي.
مقترح تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية شكّل دوما هاجسا مرعبا للقاهرة، لما يحمله من نقاط إضعاف للدور المصري في قضية الشرق الأوسط والذي تتشبث به لإعطاء الإنطباع أنها الدولة المحورية والمفتاح في قضية الشرق الأوسط وخير دليل على أن مقترح تدوير الأمانة خلق الرعب وسط الإدارة المصرية التصريح الذي أدلى به موسى في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع بلخادم، إذ قال بخصوص المقترح "كان هناك بعض الكلام واللغط في بعض الأمور ونعتبرها أمرا منتهيا لأنها ضخمّت أكثر من اللازم".



الشروق الجزائرية

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: