كاتبة "أنا وأزواجي الأربعة" تتهم خصومها بالهمجية والتسطح

03 يناير 2010 by: trtr388



شكـّل مقال لصحفية سعودية حول تعدد الأزواج جدلا لم يخفت، مابين الاتهام بالنيل من إحكام الدين والشريعة، أو تجاوز حدود أخلاقية واجتماعية، ودعوة للإباحية، وبين اعتباره دعوة تحررية وصرخة نسوية تجاه "التابوهات الذكورية" في المجتمعات العربية والإسلامية

ودعا أحد كبار المشايخ السعوديين لمناصحة الإعلامية السعودية نادين البدير واصفا إياها بـ"الضالة المضلة"، وقال الشيخ عبدالله المنيع إنه حتى الفرق المنحرفة لم تذهب هذا المذهب "الباطل بإجماع المسلمين."


لكن نادين البدير ردّت عليهم "القراءة السطحية، وعدم القراءة أساسا، هي السبب في الهيجان بعد مقالها "أنا وأزواجي الأربعة". وأضافت أنها – ورغم يقينها بهمجية البعض – لكنها استغربت لضخامة هذه الهمجية. ولكنها قالت أنها كتبت مقالا ثانيا بعنوان" وأخيرا ذقتم طعم الغضب"، وضحت فيه مقصودها، حين كانت بمقالها الساخر والتهكمي، تطمح لمعرفة ردة الفعل الرجالية، على معاييرهم التي يفرضونها على المرأة، التي تعاني من أوضاع غير منصفة في كل العالم الإسلامي عبر التاريخ.


مثنى وثلاث ورباع... ذكور
في مقال نشرته صحيفة المصري اليوم، على صفحتها الأولى، طالبت البدير، بالسماح لها بمحاكاة الرجال، بان تنتقي لها أزواجا بما يناسبها، ويرضي رغبتها. وأثار المقال ردودا عنيفة، ودفاعا مستميتا حول نية الكاتبة ومقاصدها.


وعند سؤالها حول أسلوب الطرح وجدواه، نظرا لردود الفعل التي أحدثها، تقول البدير "أنا لست أخصائية اجتماعية، والمجتمعات المتخلفة تحتاج للصدمة، ومع سيطرة الحركات الإسلامية، والثقافة الذكورية – حتى لدى من يسمون بالليبراليين – فإن الإقناع والنقاش الطبيعي لم يعد يفيد، وسبق لي عبر برنامجي في قناة الحرة أن طرحت قضايا المرأة للنقاش، ولكن لا اعتقد أن هذا يكفي".


أثر البداوة
يقول منتقدو البدير إنها تعمم مشكلة مجتمعها السعودي على العالم العربي والإسلامي، بالرغم من التقدم الحقوقي، للمرأة في دول عربية كثيرة، لم يعد ما تطرحه البدير يعنيها، وذهب البعض في مقالات نشرت على شبكات الانترنت، بتشخيص ما سماه بحالة البدير بأنها من "اثر البداوة".


وتعترف البدير بتأخر السعوديات حقوقيا، عن غيرهن من النساء العرب نسبة للمدونات القانونية، ووضع المرأة عموما، لكنها تقول "مظلومية المرأة ثابتة، وإن بأشكال مختلفة، وأزمة حقوق المرأة أزمة عالمية، لكنها في المجتمعات العربية والمسلمة تأخذ إطار مقدسا وشرعيا، أنا اسمع الاتهامات ضدي وتلويث شرفي، لكن مفهومي للشرف مختلف عنهم... أنا لست ضد الرجل، ولا أفكر أن أعيش في مجتمع أمازوني خالي من الرجال، مشكلة المرأة العربية، أن النساء هن من يقفن ضد حقوقهن، تحت وصاية الشيوخ وثقافة الذكور".


الرائدات أقوى . ولكن!!
ولا تعد الحركات النسوية والأنشطة الحقوقية للمرأة غريبة عن المجتمعات المسلمة والعربية. وهناك أسماء رائدة في هذا المجال مثل: ملك حفني ناصف، وهدى شعراوي، وأمينة السعيد في مصر، وبشيرة بن مراد، وتوحيدة بن الشيخ في تونس، ونظيرة زين الدين في لبنان، اللواتي نشطن في نهاية القران التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ويـُنظر إلى نشاطهن بوصفه سبباً أساسياً في تقدم الحريات العامة وخاصة ما يتعلق بالنساء.


لكن البدير تقول "جيل الرائدات أقوى شخصية وأعمق تأثيرا، لظهورهن في مجتمعات محافظة، وبالنظر لما حققنه"، لكن نادين تستدرك، "الحركة النسوية أجهضت سريعا بظهور الجماعات الإسلامية، وسيادة الثقافة الذكورية، كما أن وسائل العشرينات أو القرن الماضي لم تعد مناسبة، والأوضاع عامة تغيرت - والوضع السياسي خاصة - ولم تعد كما كانت، فلا مجال لمتابعتهن في ما فعلن".


بين جهنم والذئاب
ترفض البدير تهمة الاستغراب، وتقليد الحركات الغربية وتقول "أنا لم ادرس خارج السعودية، كنت ثائرة على وضعي منذ الصغر، ونجحت في تحرير نفسي، وأتمنى أن أساهم في تحرير النساء العربيات، ولن أطبق النموذج الغربي، أنا فقط ارفض أن أعيش تحت إرادة شيخ او فقيه يقرر لي بهواه ما يحل وما يحرم، خذ مثلا "زواج المسيار" كان يوما حراما وكفرا، ثم صار مباحا للمسلمين، مجتمعاتنا متخلفة وليست متأخرة فقط، الرجل يعتقد أن المرأة فتنة وستقوده لجهنم، والنساء يعتقدن أن الرجل ذئب يريد افتراسهن وسلب شرفهن".


مع الأجانب فقط... والقانون بدلا عن الفتوى
ويقول خصوم نادين البدير أنها تتحرك بحماية الغرب، ولو ضمنيا – تعمل كمقدمة برنامج حواري في قناة الحرة الأمريكية – وانها تستغل ذلك لحماية نفسها، والبحث عن الشهرة، بفرقعات إعلامية، دون عمق وعمق ثقافي مناسب.


ولكن البدير تقول انه محظوظة بوجودها في عهد ملك إصلاحي – ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز – وماعدا ذلك فلا ضامن إلا الله، كما تقول. يذكر أن البدير اكتفت في بادية أزمة مقالاتها بحوارات مع بي بي سي الإنجليزية، ووكالة الأنباء الألمانية، قائلة أنها تخاف من تحريف الصحفيين لحديثها.


وترى البدير أنها تود من العرب القراءة قبل تقييم الآخرين، وتتمنى من النساء أن يتعلمن "كلمة لا" وتضيف : أنا لا أستطيع أن أعيش دون رجل، فقط نريد أن نستبدل الفتاوى بالقوانين، ولا نعود لمزاج رجل او رجال، وعلى هوى ثقافة الذكور


الهدهد

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: