الهدوء يخيم على بانغيلا قبل المباراة بين الجزائر ومصر

28 يناير 2010 by: trtr388



تحتضن مدينة بانغيلا الأنغولية الخميس مباراة حاسمة تجمع بين مصر والجزائر في الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في أجواء يسودها الهدوء لغاية الآن.


تتجه أنظار عشاق كرة القدم إلى مدينة بانغيلا الأنغولية التي ستحتضن المباراة بين منتخبي مصر والجزائر في إطار الدور نصف النهائي لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم. مباراة سيلعبها المصريون تحت شعار الثأرمن الجزائر التي حرمتهم من الترشح إلى جوهانزبورغ للعب نهائيات كأس العالم، ويلعبها الجزائريون لتأكيد فوزهم الأخير في "واقعة أم درمان".


ولئن تحظي المباراة بأهمية كبرى من حيث قيمة الرهان فإن التعامل الإعلامي معها اتّسم هذه المرة بقدر كبير من الرصانة حيث لم تتناول الصحافة المصرية ولا الجزائرية الحدث المرتقب بنفس الحماسة التي ميزت المبارتين الأخيرتين بين البلدين. كما استبقت الدبلوماسية "العاصفة" واتفق وزيرا خارجية البلدين، أحمد أبو الغيط ومراد مدلسي، في اتصال هاتفي دار بينهما على ضرورة "التعامل الحكيم" مع الحدث والعمل على تهدئة الوضع لتجنب تصعيد جديد في العلاقات بين" البلدين الشقيقين".


"نتعامل مع المباراة برصانة وعقلانية"
وكانت جامعة الدول العربية قد وجّهت دعوة مماثلة للتهدئة وتجاوز أي خلافات بين مصر والجزائر مؤكدة على أهمية تجاوز الأزمة العابرة والتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.


وفي حديث مع فرانس 24، قال رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة إن المقابلة ضد المنتخب المصري ستكون في إطارها الرياضي المحض ولن ترافقها هالة إعلامية، مؤكدا أنه "سيغلب منطق كرة القدم على هذه المباراة"، مضيفا "نتعامل مع المقابلة برصانة شديدة وعقلانية بعيدا عن العاطفة والتهييج".


وتابع روراوة أن تحضيرات المنتخب الجزائري لهذه المقابلة كانت على أساس أنها مقابلة دور نصف نهائي بالدرجة الأولي، "كما لو كانت ضد منتخب الكاميرون أو ساحل العاج أو غيرها من المنتخبات الإفريقية". وواصل "بصراحة لم نعط للمباراة حجم أكبر من حجمها ولم نستعد لها بشكل خاص لأنها ستجمعنا بالمنتخب المصري، فالأجواء عادية في المعسكر الجزائري".


أما عن الأنباء حول قدوم أعداد كبيرة من أنصار المنتخب الجزائري إلى بانغيلا لحضور المباراة فقد أكد محمد روراوة أنه تم بالفعل تنظيم رحلات خاصة تقل مشجعين جزائريين لشد أزر فريقهم وسيعودون إلى الجزائر إثر المباراة.


"لقد اتعظ الجميع من التجارب الماضية"
أما في الجانب المصري، فقد أكدت مصادر من البعثة في بانغيلا لفرانس 24 أن الأجواء يغلب عليها الهدوء إلى حد الآن، "فقد اتعظ الجميع من التجارب الماضية"، كما ترك العمل الدبلوماسي أثرا واضحا في كيفية التعامل مع مباراة الغد. فقد أدرك الجميع من مشجعين ومسؤولين ما قد تؤول إليه الأمور في حال غلبت العاطفة على التعقل حيث من الممكن أن يتحول خلاف رياضي إلى أزمة سياسية.


كما أشاد المصدر بتغيّر في ثقافة التشجيع والعقليات التي تتسم اليوم بالحيادية واحترام الروح الرياضية سواء في صفوف المصريين أو الجزائريين. واستشهد بالعلاقات الطيبة والمثالية التي تجمع الصحفيين المصريين والجزائريين في بانغيلا حيث يسود الاحترام والتعاون بعيدا عن كل عصبيّة ومغالاة.


وعن الأجواء قبل مباراة يوم غد يقول مراسل فرانس 24 ومونت كارلو الدولية وديع فياني أن الأجواء في بانغيلا هادئة لغاية الآن ولم تتخذ السلطات الأنغولية تدابير خاصة بالمقابلة. وقد يكون مرد ذلك عدم وجود أعداد كبيرة من المشجعين الجزائرين أو المصريين في بانغيلا، لكن قد تتغير الوضعية غدا خاصة إذا ما تأكد وصول رحلات خاصة من الجزائريين إلى أنغولا.


كأس الأرقام القياسية
وأوضح مراسلنا "عموما لا يوجد هنا الكثير من المصريين ولا الجزائريين فأغلب العرب في بانغيلا هم من اللبنانيين وأصحاب الأعمال الحرة من بلدان الشرق الأوسط لذلك سيكون الحضور الجماهيري في مباراة الغد مختلفا عما عرفته مباراة أم درمان".


ويضيف فياني أن المصريين يولون مباراة الغد أهمية أكبر بكثير من الجزائريين لعدة اعتبارات، أبرزها أن المقابلة تتخذ "صبغة ثأرية" رغم التصريحات الرسمية المصرية على اعتبارها مباراة عادية، لأن الجزائر هي من أقصت مصر من نهائيات كأس العالم. ولأن هذه الكأس الإفريقية هي كأس الأرقام القياسية بالنسبة لمصر التي تسعى لكسبها للمرة الثالثة على التوالي والتي تحاول أيضا تحقيق الفوز السابع.


في حين أن الهدف الرئيسي للجزائريين كان الترشح إلى كأس العالم أما الذهاب بعيدا في كأس الأمم الأفريقية فهو إضافة وتأكيد للفترة الزاهية التي تعيشها كرة القدم الجزائرية.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: