السعودية : أوهام "كبتاجون المذاكرة" تبدأ اليوم

30 يناير 2010 by: trtr388



اليوم.. مع انطلاقة الامتحانات الدراسية للطلاب في مناطق المملكة، تنتشر بين الطلاب أنواع مختلفة من المواد المخدرة وحبوب الهلوسة، والتي يروّج لها بائعيها بمسميات تجارية مختلفة يصنعها خيالهم، على أمل أن يقع في حبالها أكبر عدد ممكن من الضحايا الواهمين بجدوى تأثيرها على تحصيلهم الدراسي أثناء المذاكرة. ويزداد انتشارها خصوصاً مع كثرة تواصلهم في فترة الامتحانات. وفي هذا الجانب، تقدمت الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمنطقة مكة المكرمة "كفى" لتحذير الجميع من مخاطر انتشار الحبوب المخدرة وحبوب الهلوسة المعروفة بـ "الكبتاجون" بدواعي زيادة التحصيل الدراسي أثناء موسم الاختبارات التي تعيشها المدارس في الفترة الحالية.
وأكد المدير التنفيذي للجمعية عبدالله حسن سروجي على أهمية تكاتف الجهود للحفاظ على الأبناء من مخاطر أقراص الكبتاجون، مشيدا بجهود وزارة الداخلية ورجال الأمن في مكافحة تهريب وترويج وتعاطي المخدرات، ولاسيما في إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر الحدود البرية والبحرية، والحيلولة دون ترويج كميات أخرى منها في عدة مناطق من المملكة.
وحذر من انتشار العديد من الظواهر السلبية الخطيرة التي تتمحور حول تناول الطلاب والطالبات أثناء فترات الاختبارات للحبوب المخدرة بدواعي التحصيل الدراسي، وأن مروجي "الكبتاجون" ينتظرون هذه المواسم بفارغ الصبر، ويعمدون خلالها إلى تقديم هذه الحبوب بأسعار زهيدة أو مجانا للطلاب والطالبات بهدف تنشيط مبيعاتهم في المواسم التي تلي الاختبارات من خلال كسب الطلاب كشرائح جديدة.
وأوضح سروجي أن دور الأسرة يكمن في التصدي لهذه الظاهرة من خلال متابعة الأبناء، وعدم إرهابهم من الاختبارات والحرص على متابعتهم وتهدئتهم، وحثهم على المذاكرة، وأن هناك محاولات حثيثة من المروجين لكسب شرائح جديدة من متعاطي "الكبتاجون"، وأن ذلك يدق ناقوس الخطر لاسيما مع زيادة نسبة التدخين في أوساط هذه الشريحة الأمر الذي يعد بداية لانحراف عدد كبير منهم.
وأبان السروجي أن مسؤولية التوعية بأضرار المخدرات لا تقع على عاتق التربويين والمعلمين ومديري المدارس فقط، بل يجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم في هذه الفترة، وإرشادهم لمخاطر هذه السلوكيات، وأن المسؤولية تمتد أيضاً إلى الطالب باعتباره المحور الأساسي في ذلك. وأشار إلى أن التقارير المتوفرة بالجمعية أثبتت أن نسبة كبيرة من المدخنين بدؤوا بالتدخين في سن مبكرة بسبب قرناء السوء، وأن استمرارهم في العادة السيئة يؤدي بهم إلى الفشل الدراسي أو تعاطي المخدرات.
وشدد على أهمية الدور الوقائي للجهود التي تقدمها الجهات ذات العلاقة بالتوعية بأضرار التدخين والمخدرات، وأن الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمنطقة مكة المكرمة تؤدي دورا توعويا من خلال تواجدها في المدارس، والتركيز على الطلاب والطالبات من خلال برامجها وفعالياتها المختلفة، وأنها تمكنت من مساعدة أكثر من خمسة آلاف شخص في الإقلاع عن التدخين. وأشار إلى أن دراسة علمية جديدة كشفت عن ضعف الأداء العقلي لدى مدخني السجائر ومتعاطي الكبتاجون، وضعف معدل الذكاء والتفكير لديهم، وأن الدراسة حذرت من شعور المدخن أو متعاطي المخدرات بتحسن في القدرات الذهنية فور تناول السجائر، وأن التركيز واليقظة التي يشعر بها المدخن هي آثار سريعة للنيكوتين الذي يدخل لجسم الإنسان والذي يسبب أثر عكسي فيما بعد، واكتشف فريق البحث أن الدراسة التي أجريت على عدد كبير من مدخني السجائر ممن يخضعون لاختبارات أظهرت أنهم سجلوا درجات منخفضة في مقياس الذكاء ودرجات منخفضة في اختبار الكفاءة الذهنية، الأمر الذي يوضح التأثير السلبي للتدخين على الكفاءة الذهنية.
ومن جهة أخرى أوضح مرشد علاج الإدمان في مستشفى الأمل بالدمام " مدمن سابق" يوسف الصالح أن 60 % من مدمنين المخدرات تعاطوا المخدرات لأول مرة أثناء دراستهم في المراحل الدراسية ( المتوسط, الثانوي و الجامعة) وخاصة في أوقات الاختبارات بعد انسياقهم وراء الإشاعات التي يطلقها المروجين بأن الحبوب المخدرة تزيد من نشاط الطلاب وقدرتهم الاستيعابية و الدراسية.
وبين الصالح أن الطلاب وخاصة قليلي المستوى الدراسي يتعاطون المخدرات بعد الانسياق وراء الإشاعات ومن ثم يتوهمون بأنهم أكثر قدرة على الدراسة و سرعة في الحفظ و الفهم وذلك غير صحيح وبعدها تبدأ مرحلة الإدمان و الانزلاق في وحل المخدرات و الضياع.
وقال الصالح أن المروجين يستعدون و يجهزون أنفسهم من خلال شراء كميات كبيرة وترويجها بين الطلاب في أيام الدراسة مستغلين تواجد الطلاب و الطالبات أوقات طويلة خارج البيت من خلال الترويج بوجود حبوب منشطة تساعد الطلاب و الطالبات في المذاكرة و إبعاد الكآبة وجلب السعادة لمتناوليها.


الوطن 

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: