حمى أرقام لوحات السيارات المميزة تصيب أثرياء الخليج

23 فبراير 2010 by: trtr388





يبدو أن ظاهرة الولع بالاحتفاظ بالأرقام المميزة قد أخذت بالانتقال من ميدان الهواتف المتحركة إلى أرقام لوحات السيارات، حيث لم يعد من المستغرب اليوم أن نسمع عن ملايين تدفع لقاء اقتناء لوحة سيارة تحمل رقماً مميزاً.

حمى أرقام لوحات السيارات المميزة تصيب أثرياء الخليج
ظهر استخدام لوحات أرقام للسيارات مع ظهور السيارات نفسها، وكانت هولندا أول دولة تطبّق هذا النظام في عام 1898.
سارت دول كثيرة على نهج هولندا في هذا النظام، إلا أن فكرة الأرقام المميزة الخاصة بالسيارات لم تحظَ بالاهتمام حتى عام 1904، وهو نفس العام الذي استخدم فيه إيرل رسل اللوحة A1 لتمييز سيارته.
امتد هوس الاحتفاظ بالأرقام المتميزة من أوروبا إلى عالمنا العربي وبشكل خاص منطقة الخليج العربي، حيث أخذ هذا التوجه بالنمو متأثراً بالطفرة الاقتصادية التي تمر بها هذه الدول وازدياد أعداد المليونيرات فيها.
يعود الدافع لامتلاك اللوحات المميزة إلى حب التميّز والتفرّد بشيء نادر يتماشى مع السيارة التي تكون في معظم الأحيان باهظة الثمن، بينما يرى المراهقون أن مثل هذه السيارات قد تعفي صاحبها من المخالفات المرورية.
يتم الحصول على الأرقام المميزة بشكل مباشر من خلال المرور أو متابعة إعلانات الصحف والأخبار المرتبطة بتجار الأرقام.
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أرضاً خصبة لمزادات الأرقام المميزة، ويحضر اسم عملاق الأرقام المميزة في دولة الإمارات العربية المتحدة، رجل الأعمال طلال خوري عند الحديث عن مثل هذه المزادات التي تنظمها “الإمارات للمزادات”، ويذهب ريعها لدعم مشاريع ذوي الاحتياجات الخاصة والمتضررين من الحوادث المرورية، حيث قام بشراء لوحة تحمل الرقم “5″ بمبلغ 25,2 مليون درهم، وبالإضافة إلى اللوحة رقم خمسة يمتلك 11 رقماً مميزاً اشتراها بحوالي 80 مليون درهم.
كما دخل رجل الأعمال سعيد عبد الغفار خوري مؤخراً موسوعة غينيس للأرقام القياسية بشرائه للوحة تحمل الرقم واحد بقيمة 52 مليوناً و200 ألف درهم.
ويتوقع كثيرون أن تشهد إمارة دبي تحديداً نمواً في مبيعات مثل هذه الأرقام بعد طرح نظام المزاد العلني والسماح للأجانب بتملك هذه الأرقام المميزة.
وشهدت العاصمة أبوظبي يوم السبت الماضي بيع رقم سيارة بمبلغ 17 مليون درهم، ليكون ثالث أغلى رقم سيارة في العالم، كما بيع الرقم (60) بمبلغ 6 ملايين و150 ألف درهم، والرقم (333) بمبلغ 860 ألف درهم، والرقم (7777) بقيمة مليون درهم.
ونقل موقع “العربية نت” عن عبد الله المناعي، المدير التنفيذي للمزادات، أن هناك ارتفاعاً في مزادات أرقام السيارات بنسبة تصل إلى 25 بالمئة، مقارنةً بالمزادات السابقة، كما أن هناك ازدياداً في المنافسة بين المشاركين الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار.
وفي المملكة العربية السعودية تسجل مزادات لوحات السيارات المميزة أرقاماً فلكية، وهو ما دفع الكثير من السعوديين إلى مطالبة الجهات المسؤولة بتخصيص جزء من هذه الأموال للأعمال الخيرية ولصالح سد احتياجات الفقراء.
وتلقى اللوحات التي تضم أحرفاً تشير إلى اختصار لكلمات معينة مثل “م هـ م” و”أ س د” و” م ل ك” إقبالاً كبيراً من هواة وتجار اللوحات المميزة، كما أن الأحرف التي تشير إلى لون السيارة ذات حصة كبيرة من هذا الإقبال مثل “ذ هـ ب” للسيارة ذات اللون الذهبي و “ن هـ ر” للسيارة الزرقاء.
لا تقتصر ظاهرة حب امتلاك الأرقام المميزة على الوطن العربي وحسب ولكنها ظاهرة عامة موجودة في مختلف بقاع الأرض، فزوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كانت تمتلك لوحة سيارة “LEO 10″ في إشارة إلى اسم أصغر أبنائها ورقم منزلها، وسبقتها في ذلك الأميرة ديانا التي كتب على سيارتها عبارة “Ann 1″ قبل تغييرها لدواعٍ أمنية.
وبخلاف معظم أنواع التجارة، يمكن وصف تجارة الأرقام المميزة بأنها بطيئة ولكنها ذات ربح مضمون، وذلك لأن أغلب أصحاب هذه الأرقام يفضلون الاحتفاظ بها لأطول فترة زمنية ممكنة لتعود عليهم بربح أكبر.
لا تعرف تجارة الأرقام المميزة الوسيط وذلك لسبب بسيط وهو سهولة تحوّله إلى بائع أو مشترٍ، فقد يقوم بالاحتفاظ بالرقم المميز لنفسه بدلاً من اقتطاع نسبة معينة.
وتختلف نسبة الوسيط في الصفقات التي تتم عن طريقه من شخص لآخر وفقاً للاتفاق مع البائع والمشتري، كما أن هناك الكثير من الصفقات التي تتم بعيداً عن أنظار الوسطاء.
وليس هناك أي ضابط لأسعار لوحات السيارات المميزة، فهي تختلف من رقم لآخر وحسب البائع والمشتري واستطاعة كل منهما على المساومة.
هذا ويتطلب الاستثمار في مثل هذه التجارة مبالغ طائلة زائدة عن حاجة صاحبها، وبناء علاقات وثيقة مع السماسرة وأصحاب معارض السيارات.



أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: