لعبة الكترونية توفر دروسا عما سيحدث عند انتشار وباء

28 أبريل 2009 by: trtr388


في أبراج لعبة زولجوروب التي يتردد عليها كثيرا عشاق
اللعبات الالكترونية ربما توفر حية عملاقة بجناحين تسمى هاكار ذا سولفلاير أدلة
مهمة لاختصاصيي علم الاوبئة الذين يحاولون التكهن بالاثر الذي يمكن أن يحدثه تفشي
وباء ما.



في سبتمبر ايلول عام 2005 أحدث وباء يسمى "الدم الفاسد" حالة من الفوضى في اللعبة الالكترونية وورلد اوف ووركرافت والتي تمتعت بشعبية هائلة. ويوضح ما حدث بعد ذلك نوعية القضايا التي سيكون على واضعي السياسات التعامل معها اذا انتشر وباء انفلونزا الخنازير المميت الذي ظهر في المكسيك.
فقد أصيب ما يقدر بأربعة ملايين لاعب بالوباء وعندما اكتمل انتشاره كانت عظام القتلى متناثرة في مدن افتراضية بأكملها فيما فر معظم الناجين من المناطق الحضرية الى الريف الذي يمثل ملاذا نسبيا.
وحاول متخصصو علم الامراض ومخططو مواجهة الكوارث لسنوات بناء نماذج واقعية للكيفية التي قد ينتشر بها مرض شديد الضراوة ويؤثر على المجتمع والاقتصاد العالميين.
لكن وباء "الدم الفاسد" وفر عن طريق الصدفة شيئا غير مسبوق - وهي فرصة الدراسة الامنة لوباء في محيط افتراضي معقد بشكل فريد يتخذ فيه ملايين الاشخاص الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم القرارات الخاصة بهم.
وفي مقال نشر بدورية لانسيت للامراض المعدية عام 2007 كتبت نينا فيفيرمان وايريك لوفجرين من كلية الطب بجامعة تافتس أن الواقعة "أثارت احتمال كسب محتوى علمي قيم من هذا الخطأ غير المقصود في اللعبة" حيث توفر نظرة على اوبئة العالم الحقيقي.
ولم تنو شركة بليزارد انترتينمنت التي ابتكرت لعبة وورلد اوف ووركرافت قط أن يخرج الوباء عن نطاق السيطرة الى هذا الحد.
في البداية لم يكن بالامكان مواجهته الا من قبل اللاعبين المتقدمين نسبيا والذين اخترقوا بعمق برجا جديدا كجزء من تحديث للبرمجيات. ومن بين القوى الهجومية المتعددة لهاكار القدرة على نشر وباء "الدم الفاسد". اما قدراته الاخرى فتشمل "فيضان الدم" و"احداث الجنون."
ومعظم اللاعبين الذين بلغوا هذه المرحلة كانوا من القوة بمكان بحيث استطاعوا الصمود أحياء ولم يكن من المفترض قط أن ينتشر الوباء الى أبعد من هذا. لكن كما في الكثير من الاحداث العالمية الحقيقية لم تسر الامور وفقا للخطة.
وكتب ران باليسر من جامعة بن جوريون باسرائيل في دورية علم الاوبئة "خلافا (للاوبئة الافتراضية) السابقة التي كانت مخططة رسميا كان هذا تأثيرا محليا خرج عن نطاق السيطرة.. انتشار (وباء) افتراضي يحدث بشكل طبيعي."
وتسمح وورلد اوف ووركرافت للاعبين بنقل أنفسهم من مكان الى اخر فورا. ويخرج بعض اللاعبين المصابين أنفسهم من البرج الى المدن حيث يبدأ الضحايا الاضعف في التساقط سريعا كالذباب. كما تسمح اللعبة للاعبين بامتلاك حيونات اليفة يمكن استبعادها واستدعاؤها عند الطلب. ولعبت هذه الحيوانات الاليفة دورا اساسيا في نشر الوباء الى خارج البرج.
وفي حين ينتمي الانتقال الفوري من مكان الى اخر والحيوانات الاليفة السحرية الى عالم الخيال تجمع الدراستان على أن هذه التطورات تحاكي بشكل لا فكاك منه الخصائص المحتملة للاوبئة الحقيقية.
والمخاطر مثل انتشار الاوبئة من خلال وسائل النقل العالمية السريعة والانتقال بين الانواع عوامل أساسية قد تحدث عند تفشي الاوبئة في العالم الحقيقي.
وقال باليسر ان أثر الانتقال الفوري من مكان الى اخر في وورلد اوف ووركرافت "يحاكي دور السفر جوا في الانتشار العالمي السريع لمرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز") بينما يحاكي الخراب الذي تحدثه الحيوانات الاليفة المصابة الدور الذي لعبه البط الذي لا تظهر عليه الاعراض في نشر انفلونزا الطيور بين الطيور.
وقبل وقت طويل كان المرض مستشريا في انحاء العالم الالكتروني.
وكتبت فيفرمان ولوفجرين "انتشر المرض سريعا الى العواصم ذات الكثافة السكانية المرتفعة... مما سبب معدلات وفيات مرتفعة والاهم من هذا الفوضى الاجتماعية التي تنجم عن انتشار مرض مميت على نطاق كبير."
وفي منتديات على شبكة الانترنت وصف اللاعبون مشاهد دمار. وقال أحدهم ان العالم الالكتروني "امتلا بالجثث عن اخره."
وأضاف اللاعب "كانت بالمدينة شوارع تحولت الى اللون الابيض بالفعل بسبب عظام القتلى." وتظهر لقطات مصورة شخصيات اللعبة وهي تسير في شوارع مهجورة تتناثر فيها الهياكل العظمية.
وتقول فيفرمان ولوفجرين "يبدو أن جوانب غير حميدة من عالم اللعبة يعكس كل منها مباشرة جانبا من علم الاوبئة في العالم الحقيقي سمحت بما كان يتعين أن يكون مثار اهتمام ضئيل للغاية في مساحة ضيقة من اللعبة... ليصبح اول واقعة الكترونية لوباء لا يمكن السيطرة عليه يؤثر على ملايين الامريكيين والاسيويين والاوروبيين في بلادهم."
ومما جعل وباء الدم الفاسد مثيرا للغاية الطريقة التي تجاوب بها اللاعبون مما وفر نظرة على رد الفعل النفسي تجاه الوباء الذي لا تستطيع معظم النماذج المصممة على الكمبيوتر أن تأمل ابدا في التقاطه.
وهرع بعض اللاعبين بايثار للمساعدة مستخدمين قوى الشفاء التي يتمتعون بها وتصرفوا كأول المتجاوبين على الرغم من المجازفة.
وجاء في المقال المنشور بدورية لانسيت أن "سلوكهم ربما يكون قد أطال من امتداد الوباء وغير دينامياته... حيث أبقوا الاشخاص المصابين على قيد الحياة لمدة تكفي لمواصلة نشر المرض ومن خلال التقاطهم الاصابة هم أنفسهم لتصبح قدرتهم على نشر العدوى عالية حين هرعوا لمنطقة أخرى."
وأصيب اخرون بالمرض عنوة وتجولوا في المناطق المأهولة مما قاد بعض المحللين الامنيين الى قول ان الواقعة ربما تعطي نظرة على كيف يمكن أن يستغل الارهابيون وباء.
وكان تقرير أصدره صندوق النقد الدولي عام 2006 بشأن الاثر المرجح لانتشار وبائي للانفلونزا انه "متى يظهر فيروس معد بشكل كامل يعتبر انتشاره عالميا لا مفر منه... ربما تستطيع الدول من خلال اجراءات مثل اغلاق الحدود وفرض قيود على السفر ارجاء وصول الفيروس لكنها لا تستطيع منعه."
من اندرو مارشال



المصدر : رويترز

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: