كفتة وكباب الخنازير… تؤرق المصريين!
07 مايو 2009 by: trtr388لا تتوقف مخاوف المصريين من 'انفلونزا الخنازير' عند
حد الخوف من انتشار العدوى، وإنما انتقلت إلى جانب لم يتوقعه أحد بعد قرار الحكومة
ذبح كل قطعان الخنازير، مما هوى بأسعار لحومها إلى بضعة جنيهات فقط، وباتت مغرية
إلى حد لا يقاوم لبعض المطاعم والمحال التجارية التي تقدم الأطعمة الرخيصة، لاسيما
في الأحياء الشعبية التي لا تخضع لرقابة كافية، والتي لا يتوقف روادها كثيرا عند
مسألة الجودة، بقدر ما يهتمون بتدني السعر.
الشارع المصري يعيش الآن حالة حقيقية من القلق من أن تتسلل لحوم الخنازير إلى أطعمة الشارع، ومن بينها أكلات مصرية شهيرة كالكباب والكفتة، و'الحواشي' الذي يتميز بانخفاض سعره وغلبة التوابل على طعمه حتى لا يكاد آكله يميز نوع اللحم الذي يحتويه.
واتسعت دائرة القلق من أن تمتد لحوم الخنازير - التي صار سعر الكيلوغرام منها يقل عن سعر بعض أنواع الخضراوات فضلا عن الدواجن واللحوم الأخرى - إلى مشتقات اللحوم مثل المفروم واللانشون والبسطرمة، خاصة بعد أن أصبحت هذه المشتقات هي الملاذ الوحيد لمحدودي الدخل لتعويض غياب وجبة اللحم التقليدي من على موائدهم بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار.
ورغم أن الشارع المصري اعتاد حوادث مشابهة مثل استخدام عدد من المطاعم - وبعضها شهير- لحوم الحمير، أو الحيوانات النافقة في إعداد وجباتها، إلا أن القلق من تسلل لحوم الخنازير يبدو مختلفا إلى حد كبير، لأنه يكتسي طابعا دينيا، فالمصريون الذين يتمسك معظمهم بأداء الطقوس الإسلامية يرفضون رفضا باتا أن تمتد لحوم الخنازير إلى أطعمتهم، بل إن عددا غير قليل منهم لم يخف ترحيبه - وربما شماتته - بسبب قرار الحكومة المصرية ذبح قطعان الخنازير التي لا يستهلكها وغالبا لا يربيها سوى مسيحيين.
وأعلنت قطاعات واسعة من المصريين مقاطعتها للوجبات الجاهزة التي تتضمن لحوما، ما عكس عدم ثقتهم في الأجهزة الرقابية التي عجزت من قبل في وقف تجاوزات استخدام لحوم الحمير والحيوانات النافقة على أنها لحوم صالحة للاستخدام، ومن غير المتوقع أن تنجح في منع وصول لحوم الخنازير إلى موائدهم، خصوصا أنه يصعب على أي مستهلك التفرقة بين طعم لحم الخنازير وأي لحم آخر، وهو ما يؤكده عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين الدكتور فوزي الزهري، الذي يقول إنه من الصعب التفرقة بين اللحوم المصنعة التي تستخدم لحوم الخنازير أو غيرها التي تستخدم أنواعا أخرى من اللحوم، فكل هذه المشتقات يمكن أن يدمج فيها لحم الخنزير، ومن ثم يصعب اكتشافها بالعين المجردة أو باللمس، وينسحب ذلك أيضا حتى على البيطريين أنفسهم الذين لا يمكنهم اكتشاف الفرق إلا من خلال إجراءات معملية.
المصدر : الجريدة