الفايننشيال تايمز: المدونون يقودون التغيير بمصر والسعودية والإمارات

05 يوليو 2009 by: trtr388


رصدت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، أمثلة لناشطين من دول عربية مختلفة نجحوا فى استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر لتوصيل صوتهم إلى العالم ولمن حولهم وغيرهم ممن استخدموا المدونات. فحينما اعتقلت النيابة العامة المدون المصرى والناشط السياسى وائل عباس فى أبريل الماضى بعد مشاجرة له مع جاره ضابط الشرطة، لجأ عباس إلى موقع تويتر الاجتماعى على شبكة الإنترنت حتى يطلع العالم على ما يجرى فى التحقيق معه، حيث وصف كل مرحلة من مراحل التحقيقات معبراً عن خوفه الشديد من الظلم بسبب وجود شهود زور قالوا إنه اعتدى على الضابط.ولقد كان رد الفعل الدولى من قبل محامى حقوق الإنسان والمدونين والناشطين سريع جداً على ما نشره المدون المصرى، كما وصل مكتب المدعى العالم رسائل تضامن من دول بعيدة مثل الصين والأرجنتين.وتنقل الفايننشيال تايمز عن عباس قوله "لقت لجأت إلى تويتر لأننى شعرت بالخوف من أن يتم القبض على، ومن ثم لا يستطيع أحد أن يسمعنى"، وأضاف لقد أردت أن يصعد الناشطون قضيتى إذ ما تم اعتقالى، وأن يأتى المحامون ليدافعوا عنى.وعباس هو أحد الناشطين السياسييين من منتقدى النظام المصرى الذى بث أحد كليبات التعذيب التى تم التقاطها داخل قسم شرطة على الإنترنت.وتقول الفايننشيال تايمز، إن مواقع الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيس بوك لعبت دورا مهما فى تنظيم الاحتجاجات فى إيران عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها الشهر الماضى، ومثل نظرائهم الإيرانيين، اكتشف الناشطون العرب من الشباب السهولة التى تسمح لهم بها هذه المواقع للوصول إلى الآخرين، وفى المقابل تتزايد التحديات التى تواجه السلطة فى عدد لا يحصى من السبل التى يتحدث من خلالها هؤلاء الشباب.وتضيف أن بلداناً مثل مصر والمملكة العربية السعودية، حيث يمنع التظاهر ويدفع المحتجون ثمناً باهظاً، فإن شبكة الإنترنت تزيد من توفير الأدوات اللازمة للتعبئة السياسية وممارسة الضغط من أجل التغيير.ويقول أحمد ماهر المهندس الشاب والمشرف على تنسيق حركة شباب 6 أبريل التى تعتمد على الفيس بوك فى حشد المعارضة ضد السلطات فى مصر، "إن الإنترنت هو ساحة المعركة لدينا، فالنظام يسيطر على الشوارع والأحزاب غير فعالة ولا يوجد أماكن لنتجمع فيها"، لذا تتجمع الحركة عبر المجال الإلكترونى باستخدام مجموعة على الفيس بوك، والتى يقدر عدد أعضائها 70 ألفاً.وقالت الصحيفة، إن المجموعة جذبت الانتباه إليها من خلال محاولاتها لتنظيم إضراب عام فى السادس من أبريل فى 2008 و2009، وعلى الرغم من أن دعوتهم ذهبت أدراج الريح، إلا أن طلاباً إسلاميين مواليين لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، والتى تعد من أهم القوى السياسية على مستوى القاعدة الشعبية فى البلاد، قاموا بالتظاهر فى عدة جامعات لإظهار دعمهم لحركة 6 أبريل، ولكن الحركة ليست لها أى انتماءات أيديولوجية.وفى المملكة العربية السعودية، فإن السلطات تلعب لعبة القط والفأر مع منتقديهم على الإنترنت، فلقد نفت الحكومة إعطاء ترخيص لوليد أبو الخير لتأسيس مجموعة لمراقبة حقوق الإنسان التى أسسها فيما بعد على الإنترنت، ثم أغلقت الحكومة موقع المجموعة على الشبكة الإلكترونية، واستمرت اللعبة حتى لجأ أبو الخير أخيراً إلى صفحة الفيس بوك الخاصة به لنشر الأخبار وآخر المستجدات عن ضحايا الانتهاكات.ويروى أبو الخير إحدى الحالات، وهى عن صحفية شابة تدعى سحر خان التى تعرضت للضرب من والدها عقب عودتها من برنامج تدريبى فى مجال حقوق الإنسان ببيروت، وبعدها لجأت إلى ملجأ للنساء، إلا أنها طردت، وقام أبو الخير بنشر قصتها على الفيس بوك، ومن ثم دعاها الملجأ على الفور، فالحصول على مأوى فى هذه البلاد يستغرق شهورا، ويتطلب رزمة من الأوراق الرسمية، حيث تهدف السلطات إلى ثنى النساء عن مغادرة أسرهم.ويوضح أبو الخير أن المواقع الإلكترونية هى السبيل الوحيد المناسب لنشر رسائل محلياً ودولياً دون مخاطر.وتورد الصحيفة مثالاً آخر من العالم الإسلامى، وهى الإمارات العربية المتحدة، حيث بدأ التعبير السياسى على شبكة الإنترنت فى الازدهار، على الرغم من التقاليد المحلية التى تسمح للشعب بقليل من الأسئلة للحكام، فلقد أطلق النشطاء عدة مواقع لمعارضة سياسة الحكومة.ويستخدم الشيخ خالد بن صقر القاسمى ولى العهد السابق بإمارة رأس الخيمة مجموعة كاملة من وسائط الإعلام الجديدة، بدءاً من اليوتيوب إلى المدونات لتعزيز حملة استعادة حكمه، بعد أن خسر سلطته فى انقلاب القصر فى 2003.وتشير الصحيفة إلى النظرة التشاؤمية التى ترى بها السلطات الإماراتية الاستخدام الواسع للتعبير عبر الإنترنت، فلقد قامت السلطات بغلق المدونات وغيرها من المواقع التى تعتبرها مخالفة لقيمها الاجتماعية.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: