مفكرون أقباط يتهمون الكنيسة بالازدواجية والعيش في ركب النظام
12 يوليو 2009 by: trtr388أكد مفكرون أقباط أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعيش
حالة من الازدواجية فيما يتعلق بتعاطيها مع القضايا والمشكلات السياسية، مدللين على
ذلك بإصدار البابا شنودة أمرًا بالتحقيق مع كهنة كنيسة "مارجرجس" بسبورتنج
لاستضافتهم أيمن نور، مؤسس حزب الغد، وكذلك رفض الكنائس بالفيوم لاستقباله، في
الوقت الذي تستقبل فيه الكنيسة جمال مبارك، الأمين العام للجنة السياسات بالحزب
الوطني الحاكم، وقيادات الحزب بالترحاب.
ويقول جمال أسعد، الكاتب والمفكر القبطي في تصريحات خاصة لـ "المصريون": للأسف هناك ازدواجية في المعايير، فالكنيسة تتفاخر باستقبالها قيادات الحزب الوطني بما فيهم جمال مبارك، كما أن البابا ذاته طالب في الانتخابات الرئاسية الماضية بانتخاب حسني مبارك لولاية جديدة، وفى الانتخابات التشريعية يطالب بانتخاب مرشحي الحزب الحاكم، في الوقت الذي يرفض فيه استقبال رجال المعارضة والسياسيين.ويرى أسعد إن رجال الدين يفعلون ذلك تحقيقا لمصالحهم الذاتية والشخصية مما يعني استغلالهم للكنيسة لمصالحهم الذاتية وهو ما يتناقض مع التعاليم الكنسية والمسيحية، إلا أن أشاد بما فعله البابا شنودة مع كنيسة "مارجرجس" والذي يأتي تطبيقا للتعديلات الدستورية، فالكنيسة لا يجب عليها التعاطي مع السياسة. وفي نفس السياق، قال عادل وليم، الناشط الحقوقي، إن الكنيسة تخلط الأوراق وتعاني من ازدواجية في المعايير فيما يتعلق بالعلاقة مع النظام والمعارضة، شأنها شأن الأزهر الشريف، حيث تدور تلك المؤسسة الدينية في ركب النظام والحكومة ولا تحيد عنه.واتهم وليم الكنيسة بأنها لا تمنع المعارضة السياسية فحسب بل تمنع أبنائها، ضاربًا المثل بنفسه عندما حاول دخول الكنيسة لإلقاء كلمة بمناسبة الانتخابات، في الوقت الذي تستقبل فيه قيادات الحزب الوطني والحكومة. كما طالب مدحت بشاي، أحد الرموز القبطية العلمانية، الكنيسة بالابتعاد عن الأمور والقضايا السياسية وعدم إعلان موقفها السياسي فيما يتعلق بالقضايا السياسية المطروحة على الساحة سواء التي تتعلق بالنظام والحكومة أو المعارضة.ولفت إلى أن الكنيسة صدر عنها العديد من المواقف السياسية المؤيدة للحزب الوطني والرئيس حسني مبارك ونجله، بما يمثل خلطًا كبيرًا ، لأن رجل الدين من المفترض أن يكون قدوة وعندما يطالب بانتخاب شخص معين فإن الشعب يتبعه.وعزا بشاي ذلك إلى وجود إحدى الصلوات التي تبارك الحاكم وتدعو الله بأن يوفقه، مشيرًا إلى أنه من الخطأ فهم تلك الصلاة على أنها تأييد لشخص حاكم، وإنما معناها الصحيح هو الدعاء للحاكم بصفته وليس لشخصه.