جابر عصفور ومكتبة الاسكندرية يستضيفان صاحب "وليمة لأعشاب "البحر" والشاعر المسيء للذات الإلهية
12 يوليو 2009 by: trtr388يشهد اليوم الأحد حدثين يمثلان وجهي العملة لواحدة من
أشهر الأزمات التي شهدتها الصحافة المصرية خلال العقد الأول من الألفية الثانية،
يحملان في طياتهما، أبعادًا تعكس إلى أي مدى تقف الدولة المصرية على طرفي نقيض
منها، فبينما تتشدد وبتطرف تجاه هؤلاء الذين هبوا للدفاع عن الذات الإلهية، يجد
المسيء كل ترحيب وحفاوة منها، ويتم استقباله للحديث عن تجربته، باعتبارها نموذجًا
لأكثر الأعمال التي أحاطها جدل كبير.
ففي القاهرة، ينظم صحفيو جريدة "الشعب" احتجاجًا، مساء الأحد، أمام مقر مجلس الشورى، احتجاجًا على تجاهل رئيسه صفوت الشريف لمذكرة تقدم بها مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، لإعادة صدور جريدتهم التي تعرضت للإغلاق بسبب إثارتها "فضيحة" قيام وزارة الثقافة بالسماح بطبع وتداول رواية "وليمة لأعشاب البحر" للسوري حيدر حيدر، رغم ما تتضمنه من إساءات للمقدسات.الاحتجاج يأتي متزامنا مع استضافة كاتب الرواية في مكتبة الإسكندرية اليوم الأحد، حيث يشارك في ندوة حول "آليات الرقابة وحرية التعبير في العالم العربي"، يحضرها العديد من المثقفين المعروفين بموقفهم المعادي للإسلام، ومن بينهم الشاعر حلمي سالم الذي أساء للذات الإلهية في قصيدة منح عنها جائزة من وزارة الثقافة.ويثير ذلك تساؤلات خاصة وأن الندوة تأتي في ظل موجة من الجدل أثارها منح سيد القمني المنكر للنبوة والذي يصف الإسلام بأنه دين مزور جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، وهو ما يراه مراقبون تعمدًا مقصودًا لتحدي مشاعر الغضب التي انتابت قطاعًا كبيرًا من المصريين تجاه منح الجائزة لرجل يضع محاربة المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع على رأس أهم القضايا التي يتبناها.ومن شأن استضافة صاحب رواية "الوليمة" من خلال استضافته في ندوة تنظمها مكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع المركز القومي للترجمة، أن يعيد التساؤلات ذاتها حول ما يراها منتقدون ممارسات استفزازية للنخبة المثقفة، المقربة من وزير الثقافة فاروق حسني، والتي تنتمي غالبيتها لتيار معاد للإسلام.ومن المقرر أن يتحدث حيدر خلال الندوة إلى جانب آخرين حول تجاربهم مع الرقابة فيما يتعلق بمصادرة أعمالهم، ومن بينهم الشاعر حلمي سالم الذي يتحدث عن الأزمة التي تسببت بها قصيدته "شرفة ليلى مراد"، التي أثارت جدلاً واسعًا عند نشرها بسبب ما تضمنته من عبارات مسيئة للذات الإلهية، لكن وزارة الثقافة تحدت مشاعر الغضب إزاء، ومنحته جائزة الدولة عام 2007.يأتي ذلك رغم ما أثاره نواب "الإخوان المسلمين" والمستقلين من اعتراض على استضافة مكتبة الإسكندرية بالاشتراك مع المركز القومي للترجمة لعدد من الكتاب المعروفين بميولهم العدوانية للإسلام والإساءة له وفي مقدمتهم الكاتب السوري حيدر حيدر، صاحب رواية "وليمة لأعشاب البحر" المسيئة للذات الإلهية والقرآن الكريم، فضلاً عن الكاتب مرسيل خليفة صاحب روايتين "مجنون ليلى" و"أبو يوسف" اللتين سببتا جدلاً واسعًا لما فيها من إسفاف في الألفاظ وتطاول على الدين والخالق عز وجل.وتساءل النائب صابر أبو الفتوح، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان عن الأسباب والدوافع وراء تعمد أجهزة الدولة تكريم من يسئ إلى الإسلام والى الذات الإلهية؟، وهل فتحت مكتبة الإسكندرية ووزارة الثقافة أبوابها لمن يريد أن يتطاول على الأديان بزعم حرية التعبير؟!، وهل يرضى شيخ الأزهر عن هذا الكلام وهذا الاستفزاز لمشاعر المسلمين والتعرض والتهكم على الدين؟!.وطالب أبو الفتوح، في سؤال برلماني عاجل إلى رئيس الحكومة وفاروق حسني وزير الثقافة، بإلغاء هذه الندوات وضيوفها الذين يسيئون للإسلام، وتساءل: هل توافق الحكومة على مثل هذه الندوات التي تتسبب في احتقان المواطنين وشحنهم ضد هؤلاء الكتاب؟.كما اتهم النواب: على لبن، وحسين إبراهيم، ومصطفى الجندي، وإبراهيم زكريا يونس، والشيخ السيد عسكر، وصلاح الصايغ، والدكتور محمد البلتاجي، ومحمد عبد العليم داود حكومة الحزب الوطني بتوجيه ضربات موجهة للدين الإسلامي وإعطاء جوائز تقديرية ومالية لمن يسيئون للإسلام وللذات الإلهية وللرسول صلى الله عليه وسلم.