الخنازير البرية سلاح إسرائيل الجديد ضد الفلسطينيين
06 يوليو 2009 by: trtr388في سعيها المحموم للسيطرة على الأراضي الفلسطينية، وبعد أن جرّبت إسرائيل كافة الأساليب من غش وتزوير وخداع ومصادرة وأوامر الهدم والترحيل، تفتقت العقلية الإسرائيلية عن أسلوب جديد لتدمير الأراضي والمزروعات الفلسطينية ليشعر السكان الفلسطينييون باليأس من جدوى فلاحة واستغلال أراضيهم؛ فقد قامت السلطات الإسرائيلية بإطلاق قطعان كبيرة من الخنازير البرية التي تأكل الأخضر واليابس وتدمر المزروعات والمحاصيل الزراعية وبلغ بها الأمر أن هاجمت تلك القطعان السكان الفلسطينيين في العديد من البلدان كما اقتحمت تلك القطعان العديد من القرى وأصابت البعض عن طريق مهاجمتهم مباشرة. لم يكتف الإسرائيليون بذلك فقاموا بإطلاق قطعان من الغزلان البرية وهي المعروفة بمهاجمة سيقان أشجار الزيتون، وهي عماد الاقتصاد الفلسطيني، عن طريق حك قرونها بسيقان تلك الأشجار مما يؤدي إلى قشر جذوعها والتسبب في موتها لاحقا. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل دفع الإسرائيليون بأعداد كبيرة من القوارض ومنها نوع ضخم الجثة من الأرانب النهمة والتي يأكل الواحد منها من المزروعات الخضراء سواء من الحبوب أو من الخضروات أكثر مما يأكل الثور الواحد وأطلقتها في قلب الأراضي الزراعية وأصدرت قوانين باعتبار تلك القوارض والخنازير والغزلان حيوانات برية محمية يعاقب كل من يتعرض لها بأي شكل كان، ويعرض نفسه لعقوبات واردة في القوانين الإسرائيلية التي سنت في هذا الخصوص.ومن المفارقات العجيبة أن يرى المسافر والمواطن الفلسطيني قطعان الغزلان تسرح وتمرح داخل الجدار وقرب المستوطنات، بينما قطعان الخنازير تسير على شكل قطعان خارج الجدار وداخل الأراضي الزراعية لتدمر وتخرب المحاصيل والأشجار للمزارعين الفلسطينيين الذين ينتظرون موسم الحصاد على أحر من الجمر!!وفي هذا السياق اتهم مزارعو قريتي الراس وكفر صور جنوب طولكرم الواقعة أراضيهم خلف جدار الضم والتوسع العنصري سلطات الاحتلال بابتكار طريقة جديدة لإجبارهم على ترك أراضيهم وهجرها، عن طريق إطلاق قطعان من الخنازير البرية داخل هذه الأراضي لتدمير أشجارهم والمحاصيل الزراعية خاصة المزروعات الصيفية. وأكد المزارعون أن سلطات الاحتلال ابتكرت هذه الطريقة بعد أن انتهت من بناء الجدار العنصري حيث نشرت وبالتدريج المئات من هذه الخنازير الخطرة بعد أن أحضرتها في شاحنات من داخل أراضي 1948، وأطلقت لها العنان على حدود مستوطنة «سلعيت» المقامة على أراضي القريتين لتعيث فساداً في هذه الأراضي. وأضاف المزارعون أن انتشار هذه الخنازير بث الرعب في صفوف المزارعين كونها تشكل خطرا على الإنسان في حال اقترب منها، كما أنها تدمر المزروعات بشكل كامل، مما يلحق أضراراً وخسائر فادحة بهم وبالأراضي الزراعية، كما حصل مع عائلة المزارع جميل محمود من قرية الراس التي فوجئت بتدمير هذه الخنازير لمحصول القمح الذي زرعته بداية الموسم في موقع الشكارة الواقع خلف جدار الفصل العنصري.وهذه الحال لا تنطبق فقط على مزارعي القريتين بل على جميع مزارعي محافظة طولكرم الواقعة أراضيهم خلف جدار الفصل العنصري، حيث أكد المزارعون أن هذه الخطوة ما هي إلا سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال بهدف الاستيلاء على مزيد من الأراضي الزراعية بعد تهجير أصحابها الشرعيين عنها، وبالتالي استغلالها للتوسع الاستيطاني في المنطقة. وأكد المزارعون أن ما تسمى «حماية الطبيعة الإسرائيلية» تحظر محاربة وقتل هذه الخنازير وتفرض غرامات باهظة بحق كل من يقتل هذه الخنازير، وتسير دورياتها على طول الجدار العنصري بدءاً من قرية قفين شمال طولكرم وانتهاء بأراضي قرية كفر جمال جنوباً.