G-8: أمريكا وIMF أبرز الرابحين وضربة كبيرة لـ"القطط السمان"

08 يوليو 2009 by: trtr388


رأى خبراء أن نتائج قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية ستسفر عن مكاسب وخسائر، توزعت على الدول والجهات المحركة للاقتصاد العالمي الذي يعاني أزمة مالية خانقة، أثرت على حركته وكانت أبرز النقاط التي تناولها المجتمعون الذين يمثلون أكبر وأغنى دول العالم.
فمن جهة، ستنجح الولايات المتحدة، عبر رئيسها باراك أوباما، بتثبيت مكانتها التي اهتزت مؤخراً مع تراجع الدولار وانهيار القطاع العقاري وأسواق الائتمان، كما سيخرج صندوق النقد الدولي بمكاسب واضحة، في حين كانت المصارف التجارية الكبيرة، المعروفة باسم "القطط السمان" بين أبرز الخاسرين.
بالنسبة لصندوق النقد، بات بإمكان هذه المؤسسة المالية الدولية الاطمئنان إلى قدرتها على تحقيق هدفها الأساسي المتمثل برفع قيمة الموارد المالية المتاحة أمامها إلى 750 مليار دولار، مقارنة بـ250 مليار فقط في السابق.
فقبل أزمة المال الأخيرة، كان الصندوق يعاني الكثير جراء عدم وجود جهات ترغب بالحصول على قروض منه، إلى جانب تراجع مصداقيته مع قضايا الفساد المتتالية التي هزته، لكن الصندوق عاد اليوم ليبرز عبر لعب دور المنقذ لدول حول العالم، حيث أقرض لاتفيا وأيسلندا وهنغاريا وأوكرانيا والمكسيك.
ولكن هذه الزيادة في موارد الصندوق لن تكون دون مقابل، حيث اشترطت الدول المشاركة في قمة مجموعة الثماني تسهيل شروط الإقراض التي كانت صارمة، إلى جانب إجراء إصلاحات أخرى في هذه المؤسسة الدولية.

وفي قائمة الرابحين أيضاً، تبرز الولايات المتحدة، إذ تمكنت من إقناع شركائها في الاتحاد الأوروبي بتنفيذ سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي ستسفر في نهاية المطاف عن ضخ ترليون دولار في الاقتصاد العالمي على شكل خطط إنقاذ.
بالمقابل، جرى التشديد على ضرورة إجراء مراقبة فاعلة لعمل صناديق التحوط والاستثمار حول العالم، وإن كان الأمر لم يصل إلى مستوى تأسيس هيئة دولية لوضع قوانين ناظمة لعملها، وفق ما كان يرغب عدد من قادة أوروبا.
وكان لرئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، أيضاً حصة من "مغانم" المؤتمر، إذ ظهر بمظهر رجل الدولة القادر على جمع قادة العالم في عاصمة بلاده لإنقاذ الاقتصاد العالمي، الأمر الذي سيرفع من نسبة دعمه ويحسن وضع حزبه المتراجع.
وإلى جانب براون، نالت جهات غير مشاركة في المؤتمر، وبينها كندا واستراليا والدول المؤيدة لتحرير التجارة العالمية، بعض المكاسب، وذلك من خلال تأكيد المجتمعين في لندن على رفض السياسات الحمائية وفرض الضرائب والرسوم على الاستيراد، رغم الأزمة الاقتصادية الراهنة.
وتحل المصارف التجارية الكبرى المعروفة باسم "القطط السمان" على رأس قائمة الجهات الخاسرة جراء المؤتمر، وخاصة مدراء تلك المصارف الذي غادروها خلال غرقها بجيوب متخمة جراء التعويضات العالية التي تلقوها.

إذ سيطلب قادة مجموعة الثماني بإجراء إصلاحات قانونية متشددة حيال تعويضات نهاية الخدمة بشكل يجعلها مرتبطة بأداء المصارف على المدى الطويل، ما سيقلل من إقدام المدراء على المجازفة لتحقيق أرباح سريعة.
وإلى جانب المصارف، سيتعرض المستثمرون الذين يعتمدون على الإقراض الميسر للاستثمار بأموال ليست لهم لضربة كبيرة، إذ من المتوقع أن يطالب المؤتمر بتشديد القيود على الائتمان، ووضع معايير تحدد الأموال التي يمكن للمستثمرين الحصول عليهم نسبة لقدرتهم على السداد.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: