هجوم على جامعة يال لمنعها نشر صور مسيئة للرسول
30 أغسطس 2009 by: trtr388نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتبة المصرية والصحفية بجريدة "بولتيكان" الدنماركية منى الطهاوى تعلق من خلاله على قرار جامعة "يال" الأمريكية بحذف الصور الكارتونية المسيئة لرسول الإسلام محمد (ص) من كتاب للباحثة الأمريكية الدنماركية جيتى كلاوسن، أستاذة العلوم السياسية بجامعة برانديز. وتقول الكاتبة فى مستهل مقالها إن قرار مطابع الجامعة بحظر تلك الصور، التى كانت سبباً فى اندلاع تظاهرات عارمة حول العالم، قد كان بمثابة النصر للمتشددين. تقول الكاتبة إنها ناقشت هذه القضية على مدار شهرين عام 2006 مع الدنماركيين المسلمين وغير المسلمين، بينهم المحررة الثقافية لجريدة يولاندس بوستن، التى نشرت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، فليمنج روز، وأول برلمانى مسلم فى الدنمارك، ناصر خضر الذى كون جماعة المسلمين الليبراليين الديمقراطيين بمجرد اندلاع هذه الأزمة.وحذرت الطهاوى فى مؤتمر استضافة خضر عقب عام من نشر الرسوم من أمرين، الأول أن يستغل غير المسلمين الموضوع لتغذية العنصرية الدينية بين صفوف المهاجرين بالدنمارك، والثانى أن يستغل المسلمون الموضوع لإسكات صوت المسلمين وتعزيز الخطاب المعادى للغرب. ولكن مع الأسف، احتفى الحزبان بقرار الجامعة لأنه أثبت أن كل منهما كان على "صواب". وترى الكاتبة أن الجدل الذى أثارته هذه الرسوم فى العالم الإسلامى أكثر تعقيداً مما يبدو، فما شهدته معظم الدول الإسلامية عام 2006 كان ممارسة واضحة لغضب مصطنع مع الأخذ فى الاعتبار أن الجريدة الدنماركية نشرت الرسوم فى سبتمبر عام 2005، بينما اندلعت المظاهرات فى أغلبية الدول الإسلامية والتى اسفرت عن مقتل 200 شخص بعدها بأربعة أشهر. وعندما نشرت جريدة مصرية إحدى الرسومات المسيئة فى أكتوبر عام 2005 لتظهر للقراء كيف صورت الجريدة الدنماركية رسول الإسلام (ص)، لم يستجب الشارع المصرى ولم تشهد القاهرة أية مظاهرات أو أى مكان آخر. وترى من ناحية أخرى، الباحثة جيتى كلاوسن أن رد فعل المسلمين تجاه الرسوم لم يكن عفوياً، ولكنه كان مدبراً "أولاً من قبل هؤلاء أصحاب المصالح فى انتخابات دنمارك ومصر، ثم بعد ذلك من قبل المتشددين الإسلاميين الذين يسعون إلى زعزعة استقرار حكومات كل من باكستان ولبنان وليبيا ونيجيريا". وتستنكر الطهاوى كيف رضخت الباحثة لقرار مطابع الجامعة بحذف الصور، "فيال" بذلك وقفت إلى جانب الحكام المستبدين المسلمين والجماعات المتشددة التى استخدمت الرسومات "لإثبات" من الأفضل الذى يستطيع "الدفاع" عن محمد (ص) ضد الدنماركيين، وبالتالى تروج لصورتها الإسلامية. وتقول الكاتبة إن الأنظمة والإسلاميين تنافسوا لإبراز غضبهم، وهو الأمر الذى انتهى بخروج الأمر عن السيطرة. وللأسف هؤلاء المستبدين والمتشددين الذين يتحدثون عن جميع المسلمين، ولكن لا يأبهون بحياة المسلم نفسه، قد وجدوا حليفاً فى قرار جامعة يال.