الزواج السياحي في مصر قنبلة موقوتة ... وطريق لانهيار المجتمع
01 أغسطس 2009 by: trtr388«من استطاع منكم الباءة فليتزوج»... هكذا أوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شباب الأمة الإسلامية، ففي الزواج بركة واستقرار للمجتمع، إلا أن المجتمعات العربية الآن تعاني من ظاهرة العنوسة، وهو ما أفرز أشياء جديدة، ومنها «الزواج السياحي»، ومكاتب خاصة تعمل في ترويج هذه النوعية من الزيجات.
وفي مصر أكدت دراسات صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بلوغ العنوسة عند الجنسين إلى 30 في المئة، وتبلغ من الإناث 28.4 في المئة ومن الذكور 29 في المئة.
السؤال الذي يطرح نفسه ما مدى تأثر هذه النسبة على استقرار المجتمع المصري بالسلب؟ وسؤال آخر يطرح نفسه ما سر انتشار مكاتب الزواج في مصر كنشاط تجاري مربح؟ وما سر الدعايات المنتشرة حول هذه المكاتب باعتبارها ضامنة لشرعية الزواج وعدم تزوير العقود وهل لارتفاع نسبة العنوسة دخل في ذلك؟
يفسر أساتذة علم الاجتماع وجود هذه المكاتب كنتيجة واستغلال لظاهرة العنوسة حيث يقومون مستهدفين الربح بتسهيل زيجات هي في حقيقتها جرائم منظمة لخروجها من نظام الحدود المجتمعية إلى الزواج السياحي التجاري ببعض العرب وخاصة في المواسم السياحية.
أستاذة علم الاجتماع الدكتورة سامية خضر، أكدت أن هذه الزيجات غير ناضجة لافتقادها العديد من القواعد الأساسية، لأنها قامت على أساس العنوسة أو الطلاق أو الفقر، وبالتالي فإنه يتم اختيار هذا الزواج لظروف قهرية، وهو ما يعد امتهانا للمرأة وإهدارا لكرامتها، فالهدف من هذا الزواج تحقيق مصالح مادية سواء للمكاتب أو للسماسرة الذين يختارون الفتيات وليس بناء أسرة، وغالبا ما تنتهي بالطلاق أو بكارثة.
وأضافت الدكتورة خضر في تصريحات لـ «الراي» ان انتشار مكاتب الزواج وإقبال العوانس أو المطلقات عليها يرجع إلى بعض التحولات السلوكية التي طرأت على المجتمع في السنوات العشر الماضية، ومنها الضغوط الاقتصادية القاسية وارتفاع نسبة التسرب من التعليم خاصة بين الفتيات، وغياب القدوة الدينية وقصور الخطاب الديني في مناقشة القضايا الاجتماعية الخطيرة والبحث عن المكاسب المادية بأي وسيلة، مشيرة إلى أنه «من المؤكد أن أصحاب هذه المكاتب لا يستهدفون من مكاتبهم القضاء على ظواهر اجتماعية انتشرت في المجتمع بقدر ما يهمهم الكسب والربح».
ويتفق أستاذ علم الاجتماع جامعة الأزهر الدكتور أحمد عبدالرحيم مع رأي الدكتورة سامية، ويحذر من الذهاب لمثل هذه المكاتب ويصفه بالذهاب للدجالين والمشعوذين الذين يحتالون على الناس لكسب أموالهم ويوهمونهم بتحقيق حلم الزواج الذي وضع له الإسلام معايير واضحة وأطلق عليه «الميثاق الغليظ».
ولفت - في تصريحات لـ «الراي» - إلى أن الزواج الذي يتم من خلال هذه المكاتب يفتقر للناحية القانونية والدينية لأنه لا يهدف إلى تحقيق المودة والرحمة وبناء الأسرة التي يجب أن تتوافر في الزوجين، بالإضافة إلى غياب المعايير الاجتماعية والمادية والثقافية التي يجب توافرها بينهما.
من جانبه، أكد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الدكتور شوقي الساهي أن مكاتب الزواج ليست الطريق الصحيح للبحث عن شريك الحياة، حيث إن الشاب والفتاة اللذين يسعيان لبناء أسرة يجب أن يسعيا للاختيار بأساليب تتفق مع القيم والمعايير الدينية والاجتماعية والأعراف الإسلامية، حيث إن هذا الزواج بمثابة الزواج السياحي للمتعة فقط، وهو نوع بعيد عن الشرع ولا يحقق أي أمان أو استقرار.
وأكد الدكتور الساهي - في تصريحات لـ «الراي» أن هذه المكاتب ما هي إلا بوابة لانتشار الزواج العرفي، حيث إن معظم هذه المكاتب غالبا ما تؤجر شققا بصفة موقتة أو تكون أسماء وهمية ومأذونا وهميا حتى يجمعوا الأموال ويهربوها دون توثيق لهذه الزيجات، التي غالبا ما تنتهي بالطلاق أو بكوارث اجتماعية نحن في غنى عنها، ولذلك أنصح كل فتاة وشاب بعدم البحث عن الزواج بهذه الطريقة، لأن الزواج يعني حياة وتكوين أسرة صالحة ونافعة للمجتمع ككل، فلابد من التأكد والارتياح لشريك الحياة وعدم البحث عنه عن طريق مكاتب الزواج الوهمية التي تمثل قنبلة موقوتة في مجتمعنا الإسلامي.
الراى
وفي مصر أكدت دراسات صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بلوغ العنوسة عند الجنسين إلى 30 في المئة، وتبلغ من الإناث 28.4 في المئة ومن الذكور 29 في المئة.
السؤال الذي يطرح نفسه ما مدى تأثر هذه النسبة على استقرار المجتمع المصري بالسلب؟ وسؤال آخر يطرح نفسه ما سر انتشار مكاتب الزواج في مصر كنشاط تجاري مربح؟ وما سر الدعايات المنتشرة حول هذه المكاتب باعتبارها ضامنة لشرعية الزواج وعدم تزوير العقود وهل لارتفاع نسبة العنوسة دخل في ذلك؟
يفسر أساتذة علم الاجتماع وجود هذه المكاتب كنتيجة واستغلال لظاهرة العنوسة حيث يقومون مستهدفين الربح بتسهيل زيجات هي في حقيقتها جرائم منظمة لخروجها من نظام الحدود المجتمعية إلى الزواج السياحي التجاري ببعض العرب وخاصة في المواسم السياحية.
أستاذة علم الاجتماع الدكتورة سامية خضر، أكدت أن هذه الزيجات غير ناضجة لافتقادها العديد من القواعد الأساسية، لأنها قامت على أساس العنوسة أو الطلاق أو الفقر، وبالتالي فإنه يتم اختيار هذا الزواج لظروف قهرية، وهو ما يعد امتهانا للمرأة وإهدارا لكرامتها، فالهدف من هذا الزواج تحقيق مصالح مادية سواء للمكاتب أو للسماسرة الذين يختارون الفتيات وليس بناء أسرة، وغالبا ما تنتهي بالطلاق أو بكارثة.
وأضافت الدكتورة خضر في تصريحات لـ «الراي» ان انتشار مكاتب الزواج وإقبال العوانس أو المطلقات عليها يرجع إلى بعض التحولات السلوكية التي طرأت على المجتمع في السنوات العشر الماضية، ومنها الضغوط الاقتصادية القاسية وارتفاع نسبة التسرب من التعليم خاصة بين الفتيات، وغياب القدوة الدينية وقصور الخطاب الديني في مناقشة القضايا الاجتماعية الخطيرة والبحث عن المكاسب المادية بأي وسيلة، مشيرة إلى أنه «من المؤكد أن أصحاب هذه المكاتب لا يستهدفون من مكاتبهم القضاء على ظواهر اجتماعية انتشرت في المجتمع بقدر ما يهمهم الكسب والربح».
ويتفق أستاذ علم الاجتماع جامعة الأزهر الدكتور أحمد عبدالرحيم مع رأي الدكتورة سامية، ويحذر من الذهاب لمثل هذه المكاتب ويصفه بالذهاب للدجالين والمشعوذين الذين يحتالون على الناس لكسب أموالهم ويوهمونهم بتحقيق حلم الزواج الذي وضع له الإسلام معايير واضحة وأطلق عليه «الميثاق الغليظ».
ولفت - في تصريحات لـ «الراي» - إلى أن الزواج الذي يتم من خلال هذه المكاتب يفتقر للناحية القانونية والدينية لأنه لا يهدف إلى تحقيق المودة والرحمة وبناء الأسرة التي يجب أن تتوافر في الزوجين، بالإضافة إلى غياب المعايير الاجتماعية والمادية والثقافية التي يجب توافرها بينهما.
من جانبه، أكد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الدكتور شوقي الساهي أن مكاتب الزواج ليست الطريق الصحيح للبحث عن شريك الحياة، حيث إن الشاب والفتاة اللذين يسعيان لبناء أسرة يجب أن يسعيا للاختيار بأساليب تتفق مع القيم والمعايير الدينية والاجتماعية والأعراف الإسلامية، حيث إن هذا الزواج بمثابة الزواج السياحي للمتعة فقط، وهو نوع بعيد عن الشرع ولا يحقق أي أمان أو استقرار.
وأكد الدكتور الساهي - في تصريحات لـ «الراي» أن هذه المكاتب ما هي إلا بوابة لانتشار الزواج العرفي، حيث إن معظم هذه المكاتب غالبا ما تؤجر شققا بصفة موقتة أو تكون أسماء وهمية ومأذونا وهميا حتى يجمعوا الأموال ويهربوها دون توثيق لهذه الزيجات، التي غالبا ما تنتهي بالطلاق أو بكوارث اجتماعية نحن في غنى عنها، ولذلك أنصح كل فتاة وشاب بعدم البحث عن الزواج بهذه الطريقة، لأن الزواج يعني حياة وتكوين أسرة صالحة ونافعة للمجتمع ككل، فلابد من التأكد والارتياح لشريك الحياة وعدم البحث عنه عن طريق مكاتب الزواج الوهمية التي تمثل قنبلة موقوتة في مجتمعنا الإسلامي.
الراى