مصر: الذعر ينتشر بين 40ألف سجين بعد إصابة عشرة نزلاء بإنفلونزا الخنازير
25 سبتمبر 2009 by: trtr388
أشارت مصادر داخل سجن أبو زعبل جنوب القاهرة أن حالة من الذعر غير المسبوق تنتشر في الوقت الراهن بين المساجين الذين يزيد عددهم عن أربعين الف متهم، وذلك بعد أن أكدت مصادر طبية أن 10 سجناء أصيبوا بمرض انفلونزا الخنازير. وأضافت المصادر أن المرضى العشر موجودون داخل عنبر واحد.وكانت إدارة سجن 'أبو زعبل' قد تلقت بلاغا من داخل أحد العنابر يفيد بارتفاع مفاجئ في درجة حرارة عدد من المسجونين مصحوبة بأعراض تشبه بدايات الالتهاب الرئوي، وعلى الفور وقع فريق طبي الكشف على عدد منهم وقرر نقلهم إلى مستشفى السجن الذي وضعهم تحت الملاحظة الدقيقة، ليتأكد بعدها إصابتهم بانفلونزا الخنازير.
وقررت إدارة السجن عزل المصابين في غرف بها تهوية جيدة مع منحهم العلاج المناسب حتى يتماثلوا للشفاء.
وأكدت المصادر أن إدارة السجن تعتزم إلغاء الزيارات بداية من يوم الأحد القادم، ولمدة خمسة أيام خوفا من انتقال العدوى بين السجناء وأقاربهم من الزائرين.
وفي سياق متصل أكد الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم أن هناك تعاونا وتنسيقا كاملين مع المحافظين لمواجهة جائحة إنفلونزا الخنازير.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع المحافظين على ضرورة المتابعة المستمرة من جانب أجهزة المحافظة لدراسة موقف المراكز المرخصة للتدريب والتعليم؛ وذلك لمواجهة نشاط بعض المراكز في ممارسة الدروس الخصوصية واستغلالها للموقف والظروف؛ نظرا لما تمثله من خطورةٍ على صحة الطلاب لما تضمه من كثافات. ومن المتوقع أن يسفر ذلك القرار عن حالة من السخط بين العديد من المدرسين الذين يقيمون مراكز للدروس الخصوصية بسبب تلويح السلطات باحتمال إغلاقها فور الكشف عن أي إصابات.
وأشار الجمل في تصريحاتٍ له في إطار متابعته لتنفيذ الإجراءات الخاصة بالاستعداد لبدء الدراسة ومواجهة جائحة إنفلونزا الخنازير: إن الهدف الأساسي من تلك المراكز هو تقديم خدمات تدريبية وتعليمية في مجالات أنشطة اللغات والكمبيوتر، السياحة والفنادق، التطريز والتفصيل، إصلاح الراديو والتليفزيون، التبريد والتكييف، إدارة أعمال وسكرتارية أو أية أنشطة أخرى تعليمية أو تدريبية توافق عليها الوزارة وفق القرار الوزاري 180 لسنة 2002؛ حيث إن الوزارة أوقفت إصدار تراخيص بإنشاء مراكز جديدة منذ نيسان/أبريل 2008م وحتى الآن.
وأكد على دور المحافظين المهم في متابعة أنشطة تلك المراكز من التزامها بممارسة النشاط المقرر لها فقط، وفي حالة قيام هذه المراكز بممارسة أعمال الدروس الخصوصية فإنها تكون بذلك قد خالفت القانون، وبناءً عليه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذه المراكز، وكذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة لغلق المراكز التي تعمل بدون ترخيصٍ فورا؛ وذلك حفاظًا على صحة الطلاب.شس
وأشار الجمل كذلك إلى التعاون مع المحافظين في المتابعة والدعم للمؤسسة التعليمية من توفير الإمكانيات لإعداد المدارس وتهيئتها لاستقبال العام الدراسي الجديد.
وفي سياق متصل تواصل الجامعات المصرية إستعداداتها لمواجهة موسم دراسي جديد مشوب بالمخاطر بسبب الوباء الذي يشهده العالم. وفي هذا السياق قامت اربع جامعات مصرية هي القاهرة وعين شمس والإسكندرية بإعلان الطوارئ لمواجهة الوباء.
ففي جامعة القاهرة أصدر الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة تعليماته بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة احتمالات أية إصابة داخل مجتمع الجامعة، وتفعيل خطة الجامعة، والإجراءات الوقائية في التعامل مع كافة الاحتمالات والسيناريوهات لمواجهة المرض.
وأكد الدكتور عادل زايد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب المشرف على عمل وحدة الطوارئ على مستوى الجامعة أنه سيتم تخصيص جزء من الأسبوعين الأول والثاني في الدراسة لعقد لقاءات في الكليات والمدن الجامعية لمدة 20 دقيقةً؛ لشرح طرق الوقاية والحماية، والأسلوب الأمثل للتعامل مع الموقف، لافتًا إلى قيام أساتذة متطوعين من كليات الطب والطب البيطري وكلية التمريض بإلقاء هذه المحاضرات بين جموع الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس، إلى جانب توزيع نشرات التوعية والمواد الإعلامية بالتنسيق مع وزارة الصحة.
وقد تقرر تخصيص المركز الطبي المغلق في كلٍّ من كليتي التجارة والحقوق لخدمة منطقة الحرم الجامعي، وتخصيص وحدة طبية بكلية طب قصر العيني؛ لخدمة كليات طب قصر العيني وطب الفم والأسنان والصيدلة والتمريض ومعهد الأورام، إلى جانب الوحدات الطبية المخصصة للمدن الجامعية، مع توفير سيارات إسعاف؛ لنقل أية حالة إلى أماكن العلاج المحددة من وزارة الصحة أو مستشفيات الجامعة.
وأشار الدكتور عادل زايد إلى أنه بالنسبة للمدن الجامعية؛ فقد تقرر توفير غرف منفصلة لعزل الحالات المشتبه فيها، أو المصابة، ولا تستدعي إحالتها إلى المستشفى؛ حيث تم تخصيص 49 غرفةً بمدينة الطلبة بسعة 98 فردًا، و32 غرفةً بسعة 64 فردًا، و50 غرفةً بمدينة الطالبات بسعة 100 فرد، إلى جانب المتابعة اليومية لحالات النظافة داخل المباني السكنية والمطاعم والمطابخ وصالات الأنشطة الطلابية، وتجهيز العيادات الطبية بالمدن الجامعية، وإمدادها بالجهاز الطبي المؤهل؛ للتعامل مع الحالات المرضية.
وبدأت الجامعة حملة تطهير ونظافة للمدرجات وقاعات المحاضرات والمباني السكنية بالمدن الجامعية، مع قرب العام الجامعي الجديد، كما تقرر عدم السماح لأعضاء هيئة التدريس أو الطلاب القادمين من الخارج بالاختلاط بمجتمع الجامعة إلا بعد مرور 8 أيام.
كما أعدت الجامعة خطةً بديلةً بتوفير بدائل تعليمية للوقاية من تفشي الوباء؛ ومنها بث المحاضرات مباشرةً للطلاب عن طريق قناتي الجامعة على القمر الصناعي نايل سات، (جامعة القاهرة 1)، و(جامعة القاهرة 2)، على أن تقوم الجامعة بتأجير قناة إضافية على القمر الصناعي نايل سات، وسيتم بث المحاضرات لطلاب الانتساب الموجه في كليات الآداب والحقوق والتجارة، وهي كليات ذات أعداد كبيرة.
أما في جامعة حلوان؛ فقرَّر الدكتور محمد النشار نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب توضيح ملامح الخطة العامة لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير؛ بتقسيم طلاب الجامعة إلى فترتين: الأولى من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية ظهرا، والفترة الثانية من الساعة الثانية ظهرا وحتى الثامنة مساءً؛ بحيث يوجد بكل فترة 35 ألف طالب فقط على مدار ستة أيام، موزَّعين على 20 كليةً، سواء في الحرم الجامعي في عين حلوان، أو في محافظتي القاهرة والجيزة؛ بحيث لا يزيد الحد الأقصى للطلاب في المحاضرة عن 300 طالب.
وشدَّد النشار على ضرورة التأكد من وجود تهوية كاملة لقاعات المحاضرات والفصول، وهذه الحلول الوقائية للحد من الكثافة الطلابية داخل الجامعة وخارجها، خاصةً في وسائل المواصلات من وإلى الجامعة، مشيرا إلى وجود الإدارة الطبية بصفة مستمرة بالمبنى رقم (3) بالمدينة الجامعية، كما تمَّ وضع خطة عامة وشاملة لنظافة الحرم الجامعي، وكذلك تقسيم مواعيد تناول وجبات الغذاء والعشاء بين الطلاب للإقلال من الكثافة الطلابية داخل المطعم المركزي، وتقرَّر منع وجود الأطعمة داخل غرف المدينة الجامعية على الإطلاق، كما تقرر تكوين فريق عمل بكل كلية للتوعية بهذا المرض وأساليب الوقاية منه فيما قرر مجلس الجامعة دعم تكنولوجيا المعلومات بالجامعة، سواء من حيث الخدمات أو الشبكات أو المعلومات والمكتبة الرقمية، مشدِّدا على ضرورة الاجتهاد في اعتماد الجودة لكل كليات جامعة حلوان في أسرع وقت ممكن.
وفي جامعة عين شمس أصدر الدكتور أحمد زكي بدر رئيس الجامعة قرارا بتأجيل كافة الأنشطة التي تحتاج إلى تجمعات طلابية، كإجراءٍ احترازي؛ خوفًا من انتشار الفيروس، على أن يكون أي نشاط بتصريح خاص من نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب 'شخصيًّا'.
وقال زكي: إن اتحادات الطلاب ستتولى إعداد وتنفيذ حملة للتعريف بالفيروس، وكيفية التعامل مع وجود الطلاب المتطوعين المدرَّبين في الأكشاك الثابتة التي ستقوم الجامعة بإنشائها داخل الحرم الجامعي وبجميع الكليات، وتزويدها بالمطبوعات ووسائل الإعلان المختلفة، دون أن يكشف عن مصدر تمويل تلك الحملة؛ أهي أموال الجامعة بقطاع خدمة المجتمع، أم الأموال المخصصة لأنشطة الطلاب؟!
أما بالنسبة للطلاب المشتبه في إصابتهم بالفيروس فقال زكي إنه سيتم نقلهم للمركز الطبي فورًا لتوقيع الكشف عليهم، وإذا كانت النتيجة إيجابيةً تبلَّغ غرفة عمليات عن طريق لجنة المتابعة بالكلية، ويتم نقلهم إلى مكان العزل في المدينة الجامعية أو مستشفى الطلاب، وبالنسبة للطلاب بالمدن الجامعية، يُنقل المشتبه بهم للمكان المخصص للعزل الصحي، وبعد توقيع الكشف يستمرون في نفس مكان العزل بالمدينة أو المستشفى، ويستمر علاجهم.
وبشأن الحالات الخاصة لأعضاء هيئة التدريس أو العاملين، يتم إبلاغ غرفة العمليات فورا، ويتم نقلهم لتوقيع الكشف الطبي بأقرب مركز طبي بالجامعة، ويستمر علاجهم بمستشفى الطلاب، أو أي مستشفى آخر، طبقًا لظروف كل حالةٍ والأماكن المتوفرة.
وعن طلاب الانتساب قال رئيس الجامعة: 'سيتم التعامل معهم بأحد البدائل، إما تخصيص محاضرات لهم مستقلة بالتبادل مع الطلاب النظاميين في الأماكن وفي نفس اليوم، وإما فصل طلاب الانتساب في محاضرات مستقلة بالتبادل في أيام معينة، أو إلغاء محاضرات الانتساب، والاكتفاء بمحاضرات الطلاب النظاميين'.
وأضاف: 'سيتم اختيار البديل المناسب في ضوء الأعداد، أو تسجيل بعض المحاضرات، وبثها على راديو اتحاد الطلاب، أو موقع الجامعة، أو بث المادة العلمية على موقع الجامعة وموقع اتحاد الطلاب، من خلال الأسطوانات المدمجة، التي تمَّ إعدادها بواسطة الكليات المختلفة، أو تخصيص المحاضرة الأولى بجميع كليات الجامعة للتوعية حول هذا الفيروس بواسطة المتخصصين'.
وقرر مجلس جامعة الإسكندرية برئاسة الدكتورة هند حنفي تشكيل لجنة من المتخصصين لوضع خطة متكاملة لمواجهة إنفلونزا الخنازير مع بداية العام الجامعي الجديد عن طريق تجهيز المستشفيات الجامعية لاستقبال أي حالة لعلاجها، وكذلك تجهيز وحدة علاجية داخل المدن الجامعية.
وطالب مجلس الجامعة بضرورة منع التكدس والتزام التهوية الجيدة داخل قاعات المحاضرات، وكذلك إلغاء إجازة السبت، والعمل منذ الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساءً، وتقسيم الطلاب بحيث لا يتجاوز عددهم داخل قاعة واحدة 300 طالب، وتوعية الطلاب بضرورة مراعاة الأمور الصحية المبدئية التي من شأنها أن تحدَّ من انتشار المرض.