معلومات أميركيَّة: الإمارات أحبطت مخططًا تخريبياً كبيراً للقاعدة
19 سبتمبر 2009 by: trtr388تؤكد مصادر صحافية أميركية أن الإمارات العربية المتحدة كشفت مخططًا لتنظيم القاعدة يستهدف أعلى المناصب في الإمارتين الأكبر والأقوى وهما العاصمة أبو ظبي التي يحكمها آل نهيان ودبي التي يحكمها آل مكتوم. وقد أكدت صحيفة واشنطن تايمز في تقرير لها ان ثلاثة مسؤولين استخباراتيين اميركيين ومسؤولاً كبيرًا سابقًا في الحكومة الاميركية، أعلنوا أنّ المخطط الإرهابي انطلق من امارة رأس الخيمة. ويأتي هذا التقرير بعد الزيارة التي قام بها هذا الشهر ولي عهد أبو ظبي إلى الولايات المتحدة الاميركية. لكن "إيلاف" وبحسب مصادرها كشفت أن الزيارة تركزت على البرنامج النووي الإيراني فقط. وفي دخول لها على خط الأحداث لمحت صحف إسرائيلية إلى أن إيران لها ضلع في مؤامرات تستهدف الإمارات العربية المتحدة.
نجحت سلطات دولة الامارات العربية المتحدة في وقت سابق هذا العام في إجهاض مؤامرة إرهابية كبيرة كانت تستهدف دبي، بحسب تقرير في صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركيَّة. وأوضحت الصحيفة أنَّ "ثلاثة مسؤولين استخباراتيين أميركيين ومسؤولاً كبيرًا سابقًا في الحكومة الأميركيَّة أكدوا أنَّ المخطط الارهابي انطلق من امارة رأس الخيمة، الفقيرة نسبيا بين امارات الدولة السبع".
وتابع التقرير "ان سلطات الامارات العربية المتحدة عثرت على أدلة تؤكد أن الارهابيين رصدوا أهدافًا في دبي بتصويرها على افلام فيديو، ومنها برج دبي الذي سيكون أعلى مبنى في العالم حين يُنجز في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. كما قال المسؤولون إنَّ المتآمرين حددوا هويَّة الانتحاريين الذين سينفذون العمليات لكنهم لم يصوروا ما يُسمى بتسجيلات استشهادية لهم".
ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن خوان زاراتي نائب مستشار الأمن القومي السابق في إدارة جورج بوش، قوله إنَّ المؤامرة "تؤكد وجود تنظيم "القاعدة" وربما حتى ما يضمره من نيات شريرة في الامارات، لكنها ايضًا تشير الى وجود تعاون وثيق من جانب السلطات الاماراتية".
واشارت الصحيفة الى ان "تنظيم "القاعدة" لم يستهدف دبي لأسباب منها ان عربًا اثرياء هناك كانوا مصدر تمويل للتنظيم". وقال مسؤول استخباراتي اميركي كبير لـ "إيلاف" إنَّ هناك منذ زمن طويل رأيًا يقول إنَّ تنظيم "القاعدة" كان يستخدم دبي قاعدة لتبييض الأموال ولكن منذ الحملة التي قامت بها دبي ضد مثل هذه النشاطات ربما لم يعد تنظيم "القاعدة" ينظر الى دبي على انها ذات فائدة بعد الآن.
وليس معروفًا ما إذا كان ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد الذي زار واشنطن هذا الشهر، بحث المؤامرة الارهابية مع المسؤولين الاميركيين. واشارت وسائل الاعلام الاميركية الى ان الغرض الرئيس من زيارته هو بحث اتفاق التعاون النووي بين الولايات المتحدة والامارات الذي ما زال ينتظر موافقة الكونغرس الاميركي عليه.
ولكن "ايلاف" علمت من مصادر رسمية اميركية ان كثيرًا من المحادثات الخاصة التي أُجريت خلال زيارة ولي العهد تركز على ايران وبرنامجها النووي. وكانت الولايات المتحدة وافقت على إجراء محادثات مع ايران في اوائل تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. وأشارت ايران الى انها لا تعتزم مناقشة برنامجها النووي في هذه المحادثات لكن واشنطن أصرت على انها ستثير القضية.
هذا ولمحت تقارير في وسائل الاعلام الاسرائيلية هذا الاسبوع الى ان ايران تقف وراء المؤامرات الارهابية التي تحاك ضد دبي. ونشرت صحيفة معاريف الإسرائيليَّة تقريرًا مفاده أنَّ إيران خططت لعملية تفجير برج دبيّ، إلا أنَّ قائد شرطة دبيّ نفى لـ إيلاف الخبر .
ولاحظت صحيفة "واشنطن تايمز" في تقريرها ان وزير الأراضي العامة السابق في رأس الخيمة محمد علي منصوري اعتُقل بالارتباط مع التحقيق. قالت الصحيفة ايضًا إنَّ منظمة لحقوق الانسان في ايرلندا Frontline Protection of Human Rights Defenders أعلنت ان منصوري أُفرج عنه بعد فترة قصيرة على اعتقاله ولكن قيودا فُرضت على تحركاته ويُعتقد انه اعتُقل من جديد.
وقال خوان زاراتي، المسؤول السابق في ادارة بوش، إنَّ "دبي نسبة الى موقعها، كانت على العموم أكثر انفتاحًا كمجتمع. وسيذهب بعضهم الى ان دبي كانت متراخية ومن حيث السفر والنشاط المصرفي عليها ان تتعامل مع مشبوهين أكثر من جيرانها. وعلى الرغم من ذلك كان التعاون في مكافحة الارهاب جيدًا جدًا". واضاف زاراتي: "كما اني لن أُقلل من شأن الحقيقة الماثلة في انه من اجل السياحة والسمعة، ليس هناك بلد يريد ان يوحي بأنه قلق من وجود تهديد بلا داع وأنه يشكل بيئة زاخرة بالاهداف".
ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" ايضًا عن كينيث كاتزمان، وهو محلل كبير مختص بشؤون الشرق الأوسط في خدمة ابحاث الكونغرس قوله: "يُعتقد على نطاق واسع ان حكومة الامارات العربية المتحدة تغض الطرف عن وجود بعض النشاط الذي يمارسه تنظيم "القاعدة" في الامارات العربية المتحدة مقابل تعهد ضمني بعدم تنفيذ هجمات ارهابية هناك. ولهذا [الاعتقال] مغزاه لأنه يبين ان اعتقاد الامارات بأنها تستطيع منع الهجمات الارهابية بهذه الطريقة كان اعتقادًا ساذجًا".
لكن صحيفة "واشنطن تايمز" لاحظت ان الامارات "ساعدت الولايات المتحدة ايضًا في المعركة ضد "القاعدة". وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 سلمت السلطات الاماراتية الى الولايات المتحدة عبد الرحيم النشيري وهو قيادي في "القاعدة" يعتبر العقل المدبر وراء تفجير المدمرة الاميركية "يو أس أس كول" في اليمن عام 2000. والنشيري واحد من ثلاثة قياديين في "القاعدة" أقرت وكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) بأنها مارست معهم طريقة الايهام بالغرق خلال الاستجواب".
قالت "واشنطن تايمز" ايضًا ان تنظيم "القاعدة" هدد الأسر الحاكمة في دبي وابو ظبي لتعاونها مع الولايات المتحدة. وكتبت الصحيفة انه "بحسب رسالة مؤرخة في ايار (مايو) 2002 من قادة القاعدة رفع مركز مكافحة الارهاب في ويست بوينت في نيويورك ، الحظر الذي كان مفروضًا على نشرها في عام 2006 فإن الأسر الحاكمة في دبي وابو ظبي تعرضت لتهديدات صريحة بشنّ هجمات إذا استمر تعاونها مع الولايات المتحدة ضد "القاعدة".