استطلاع: الأمريكيون أصبحوا أكثر دراية بالإسلام

12 سبتمبر 2009 by: trtr388


بعد مرور ثمانية أعوام على أحداث 11 سبتمبر، فإن المسلمين الأمريكيين لا يزالون يواجهون معارك فى نضالهم من أجل القبول وحقهم فى ارتداء ملابسهم الدينية فى الأماكن العامة. فقد أظهر استطلاع للرأى أجراه "منتدى بيو للدين والحياة العامة" أن الأمريكيين يرون أن المسلمين يواجهون التمييز أكثر من أى جماعة دينية أخرى.
ويشير الاستطلاع أيضا إلى أن الأمريكيين أصبحوا على دراية بالإسلام أو على معرفة شخصية بأشخاص مسلمين أكثر مما كانوا وقت الحرب (هجمات سبتمبر)، إلا أن مستويات التسامح أقل الآن مما كان عليه الوضع فى الأشهر التى تلت أحداث 11 سبتمبر.
فقد اظهر استطلاع بيو، الذى نشرت نتائجه صحيفتا التايم ويو إس توداى الأمريكتين، أن 17% فقط من الأمريكيين لديهم آراء سلبية تجاه المسلمين الأمريكيين، وذلك بعد أن كانت هذه النسبة 24% قبل ثمانية أشهر. وكان هذا التحول لافتاً أكثر بين الجمهوريين المحافظين، الذين كان 41% منهم ينظرون إلى المسلمين بشكل سلبى فى مارس 2001، وانخفض الرقم أكثر من النصف ليصل إلى 19% فى العام الحالى.
وفى أعقاب الهجمات الإرهابية، كان الأمريكيون مترددين فى القول بأن الإسلام يشجع على العنف أكثر من الأديان الأخرى، ووافق ربع الأمريكيين فقط على مثل هذا الرأى فى مارس 2002. لكن مع بدء الحرب الأمريكية على العراق بعدها فى 2003، زادت هذه النسبة بشكل كبير ليصبح 44% من الأمريكيين مستعدين لربط الإسلام بالعنف. وفى عام 2007 عبر 45% من الأمريكين عن اعتقادهم بأن الإسلام مرشح لتشجيع العنف أكثر من الديانات الأخرى، لكن تلك النسبة لم تتجاوز 38% هذا العام.
حسب هذه الدراسة السنوية، فإن 58% من الأمريكيين يعتقدون أن هناك تمييزاً هائلاً ضد المسلمين، فى حين لم تتجاوز نسبة من يعتقدون بأن اليهود يعانون من تمييز هائل ضدهم 35%. وكشف الاستطلاع أيضا أن معرفة الأمريكيين عن الإسلام تزداد بشكل مستمر، حيث قال 41% من المستطلعة آراؤهم إنهم يعرفون أن اسم الإله باللغة العربية هو "الله" وأن القرآن هو الكتاب الإسلامى المقدس، مقارنة بـ33% فقط فى مارس 2002.
وأوضحت مجلة التايم أن المسلمين الأمريكيين يقاتلون بشكل متزايد للتعبير عن معتقداتهم الدينية فى أماكن العمل أو الأماكن العامة الأخرى. ففى مدينة فيلادليفيا، قام قسم الشرطة بفصل ضابطة لارتدائها الحجاب، وتطورت هذه الخطوة حتى وصلت إلى قاعة المحكمة. كما أن المشرعين فى ولايتى مينيسوتا وأوكلاهوما اقترحوا قانوناً من شأنه منع السيدات من ارتداء الحجاب فى الصور الخاصة باستخراج رخصة قيادة السيارة. وفى ولا ية أريجون، وافق برلمان الولاية على قانون يمنع المدرسات فى المدارس العامة من ارتداء الزى الدينى.
ويخشى بعض المسلمين من أنهم مستهدفون بنفس الطريقة. فيقول إبراهيم هوبر المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية إن هذه النتائج تؤيد ما توصلت إليه الدراسات التى أجراها مجلسه والتى تحمل أقلية فيها صخبة مسئولية تأجيج مشاعر الأمريكيين ضد المسلمين منذ أحداث 11 سبتمبر. ويضيف "والمؤسف أن تركيز الناس انصب على هذه المجموعة الصغيرة للغاية من المسلمين ممن نفذوا أعمال عنف باسم الإسلام, رغم أن 99.99% من المسلمين يقضون حياتهم دون الاقتراب من أى نوع من أعمال العنف على الإطلاق".
ورغم ذلك، فإن المسلمين أصبحوا جزءاً أكبر فى المجتمع الأمريكى، فما يقرب من نصف الأمريكيين قالوا إنهم يعرفون شخصياً مسلمين مقارنة بنسبة 38% فقط فى نوفمبر 2001. وستزداد هذه النسبة على الأرجح فى المستقبل حيث أصبحت الدراية بالإسلام والمسلمين أكثر شيوعاً بين الشباب الأمريكى. فهناك غالبية من الأمريكيين (52%) ممن لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً يعرفون مسلمين لكن ثلثهم فقط أى 30% ممن تتجاوز أعمارهم 60 عاماً يفعلون ذلك.

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: