أبو القنبلة النوويّة الباكستانيّة إلى الحريّة من جديد

05 سبتمبر 2009 by: trtr388


عبد القدير خان، مهندس القنبلة النوويّة الباكستانيّة، يصبح حرًّا في تحرّكاته بعد سجن دام خمس سنوات، وهو البطل القومي في نظر البعض بعدما أصبحت باكستان رسميًّا قوّة نوويّة عام 1998 بعد أيام من تجارب أجرتها الهند منافستها الأبديّة، لكنّه زعيم عصابة، عَصَّب رأسَه بالنووي والصاروخ في نظر البعض الآخر.
القضاء الباكستاني اعتبره في السادس من شباط/فبراير الماضي مواطنًا حرًّا، لكنّ الشرطة وأجهزة الاستخبارات واصلت الحدّ من تحرّكات هذا العالم وإمكانات مقابلته.
والدكتور خان، أبو القنبلة الإسلاميّة، مولود عام 1936 في مدينة بوبال الهنديّة وليس في باكستان. إنّه هندي من أسرة متوسطة الحال، وعقب انفصال باكستان عن الهند عام 1947 هاجر إلى كراتشي منتقدًا معاملة السلطات الهنديّة للمسلمين الهنود.
وبين ألمانيا وبلجيكا وهولندا لم يضيّع وقته، أَكَبَّ على العلم، عازمًا على اكتساب خبرات نوويّة بعدما التحق بأحد مختبرات البحوث. وعندما قامت الهند بالتّجربة النووية الأولى، كان عبد القادر يدير في هولندا مفاعلاً لتخصيب اليورانيوم وينتج طرودًا مركزيّة هي بمثابة النواة لمعظم الأسلحة النوويّة.
وحين عاد إلى باكستان، عيّنه الرئيس ذو الفقار علي بوتو رئيسًا للبرنامج النووي المدني بفضل وثائق جاءت من يورينكو.
وأصدرت هولندا بحقّه حكمًا لسرقته وثائق، لكنّ عقوبته ألغيت في الاستئناف. واعتبارًا من 1978 أصبحت باكستان قادرة على إنتاج اليورانيوم المخصّب.
يقول خان: "بلادي كانت قادرة على القيام بتفجير نووي منذ 1984، وإنّ باكستان لم تكن تريد صنع سلاح ذرّي بل اضطرت على ذلك لاحتياجات الردع في مواجهة الهند".
لكنّ البعض فسّر قوله تبريرًا لما فعل على شاكلة "مُكرَهٌ أخُوكَ لا بَطَلٌ"، لكنّ ذلك لم يقنع الآخرين.
وفي 1981، أطلق على المختبر الباكستاني الرئيس للأبحاث الذريّة "انجينيرينغ ريسرش لابوراتوريز" في كاهوتا، اسم "مختبرات خان للأبحاث"، تقديرًا لعمله.لكنّ نجم عبد القدير خان بدأ يأفل منذ 2001. وتحت ضغوط الولايات المتحدة، أبعده الجنرال برويز مشرف الذي تولّى السلطة إثر انقلاب في تشرين الأوّل/أكتوبر 1999 من إدارة المختبرات.
وفتحت السلطات الباكستانيّة تحقيقات في كانون الأول/ديسمبر 2003 حول نحو عشرة علماء ومسؤولين في البرنامج النووي لكشف نشاطات قد تكون تمّت في إطار انتشار نووي في الخارج.
وفي شباط/فبراير 2004 فرضت على خان إقامة جبريّة بعدما تبيّن أنّه باع إيران قطع غيار أجهزة طرد مركزي في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، واتّفق مع ليبيا على إنشاء مفاعل نووي بعدما حصلت على كميّات من اليورانيوم المنضب نقلت جوًّا إلى طرابلس. كما اعترف بتسريب أسرار نوويّة إلى كوريا الشماليّة فضلاً عن إيران وليبيا. واتّهم خان أيضًا بأنّه عرض خدماته على عراق صدام حسين كما على سوريا حافظ الأسد، وأنشأ شبكة خدمات نوويّة ووصل به الأمر إلى حدّ وضع تصاميم لرؤوس نوويّة حاول تسويقها في أكثر من اتّجاه. وقد اعترف خان في 2004 على التلفزيون بأنّه قام بنشاطات من هذا النّوع. إلاّ أنّه تراجع عن هذه التصريحات.
لكن طوال السنوات الخمس التي خضع فيها للإقامة الجبرية، لقي خان مراعاة وحماية، وحصل على عفو من الرئيس مشرف، فسمح له القضاء في تموز/يوليو بزيارة أقرباء له في باكستان.
اليوم، ينطلق خان من جديد، حرًّا في حياته، لكن لن يكون حرًّا أبدًا، بعدما امتلك أسرار النووي وهي أسرار لا تعادلها قيمة، لكنّ حاملها لن يكون بمأمن من الأخطار والتهديدات أبدًا.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: