أوروبيون يستعدون لترحيل رفات موتاهم من الجزائر

17 أكتوبر 2009 by: trtr388




تسعى عائلات أوروبية كثيرة كانت تقيم بالجزائر في فترة الاحتلال الفرنسي بين 1830 ـ 1962 إلى ترحيل رفات ذويها المنتشرين في أكثر من 500 مقبرة مسيحية على التراب الجزائري. وأعرب وفد من ممثلي 40 عائلة فرنسية وصل إلى مدينة وهران مؤخرا، حقيقة هذا المسعى. بدعوى أن تلك المقابر لا تجد عناية من السلطات والمجتمع بالجزائر. وقال أعضاء من الوفد بأن وضعها متدهور جدا باستثناء تلك التي تصرف السلطات الفرنسية على صيانتها


وقالت الفرنسية بوليت وهي في بداية العقد السابع من العمر ولم يسبق لها أن زارت الجزائر منذ غادرت مباشرة بعد توقف الحرب بين البلدين، «أشعر بالحسرة وأنا أسمع عن الوضع المأساوي الذي بلغته مقابر المسيحيين... لقد وجدت المقبرة التي دفن فيها أجدادي بوهران في ظروف حسنة نسبيا نظرا لرعايتها من فرنسا، لكن ما أعرف أن مئات من المقابر تعرضت للتخريب والنهب ولا تستفيد من أية حماية من الجانب الجزائري». وأكدت أن عددا ممن رافقوها في زيارتها سيقدمون قريبا على بدء الإجراءات لنقل رفات أجدادهم إلى مقابر بفرنسا لتحريرهم من هذا الوضع البائس، على حد قولها.

ويقول ميشيل الذي كان أجداده يقيمون ببلدة «العنصر» القريبة من وهران وهي بلدة كان يقيم بها مستوطنون من فرنسا واسبانيا أنه سيقدم تقريرا للعائلة عن وضع المقبرة وكذا عما يمكن أن تؤول إليه مستقبلا بالنظر لأجواء معاداة مقابر المسيحيين واليهود وتخريبها عمدا، وبعدها سيتقرر ما إن كان من اللازم نقل الرفات أم لا. وأكد أن 11 من عائلته مدفونون في تلك المقبرة قد ينقلون جميعا إلى مدينة ليل الفرنسية،في حال اتفقت العائلة على الخطوة ووجدت مساعدة من السلطات الفرنسية والجزائرية. لكنه أكد أن عددا كبيرا ممن يعرفهم يفضلون نقل موتاهم وإعادة دفنهم في فرنسا واسبانيا خاصة من زاروا مؤخرا المقبرة المسيحية بمدينة سيدي بلعباس ووجدوها تحولت إلى مكب للنفايات. هؤلاء لن يتأخروا بالتأكيد عن ترحيل كل قبور ذويهم. وقد نشروا صورا مروعة في الصحف الفرنسية وعبر شبكة الانترنت تبين حالة ما آل إليه وضع المقبرة.

بوليت وميشال ومثلهما روجي وفاليري وبيير كلهم قدموا للوقوف على أضرحة أجدادهم لكنهم استغلوا الفرصة لإقامة الصلوات في كنائس الجزائر خلال تواجدهم فيها مدة أسبوع. وسبق لوفود كثيرة من أبناء وأحفاد المستوطنين وحتى من المسنين الذين سبق لهم أن قضوا جزءا من حياتهم في الجزائر أثناء فترة الاحتلال، إن زاروا قسنطينة وتلمسان وسطيف وتيزي وزو وعنابة والعاصمة ووهران وغيرها وعاينوا الوضع. وقال مواطنون واكبوا زيارة أوروبيين من ايطاليا ومالطا وفرنسا إلى مقابر عنابة العام الماضي بأن الكثيرين منهم استاءوا لوضع المقابر، لكن لم يحدث أن تحدثوا عن نقل موتاهم إلى الضفة الأخرى من المتوسط.

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: