هكذا وصف القرضاوي السخرية من الإسلام وتشويه صورته : قلة ادب "
07 نوفمبر 2009 by: trtr388مشاعر غضب عارمة تجتاح العلماء على خلفية الإساءات المتكررة في حق الدين الإسلامي الحنيف ومطالب بوضع حد للتطاول على الإسلام وجرح مشاعر المسلمين التي سرعان ما تتكرر كل فترة.
حيث أدان فضيلة العلامة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالتصويت ضد قرار يحرم الاعتداء على الأديان بالسب والإهانة معتبراً أن الإساءة للأديان "قلة أدب"، بحسب التحقيق الذي أجراه الصحفي مهند الشوربجي ونشرته جريدة الراية القطرية.
وقال فضيلته أن قانوناً كاد أن يصدر في الأمم المتحدة ويجد الأصوات اللازمة لذلك إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وقفت ضد هذا القرار مشيراً إلى تصريح وزيرة الخارجية الامريكية في هذا الصدد التي قالت أن هذا القرار من شأنه أن يحرم البشرية من حق لها وهو حق التعبير عن الرأي.
وتساءل د.القرضاوي: كيف يكون السب والشتم والإهانة تعبيرا عن الرأي، وقال: لقد شاهد العالم وقائع حدثت ضد الأديان وكان لها آثارها وكانت هذه الوقائع معظمها ضد المسلمين ودين المسلمين ونبي المسلمين وقرآن المسلمين ونبي المسلمين وتاريخهم وحضارتهم، فالمسلمون هم الحائط الهين الذي يطمع فيه الطامعون والعنصريون واعداء الأمة.
وأضاف: لم يعد للمسلمين من يدافع عنهم، وقد عرفنا ما حدث أيام الرسوم الدنماركية الكركاتورية التي أساءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسخرت به وبأمته وجعلته إنسانا ليس له هم إلا النساء وليس له غرض إلا قتل الناس وسفك الدماء على غير واقع السيرة النبوية الشريفة، وهاج المسلمون في كل مكان وطالب المسلمون ومنظمة المؤتمر الإسلامي الأمم المتحدة أن تصدر قانونا يحرم الاعتداء على الأديان من السب والاهانة.
وأشار فضيلته إلى آخر إحصائية للمسلمين والتي بينت أنهم وصلوا إلى حوالي مليار و570 مليوناً مندهشاً: هذه الأمة ليس لها قيمة ولا منزلة ويساء لنبيها ولرسولها ولقرآنها باسم حرية التعبير!، نحن ننكر هذا وندينه ونرى أن هذا لا يدخل في حرية التعبير وليس له علاقة بحرية الرأي.
من جانب آخر حذر د.القرضاوي من قيام بعض الدول الأوروبية ب منع المسلمين من بناء المآذن معتبراً أن ذلك من شأنه أن يثير الضغائن والحقد ويمنع المسلمين من أبسط حقوقهم.
وقال: يقدر المسلمون في بعض البلدان الأوروبية بالملايين مثل فرنسا وانجلترا وألمانيا، فلماذا يمنع هؤلاء المسلمون من إقامة المآذن بالرغم من أنهم يحملون جنسيات ذلك البلد، وتبريرهم في ذلك أن المآذن علامة مميزة وما الضير في ذلك ما الضير في المكان الذي يعلن التوحيد ويريح الناس زائري البلد أن هذا البلد متسامح وكل شخص متساو مع الآخر.
ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأوروبيين جميعاً أن يكونوا متسامحين وأن يعاملوا المسلمين كما يعاملون سائر الناس حتى تشيع المحبة والأخوة والسلام، وقال: ندعو لحب السلام بين الجميع فالسلام يشيع بالخير على المسيحيين والمسلمين، إلى هذا يدعو الإسلام الذي يعتبر البشرية كلها أسرة واحدة أبوهم واحد وربهم واحد يقول تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) "وأنا أعتقد أن كلمة الأرحام هي الأرحام البشرية عامة".
وواصل د.يوسف القرضاوي في خطبته الأولى الحديث عن التوحيد وأهميته وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليخرج الناس من عبادة الناس والأوثان والشرك إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وقال: منذ خلق الله آدم وأوحى إليه ليعلم أولاده بما يحب الله منهم بأوامره ونواهيه لم يكن الناس يعرفون الوثنية لأن الإنسان فطر على التوحيد، إنما جاءت الوثنية بعد ذلك، وأول نبي جادل قومه في التوحيد هو نوح عليه السلام وقال له قومه في القرآن الكريم: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين) وكان أول ما قال لهم نوح: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم).
وأضاف: وجميع الأنبياء بعده جاءوا بهذه الدعوة هود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى وعيسى عليهم السلام إلى أن انتهى الدور إلى خاتم النبيين وخاتم المرسلين سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم، والله أول ما كلم موسى قال له: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)، وقال عيسى المسيح عليه السلام لقومه: ( الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم)، ظلت البشرية طوال تاريخها تعبد من دون الله أو مع الله آلهة أخرى في الأرض أو في السماء مما يعرف الناس ومما لا يعرف الناس عبدوا المخلوقات المغيبة عنهم فعبدوا الجن والملائكة، وعبدوا الأشياء الحسية التي بها مصدر نفع لهم مثل الأنهار والشمس والقمر والحيوانات مثل العجل والبقر والنبات والشجر أو الأشياء التي بها قوة مثل الجبال أو التي يخافونها مثل الشياطين.
وأوضح د. القرضاوي أنه لذلك عاش الناس في أوهام وضلالات الشرك معتبراً أن الوثنية بطبيعتها وكر للضلالات والأباطير والخرافات وذلك يعبث في عقول الناس الكهنة الذين يشرفون على الأصنام والأوثان هؤلاء يتحكمون في ضمائر الخلق وعقولهم، ويذهب بعقل الإنسان حتى المتعلم ففي الهند تجد الطبيب والمهندس وأستاذ الجامعة يعبدون البقر، الشرك يدمر عقلية الإنسان ويحرمه من التفكير السليم السديد، كيف يعبدون ما يصنعون كما قال سيدنا إبراهيم مخاطباً قومه في القرآن الكريم: ( أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون).
وبين د.القرضاوي أن الشرك يسحب عقل الإنسان منه فلا يفكر، ومن هنا جاءت النبوات ترد الناس إلى رشدهم وتعيد الإنسان إلى عقله وفطرته ليعبد الله وحده، وكانت معركة طوال التاريخ بين الأنبياء وأقوامهم، فمثلاً سيدنا هود يقول لقومه اتركوا هذه الأصنام قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباءنا..قال لقد وقع عليكم رجس من ربكم وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما نزل الله بها من سلطان..أي هذه الآلهة المزعومة مجرد أسماء فهي لا تبصر ولا تسمع ولا تعطي ولا تضر ولا تنفع ولا تخلق ولا ترزق ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشروا.
وأضاف: كل الرسل جاءوا لإقرار عقيدة التوحيد وتحرير البشر من الشرك هذه العقيدة التي أضلت الناس كما قال سيدنا إبراهيم: (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس)، ثم جاء مُحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة العالمية العامة ليكمل دور الأنبياء جاء بالتوحيد الخالص بعد أن ضلت البشرية عن التوحيد ولم يعد في الأرض حين بعث مُحمد صلى الله علية وسلم أمة خالصة التوحيد حتى الأمم الكتابية.
اليهود هم أمة توحيد وأقربها لذلك ولكنهم حرفوا في الألوهية وفي النبوة وشبهوا الله بخلقه وجعلوا الله عز وجل في توراتهم يجهل ويندم ويحزن ويغار من بعد خلقه والعياذ بالله، وجعلوا رباً لإسرائيل ونحن نقول: ( الحمد لله رب العالمين)..حرف اليهود وبدلوا في حقيقة الله جل وعلا، والنصرانية بدلت التوحيد إلى التثليث وجعلوا الإلهة ثلاثة الأب والإبن والروح القدس، كما قال الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم).
وشرح د. القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة قوله تعالى في سورة الناس: ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) قائلاً: رب الناس تشير إلى توحيد الربوبية ملك الناس تشير إلى توحيد الحاكمية وهو الذي يحكم ويأمر ويشرع وحده، إله الناس يشير إلى توحيد الألوهية لا يعبد إلا الله وحده، هذه عناصر التوحيد التي جاء بها الإسلام ليحرر الناس من العبودية لغير الله وحده وهو من أعظم ما جاء به هذا الدين العظيم وهو تحرير الإنسان من العبودية لغير الله، وتحرير الناس من العبودية لذاته وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: شر إله عبد في الأرض الهوى أن يعبد الناس أهوائهم، يقول سبحانه وتعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم وختم علي سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله).
ورأى الشيخ القرضاوي أن شر إله عبد في الأرض هو إله الذات والهوى مشيراً إلى أن هناك أيضاً وثنيات كثيرة بالإضافة للوثنيات المعهودة ومنها الدينية العادية التي تملا الأرض معظم الأرض وثنية، وثنية في آسيا وأفريقيا التي تعبد أصناما شتى في الهند، هذه الوثنية الدينية التي أضلت الناس وللأسف بعض المسلمين أصابهم رذاذ منها من هذه الوثنية الدينية الذين يذهبون إلى القبور ويدعون أصحابها ويطلب منهم الشفاء للمريض ويطلب الغنى للفقير والأولاد التي لا تحمل، وكأن هؤلاء الأموات يتحكمون في الكون، بعضهم قال إن بعض الأولياء يملكون الكون بعضهم يقولون في هذه الدنيا أقطاب كل واحد له ربع أحمد البدوي وأحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وابراهيم الدسوقي، وهذه خرافات ما أنزل الله بها من سلطان فالأمر كله لله ولا يملك أحد إلا الله وحده التدبير في هذا الكون، فهذه الوثنية الدينية التي نرى مظاهرها مظاهر الشرك أكبره وأصغره عند كثير من الناس، وبجوار هذه الوثنية الدينية توجد وثنية سياسية الذين يقدسون الملوك والأمراء والحكام، فهذه وثنية الخواص وتلك وثنية العوام فوثنية الأعوام يقدسون الأموات ووثنية الخواص يقدسون الأحياء..ووثنية العوام أنهم يذهبون إلى قبور هؤلاء ويستغيثون بهم وهؤلاء يذهبون إلى قصور هؤلاء ويلتمسون منهم النفع والبركة.
ولذلك قال شيخنا أبوالحسن النذوي رحمه الله في مقالة له: يا عباد القبور يا عباد القصور رفقاً بعباد القبور، الإسلام حريص على تحرير الإنسان من كل وثنية سياسية دينية اجتماعية ذاتية يريد للإنسان أن يكون لله وحده: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له).
وأضاف: يقول الله تعالى: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا) أي عبد له سيد واحد وعبد له عدة سادة واحد يأمره وواحد ينهاه، وعبد له سيد واحد عرف ما يرضيه وما يسخطه فعاش في رضا من نفسه وفي سكينة في روحه، وهذه ميزة التوحيد التي تجعل نفسية الإنسان نفسية سوية غير مضطربة متوازنة، لأنه عرف غايته وعرف طريقه ومن عرف الغاية وعرف الطريق أمن وشعر بالأمن الذي قال الله تعالى فيه: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون)..
فغير الموحد وغير المؤمن يخاف من كل شيء كما قال الله تعالى: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا) فيخاف من كل شيء، إنما المؤمنون لا يخافون حتى من الموت فالمؤمن يعلم أن الموت سيأتي في أجله ويعلم أن الرزق مقسوم والأجل معلوم فلا يخاف، ويعلم ما بعد الموت أن هناك حساباً وثواباً وعقاباً وجنة وناراً، ولذلك يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ)..فالتوحيد يؤدي إلى هذه النفس القوية المؤمنة التي تتوكل على الله ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم، عزيز لا يذل من التجأ إليه وحكيم لا يضيع من وثق بتدبيره.
ولذلك قال سيدنا هود لقومه: ( كيدوني جميعاً ثم لا تنظرون) (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم)، التوحيد يصنع هذه النفوس المطمئنة المتوازنة السوية التي لا تشعر بقلق ولا كآبة، ودائماً يرى المؤمن بصيص النور ويعلم أن الشمس ستطلع وأن مع العسر يسرا، هكذا يعتقد الإنسان المؤمن، إن التوحيد هو مهمة الإنسان في الحياة، لماذا خلق الله الناس؟ خلقهم ليعرفوه ويعبدوه.
وقال د.القرضاوي: بعض الناس تذكر حديثاً قدسياً فيه: - كنت كنزا خفياً فخلقت الخلق ليعرفوني - وهذا حديث غير ثابت وليس له سند أو أصل.
ولكن معناه في القرآن حيث يقول الله تعالى: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)، أي هذا العالم خلق لنعرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فإذا عرفنا الله عبدناه، وهذا معنى الآية: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وهذه غاية الفرد ومهمته وكذلك الأمة الإسلامية.. فالأمة الإسلامية مهمتها نشر التوحيد وعبادة الله وحده، وهذا ما كان يعمله الصحابة رضوان الله عليهم حينما كانوا يحاربون الفرس والروم ويدعون الناس إلى عبادة الله وحده، وكانوا يعلمون أنهم يقومون بنشر رسالتهم لهداية العالم .
وذكر الشيخ يوسف القرضاوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عندما يبعث بكتب هداية للأمراء والحكماء كان يختم رسالته بهذه الآية في قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)..لا نتخذ الملوك أهل الدنيا أربابا ولا نتخذ الرهبان أربابا ليس هناك رب إلا الله يشرع الناس ويحل لهم ويحرم عليهم عرف الصحابة وكانوا يشعرون أنهم مبعوثون ذلك فلما لقي ربيع بن عامر مندوب سعد بن أبي وقاص إلى رستم قائد قوات الفرس وقال لهم رستم من أنتم ومن الذي أخرجكم من دياركم وكنتم تأتون إلينا ونعطيكم بعض المال، ما الذي جعلكم تأتون وتحاربوننا فقال له ربيع ابن عامر هذا الصحابي الذي لم يدخل مدرسة ولا جامعة إنما تعلم في مدرسة مُحمد صلى الله عليه وسلم: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن ضيف الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
وأوضح د.القرضاوي أن الأمة الإسلامية تستقبل مواليدها بالتوحيد فحينما يولد مولود يأمر الإسلام أن نؤذن في أذنه حتى يسمع هذه الكلمات التي جعلها الإسلام شعارا في الإقامة وفي التشهد والأذان وغيرها " الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله" إلى آخر الأذان حتى يكون أول ما يسمعه المولود، اول ما يطرق أذنه شهادة أن لا إله إلا الله، بها يستقبل الحياة وبها يودع الحياة، آخر ما يسمع الإنسان المسلم وهو على فراش الموت لا إله إلا الله ليخرج من الدنيا آخر ما يسمعه لا إله إلا الله كما كان أول ما سمعه وهو طفل ولا يعقل ما يسمع فأول ما سمعه لا إله الله وآخر ما سمعه لا إله الله.
وختم د.القرضاوي: الإسلام دين التوحيد ومُحمد صلى الله عليه وسلم نبي التوحيد ولقد جاء عليه الصلاة والسلام ليحمي حما التوحيد من كل ما يشوهه أو يكدر صفائه، ولقد منع صلى الله عليه وسلم الحلف بغير الله ومنع النذر لغير الله والذبح لغير الله، ومنع التبرك بالأشجار والأحجار وتعليق التمائم والرقى بغير باسم الله وذكر الله، (من علق تميمة فقد أشرك)، ذلك لان الإسلام يريد لأمة "لا إله إلا الله" أن تعتمد على السنن التي أقامها الله في الكون وعلى شبكة الأسباب والمسببات ولا تعتمد على أسباب خرافية غير تلك التي شرعها الله عز وجل، وبهذا قامت أمة الإسلام الأولى وانتصرت على ممالك الأرض التي كانت أقوى منها عددا وأكثر منها عدة وأعظم منها من الناحية المادية فلم يكن للمسلمين مدنية الفرس ولا حضارة الروم، ولكن كان عندهم "لا إله إلا الله" وبهذا انتصروا وأقاموا حضارة ربانية إنسانية أخلاقية علمت العالم كله أكثر من 8 قرون من الزمان.
محيط
حيث أدان فضيلة العلامة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالتصويت ضد قرار يحرم الاعتداء على الأديان بالسب والإهانة معتبراً أن الإساءة للأديان "قلة أدب"، بحسب التحقيق الذي أجراه الصحفي مهند الشوربجي ونشرته جريدة الراية القطرية.
وقال فضيلته أن قانوناً كاد أن يصدر في الأمم المتحدة ويجد الأصوات اللازمة لذلك إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وقفت ضد هذا القرار مشيراً إلى تصريح وزيرة الخارجية الامريكية في هذا الصدد التي قالت أن هذا القرار من شأنه أن يحرم البشرية من حق لها وهو حق التعبير عن الرأي.
وتساءل د.القرضاوي: كيف يكون السب والشتم والإهانة تعبيرا عن الرأي، وقال: لقد شاهد العالم وقائع حدثت ضد الأديان وكان لها آثارها وكانت هذه الوقائع معظمها ضد المسلمين ودين المسلمين ونبي المسلمين وقرآن المسلمين ونبي المسلمين وتاريخهم وحضارتهم، فالمسلمون هم الحائط الهين الذي يطمع فيه الطامعون والعنصريون واعداء الأمة.
وأضاف: لم يعد للمسلمين من يدافع عنهم، وقد عرفنا ما حدث أيام الرسوم الدنماركية الكركاتورية التي أساءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسخرت به وبأمته وجعلته إنسانا ليس له هم إلا النساء وليس له غرض إلا قتل الناس وسفك الدماء على غير واقع السيرة النبوية الشريفة، وهاج المسلمون في كل مكان وطالب المسلمون ومنظمة المؤتمر الإسلامي الأمم المتحدة أن تصدر قانونا يحرم الاعتداء على الأديان من السب والاهانة.
وأشار فضيلته إلى آخر إحصائية للمسلمين والتي بينت أنهم وصلوا إلى حوالي مليار و570 مليوناً مندهشاً: هذه الأمة ليس لها قيمة ولا منزلة ويساء لنبيها ولرسولها ولقرآنها باسم حرية التعبير!، نحن ننكر هذا وندينه ونرى أن هذا لا يدخل في حرية التعبير وليس له علاقة بحرية الرأي.
من جانب آخر حذر د.القرضاوي من قيام بعض الدول الأوروبية ب منع المسلمين من بناء المآذن معتبراً أن ذلك من شأنه أن يثير الضغائن والحقد ويمنع المسلمين من أبسط حقوقهم.
وقال: يقدر المسلمون في بعض البلدان الأوروبية بالملايين مثل فرنسا وانجلترا وألمانيا، فلماذا يمنع هؤلاء المسلمون من إقامة المآذن بالرغم من أنهم يحملون جنسيات ذلك البلد، وتبريرهم في ذلك أن المآذن علامة مميزة وما الضير في ذلك ما الضير في المكان الذي يعلن التوحيد ويريح الناس زائري البلد أن هذا البلد متسامح وكل شخص متساو مع الآخر.
ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأوروبيين جميعاً أن يكونوا متسامحين وأن يعاملوا المسلمين كما يعاملون سائر الناس حتى تشيع المحبة والأخوة والسلام، وقال: ندعو لحب السلام بين الجميع فالسلام يشيع بالخير على المسيحيين والمسلمين، إلى هذا يدعو الإسلام الذي يعتبر البشرية كلها أسرة واحدة أبوهم واحد وربهم واحد يقول تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) "وأنا أعتقد أن كلمة الأرحام هي الأرحام البشرية عامة".
وواصل د.يوسف القرضاوي في خطبته الأولى الحديث عن التوحيد وأهميته وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليخرج الناس من عبادة الناس والأوثان والشرك إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وقال: منذ خلق الله آدم وأوحى إليه ليعلم أولاده بما يحب الله منهم بأوامره ونواهيه لم يكن الناس يعرفون الوثنية لأن الإنسان فطر على التوحيد، إنما جاءت الوثنية بعد ذلك، وأول نبي جادل قومه في التوحيد هو نوح عليه السلام وقال له قومه في القرآن الكريم: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين) وكان أول ما قال لهم نوح: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم).
وأضاف: وجميع الأنبياء بعده جاءوا بهذه الدعوة هود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى وعيسى عليهم السلام إلى أن انتهى الدور إلى خاتم النبيين وخاتم المرسلين سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم، والله أول ما كلم موسى قال له: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)، وقال عيسى المسيح عليه السلام لقومه: ( الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم)، ظلت البشرية طوال تاريخها تعبد من دون الله أو مع الله آلهة أخرى في الأرض أو في السماء مما يعرف الناس ومما لا يعرف الناس عبدوا المخلوقات المغيبة عنهم فعبدوا الجن والملائكة، وعبدوا الأشياء الحسية التي بها مصدر نفع لهم مثل الأنهار والشمس والقمر والحيوانات مثل العجل والبقر والنبات والشجر أو الأشياء التي بها قوة مثل الجبال أو التي يخافونها مثل الشياطين.
وأوضح د. القرضاوي أنه لذلك عاش الناس في أوهام وضلالات الشرك معتبراً أن الوثنية بطبيعتها وكر للضلالات والأباطير والخرافات وذلك يعبث في عقول الناس الكهنة الذين يشرفون على الأصنام والأوثان هؤلاء يتحكمون في ضمائر الخلق وعقولهم، ويذهب بعقل الإنسان حتى المتعلم ففي الهند تجد الطبيب والمهندس وأستاذ الجامعة يعبدون البقر، الشرك يدمر عقلية الإنسان ويحرمه من التفكير السليم السديد، كيف يعبدون ما يصنعون كما قال سيدنا إبراهيم مخاطباً قومه في القرآن الكريم: ( أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون).
وبين د.القرضاوي أن الشرك يسحب عقل الإنسان منه فلا يفكر، ومن هنا جاءت النبوات ترد الناس إلى رشدهم وتعيد الإنسان إلى عقله وفطرته ليعبد الله وحده، وكانت معركة طوال التاريخ بين الأنبياء وأقوامهم، فمثلاً سيدنا هود يقول لقومه اتركوا هذه الأصنام قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباءنا..قال لقد وقع عليكم رجس من ربكم وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما نزل الله بها من سلطان..أي هذه الآلهة المزعومة مجرد أسماء فهي لا تبصر ولا تسمع ولا تعطي ولا تضر ولا تنفع ولا تخلق ولا ترزق ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشروا.
وأضاف: كل الرسل جاءوا لإقرار عقيدة التوحيد وتحرير البشر من الشرك هذه العقيدة التي أضلت الناس كما قال سيدنا إبراهيم: (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس)، ثم جاء مُحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة العالمية العامة ليكمل دور الأنبياء جاء بالتوحيد الخالص بعد أن ضلت البشرية عن التوحيد ولم يعد في الأرض حين بعث مُحمد صلى الله علية وسلم أمة خالصة التوحيد حتى الأمم الكتابية.
اليهود هم أمة توحيد وأقربها لذلك ولكنهم حرفوا في الألوهية وفي النبوة وشبهوا الله بخلقه وجعلوا الله عز وجل في توراتهم يجهل ويندم ويحزن ويغار من بعد خلقه والعياذ بالله، وجعلوا رباً لإسرائيل ونحن نقول: ( الحمد لله رب العالمين)..حرف اليهود وبدلوا في حقيقة الله جل وعلا، والنصرانية بدلت التوحيد إلى التثليث وجعلوا الإلهة ثلاثة الأب والإبن والروح القدس، كما قال الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم).
وشرح د. القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة قوله تعالى في سورة الناس: ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) قائلاً: رب الناس تشير إلى توحيد الربوبية ملك الناس تشير إلى توحيد الحاكمية وهو الذي يحكم ويأمر ويشرع وحده، إله الناس يشير إلى توحيد الألوهية لا يعبد إلا الله وحده، هذه عناصر التوحيد التي جاء بها الإسلام ليحرر الناس من العبودية لغير الله وحده وهو من أعظم ما جاء به هذا الدين العظيم وهو تحرير الإنسان من العبودية لغير الله، وتحرير الناس من العبودية لذاته وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: شر إله عبد في الأرض الهوى أن يعبد الناس أهوائهم، يقول سبحانه وتعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم وختم علي سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله).
ورأى الشيخ القرضاوي أن شر إله عبد في الأرض هو إله الذات والهوى مشيراً إلى أن هناك أيضاً وثنيات كثيرة بالإضافة للوثنيات المعهودة ومنها الدينية العادية التي تملا الأرض معظم الأرض وثنية، وثنية في آسيا وأفريقيا التي تعبد أصناما شتى في الهند، هذه الوثنية الدينية التي أضلت الناس وللأسف بعض المسلمين أصابهم رذاذ منها من هذه الوثنية الدينية الذين يذهبون إلى القبور ويدعون أصحابها ويطلب منهم الشفاء للمريض ويطلب الغنى للفقير والأولاد التي لا تحمل، وكأن هؤلاء الأموات يتحكمون في الكون، بعضهم قال إن بعض الأولياء يملكون الكون بعضهم يقولون في هذه الدنيا أقطاب كل واحد له ربع أحمد البدوي وأحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وابراهيم الدسوقي، وهذه خرافات ما أنزل الله بها من سلطان فالأمر كله لله ولا يملك أحد إلا الله وحده التدبير في هذا الكون، فهذه الوثنية الدينية التي نرى مظاهرها مظاهر الشرك أكبره وأصغره عند كثير من الناس، وبجوار هذه الوثنية الدينية توجد وثنية سياسية الذين يقدسون الملوك والأمراء والحكام، فهذه وثنية الخواص وتلك وثنية العوام فوثنية الأعوام يقدسون الأموات ووثنية الخواص يقدسون الأحياء..ووثنية العوام أنهم يذهبون إلى قبور هؤلاء ويستغيثون بهم وهؤلاء يذهبون إلى قصور هؤلاء ويلتمسون منهم النفع والبركة.
ولذلك قال شيخنا أبوالحسن النذوي رحمه الله في مقالة له: يا عباد القبور يا عباد القصور رفقاً بعباد القبور، الإسلام حريص على تحرير الإنسان من كل وثنية سياسية دينية اجتماعية ذاتية يريد للإنسان أن يكون لله وحده: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له).
وأضاف: يقول الله تعالى: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا) أي عبد له سيد واحد وعبد له عدة سادة واحد يأمره وواحد ينهاه، وعبد له سيد واحد عرف ما يرضيه وما يسخطه فعاش في رضا من نفسه وفي سكينة في روحه، وهذه ميزة التوحيد التي تجعل نفسية الإنسان نفسية سوية غير مضطربة متوازنة، لأنه عرف غايته وعرف طريقه ومن عرف الغاية وعرف الطريق أمن وشعر بالأمن الذي قال الله تعالى فيه: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون)..
فغير الموحد وغير المؤمن يخاف من كل شيء كما قال الله تعالى: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا) فيخاف من كل شيء، إنما المؤمنون لا يخافون حتى من الموت فالمؤمن يعلم أن الموت سيأتي في أجله ويعلم أن الرزق مقسوم والأجل معلوم فلا يخاف، ويعلم ما بعد الموت أن هناك حساباً وثواباً وعقاباً وجنة وناراً، ولذلك يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ)..فالتوحيد يؤدي إلى هذه النفس القوية المؤمنة التي تتوكل على الله ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم، عزيز لا يذل من التجأ إليه وحكيم لا يضيع من وثق بتدبيره.
ولذلك قال سيدنا هود لقومه: ( كيدوني جميعاً ثم لا تنظرون) (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم)، التوحيد يصنع هذه النفوس المطمئنة المتوازنة السوية التي لا تشعر بقلق ولا كآبة، ودائماً يرى المؤمن بصيص النور ويعلم أن الشمس ستطلع وأن مع العسر يسرا، هكذا يعتقد الإنسان المؤمن، إن التوحيد هو مهمة الإنسان في الحياة، لماذا خلق الله الناس؟ خلقهم ليعرفوه ويعبدوه.
وقال د.القرضاوي: بعض الناس تذكر حديثاً قدسياً فيه: - كنت كنزا خفياً فخلقت الخلق ليعرفوني - وهذا حديث غير ثابت وليس له سند أو أصل.
ولكن معناه في القرآن حيث يقول الله تعالى: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)، أي هذا العالم خلق لنعرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فإذا عرفنا الله عبدناه، وهذا معنى الآية: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وهذه غاية الفرد ومهمته وكذلك الأمة الإسلامية.. فالأمة الإسلامية مهمتها نشر التوحيد وعبادة الله وحده، وهذا ما كان يعمله الصحابة رضوان الله عليهم حينما كانوا يحاربون الفرس والروم ويدعون الناس إلى عبادة الله وحده، وكانوا يعلمون أنهم يقومون بنشر رسالتهم لهداية العالم .
وذكر الشيخ يوسف القرضاوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عندما يبعث بكتب هداية للأمراء والحكماء كان يختم رسالته بهذه الآية في قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)..لا نتخذ الملوك أهل الدنيا أربابا ولا نتخذ الرهبان أربابا ليس هناك رب إلا الله يشرع الناس ويحل لهم ويحرم عليهم عرف الصحابة وكانوا يشعرون أنهم مبعوثون ذلك فلما لقي ربيع بن عامر مندوب سعد بن أبي وقاص إلى رستم قائد قوات الفرس وقال لهم رستم من أنتم ومن الذي أخرجكم من دياركم وكنتم تأتون إلينا ونعطيكم بعض المال، ما الذي جعلكم تأتون وتحاربوننا فقال له ربيع ابن عامر هذا الصحابي الذي لم يدخل مدرسة ولا جامعة إنما تعلم في مدرسة مُحمد صلى الله عليه وسلم: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن ضيف الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
وأوضح د.القرضاوي أن الأمة الإسلامية تستقبل مواليدها بالتوحيد فحينما يولد مولود يأمر الإسلام أن نؤذن في أذنه حتى يسمع هذه الكلمات التي جعلها الإسلام شعارا في الإقامة وفي التشهد والأذان وغيرها " الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله" إلى آخر الأذان حتى يكون أول ما يسمعه المولود، اول ما يطرق أذنه شهادة أن لا إله إلا الله، بها يستقبل الحياة وبها يودع الحياة، آخر ما يسمع الإنسان المسلم وهو على فراش الموت لا إله إلا الله ليخرج من الدنيا آخر ما يسمعه لا إله إلا الله كما كان أول ما سمعه وهو طفل ولا يعقل ما يسمع فأول ما سمعه لا إله الله وآخر ما سمعه لا إله الله.
وختم د.القرضاوي: الإسلام دين التوحيد ومُحمد صلى الله عليه وسلم نبي التوحيد ولقد جاء عليه الصلاة والسلام ليحمي حما التوحيد من كل ما يشوهه أو يكدر صفائه، ولقد منع صلى الله عليه وسلم الحلف بغير الله ومنع النذر لغير الله والذبح لغير الله، ومنع التبرك بالأشجار والأحجار وتعليق التمائم والرقى بغير باسم الله وذكر الله، (من علق تميمة فقد أشرك)، ذلك لان الإسلام يريد لأمة "لا إله إلا الله" أن تعتمد على السنن التي أقامها الله في الكون وعلى شبكة الأسباب والمسببات ولا تعتمد على أسباب خرافية غير تلك التي شرعها الله عز وجل، وبهذا قامت أمة الإسلام الأولى وانتصرت على ممالك الأرض التي كانت أقوى منها عددا وأكثر منها عدة وأعظم منها من الناحية المادية فلم يكن للمسلمين مدنية الفرس ولا حضارة الروم، ولكن كان عندهم "لا إله إلا الله" وبهذا انتصروا وأقاموا حضارة ربانية إنسانية أخلاقية علمت العالم كله أكثر من 8 قرون من الزمان.
محيط