رغم أعتراض المتشددين - سعوديات يحرصن على زيارة مراكز اللياقة البدنية

30 نوفمبر 2009 by: trtr388



حملت لافتة فوق الدرج المؤدي لأحد مراكز اللياقة البدنية الحديثة في جدة عبارة:"هنا لا يمكنك فقد شيء غير الدهون". معظم النساء الشابات اللاتي يرفعن أثقالا ويمارسن تمارين رياضية باستخدام الأجهزة الحديثة في الصالة الرياضية على أنغام الديسكو الصاخبة يعانين من زيادة نسبة الدهون في أجسامهن.
غير أن معظمهن لسن مغرقات في العرق حيث فضلن التدريب بوتيرة متوسطة على الأجهزة الرياضية أو تبادل أطراف الحديث بالقرب من مكان تقديم العصائر في الصالة. قالت إحدى النساء الأكثر رشاقة بينهن:"آه، تعبت من التدريب". وكانت هذه الشابة تستخدم أحد الأجهزة لتدريب عضلات أسفل الكتف في وضع الجلوس مستخدمة إحدى يديها وممسكة بالأخرى جهاز الهاتف للتحدث مع صديقتها.


الكثير من النساء هنا يمارسن الرياضة للمرة الأولى في حياتهن وذلك لأنه ليس هناك حصة تربية رياضية في المدارس الحكومية بالسعودية وذلك لأن أنصار المحافظة على التقاليد السعودية وعلماء الدين الإسلامي هناك يعارضون هذه الحصة الرياضية.


وحذر الشيخ عبد الله المنيع، عضو هيئة كبار العلماء السعودية، مؤخرا الفتيات من لعب كرة القدم وكرة السلة بالقول: "كرة القدم وكرة السلة نوعان من الرياضة تحتاج للكثير من الحركة في مزاولتهما مما يعرض الفتيات لتهتك غشاء البكارة لديهن". وحرم شيخ آخر مزاولة الرياضة على النساء بعبارة مختصرة قائلا: "الرياضة النسائية حرام".


في ضوء ذلك فإن النساء غير مرحب بهن في الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية ذات التوجه الإسلامي المحافظ. وليس هناك حتى الآن هيئة سعودية تمنح تراخيص لمراكز اللياقة البدنية النسائية. و أغلقت في الأشهر الماضية العديد من المراكز الرياضية للنساء بسبب عدم الحصول على موافقة الجهات المختصة.
ولا يعرف أصحاب الصالات الرياضية للرجال هذه المشاكل. أما الصالات الرياضية القليلة للنساء التي مازالت موجودة في المدن السعودية الكبرى فإنها تفتح أبوابها حاليا ضمن المستشفيات تحت مسمى "صالة صحية".
ومن هذه الصالات الرياضية ساحة كرة السلة التي يستأجرها نادي اتحاد جدة لكرة السلة لتمريناته.


وعن هذه الإشكالية قالت لينا المعينة، من مؤسسة اتحاد جدة وكابتن فريق كرة السلة:"هناك للأسف جزء من مجتمعنا له رؤية ضيقة للدين". ارتدت الرياضية الشابة في هذا اليوم الخريفي الحار نسبيا عباءة سوداء وحجابا وهو الزي المفروض قانونا في السعودية على جميع النساء في الأماكن العامة. ثم دخلت لينا بخطى ثابتة عبر باب صغير إلى ساحة الملعب حيث بدأ الفريق الشبابي في التدريب بالفعل. وفجأة بدت لينا في زيها الرياضي الذي يتكون من شورت يصل حتى ركبتها وفانلة وشارة رأس ضد العرق.
وقالت الرياضية السعودية بشيء من الحماسة:"أنا محافظة، لا أريد أن ألعب السلة بالشورت في الشارع.. ولكننا نحتاج للمزيد من المساحة الحرة ولابد من أن يحصل نادينا على مثل الدعم الذي تحصل عليه أندية الرجال".
وتبعت زميلات لينا رئيسة الفريق في الانسلاخ من عباءتهن.


وجاءت فتاة طويلة من فريق الشابات لزميلتها في الفريق، الشريفة معالي العبدلي التي تجمع الاشتراكات من اللاعبات لتقول لها:"أرجو أن تصبري قليلا سأحضر النقود المرة القادمة"


وعن الجانب المالي لفريقها تقول لينا :"لدينا بعض الممولين ولكن علينا أن ندفع إيجار الملعب وشراء الفانيلات وتدبير جميع الأشياء الأخرى بأنفسنا". لعب فريق لينا في الأردن مرة بالفعل وخسر.
أصبح هناك في مدينة جدة الساحلية فريق نسائي لكرة القدم وتعتبر المدينة أكثر انفتاحا بكثير من مدينة الرياض ومن أي منطقة سعودية أخرى.


وليس لدى الرياضيات السعوديات في الوقت الحالي أي أمل في المشاركة في بطولة للألعاب الأوليمبية بسبب الموقف الرافض لعلماء الدين المحافظين هناك. يحدث ذلك في الوقت الذي تكون فيه المرأة السعودية أحوج ما يكون لممارسة الرياضة لأن الكثير منهن تعانين من السمنة حيث ينطوي أسلوب حياتهن التقليدي على مخاطر صحية بسبب بقائهن مدة طويلة في المنزل
وتعاني الكثير من النساء السعوديات من وهن العظام والسكر والاكتئاب وأعراض نقص فيتامين د. وعن ذلك تقول لينا :"الرياضة هي أفضل وسيلة ضد الاكتئاب والملل"


كما ترى الرياضية السعودية أنه من الأفضل بكثير للمناخ الاجتماعي أن تتحرك الفتيات والنساء في السعودية بشكل أفضل "لأن مقولة: الشيطان يعيش في المخ الفارغ، ليست من فراغ

الهدهد

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: