سانتا كلوز جاء من بلدة ميرا التركية القديمة ليغزو العالم في اعياد الميلاد

19 ديسمبر 2009 by: trtr388



تعد منطقة جنوب غربي تركيا موطن أسطورة سانت نيكولاس المسيحية القديمة التي سبقت شخصية سانتا كلوز مانح الهدايا للأطفال في أعياد الميلاد، ويعتقد أن القديس نيكولاس عاش في القرن الرابع الميلادي وكان أسقف بلدة ميرا القديمة، وكانت هذه البلدة جزءا من رابطة ليشيان الفيدرالية التي كانت تربط المقاطعات القديمة بالمنطقة، ولا يزال يمكن لزوار بلدة ديمري المجاورة أن يجدوا الكثير من الأدلة والشواهد على الماضي التليد للمنطقة.
 وكانت بلدة ميرا في الماضي تقع على الساحل مباشرة، وتقول الأسطورة إن القديس بول أبحر من هذا المكان قاصدا روما حيث استشهد هناك، وتعد أطلال الكاتدرائية التي شيدت في أوائل العصور الوسطى على مشارف بلدة ديمري تذكارا على المكان الأول الذي دفن فيه القديس نيكولاس.


وتم نقل رفات القديس نيكولاس منذ زمن طويل وأصبح التابوت الحجري في الكاتدرائية خاويا، فقد تم نقل جثمان القديس إلى كاتدرائية سان نيقولا في مدينة باري بالجنوب الإيطالي، وعند الفتح الإسلامي لمنطقة ليشيا تم نقل رفات القديسين المسيحيين بطريقة خفية. وفي عام 1087 شكلت مجموعة من الملاحين والتجار الإيطاليين حملة ورست سفينتهم على ساحل بلدة ميرا، وشق أعضاء الحملة طريقهم إلى داخل البلدة التي كانت مهجورة تماما وسرقوا رفات القديس نيكولاس وأخذوها إلى مدينة باري.


و يقول رجل الأعمال التركي حسن أوكال إن بلدة ديمري تستقبل الكثير من الزوار الروس الذين يأتون لزيارة القديس نيكولاس وعند عودتهم إلى بلدهم يأخذون معهم عبوات صغيرة من التراب كتذكار له، ويعد نيكولاس هو القديس الراعي لروسيا وللكنيسة الأرثوذكسية.


ومن جهة أخرى لا يمثل القديس أية أهمية دينية بالنسبة للأتراك على الرغم من أنهم ينفقون الأموال على أعمال ترميم الكاتدرائية في ميرا، ويقوم السياح الذين يأتون إلى ميرا من منتجعات الأناضول الواقعة على البحر بمشاهدة الكاتدرائية والمعالم القديمة الأخرى التي تعرضها المنطقة. ومن بين هذه المعالم المسرح الدائري وبقايا قلعة قديمة شيدت على الطراز اليوناني ومخزن ضخم للغلال، ومن بين المعالم المثيرة للاهتمام المقابر التي نحتت داخل الجروف الصخرية.


وامضى عالم الآثار الألماني يورجن بروشهارت الفترة من عام 1965 إلى عام 1968 في أعمال للتنقيب في بلدة ميرا وأنجز الكثير في مجال الكشف عن الكاتدرائية القديمة، واليوم يمكن للزوار مشاهدة الأرضية المغطاة بأعمال الفسيفساء واللوحات الجدارية الجصية والإعراب عن التعجب لجمالها، وقد شيدت أقدم كنيسة في ميرا في القرن السادس فوق قبر القديس، وترجع أساسات المبنى الموجود حاليا إلى القرن التاسع.


ويوضح عالم اللاهوت الكاثوليكي الألماني مانفريد بيكر هوبرتي أن نيكولاس هو في الحقيقة خليط من شخصيتين تاريخيتين: الأولى هو أسقف ميرا الذي من المرجح أن يكون قد عاش في القرن الرابع والثانية هي رئيس دير سيون للرهبان والذي يحمل ذات الاسم وكان يجمع أيضا بين هذا المنصب ومنصب أسقف بينورا وتوفى في ليشيا في العاشر من كانون أول ديسمبر عام 564، ومن هذين الأسقفيين التاريخيين تم تطوير الشخصية المبتكرة لأسقف ميرا القوي اعتبارا من القرن السادس وإلى أزمنة لاحقة


وقد حظر مارتن لوثر الذي استهل حركة الإصلاح البروتستانتية تبجيل القديس نيكولاس ونقل وظيفته ليصبح كجالب للهدايا لشخصية المسيح الطفل، أما الكاثوليك من ناحية أخرى فقد حافظوا على دور ومكانة القديس نيكولاس


ويقول بيكر هوبرتي إن الإصلاحيين أتباع المذهب البروتستانتي الهولنديين ظلوا على ولائهم للقديس نيكولاس، وعندما سافر المستوطنون الهولنديون إلى الأمريكتين وأسسوا نيو أمستردام (التي أصبحت نيويورك حاليا) ظلوا يحتفلون بشخصية " سينتركلاس " التي تمنح الهدايا للأطفال بمناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد، ومن هذه الشخصية حصلنا على الشخصية العصرية سانتا كلوز راعي الكريسماس والمعروف على مستوى العالم كله.



الهدهد

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: