العائلة الحاكمة في السعودية مطمئنة ولكنها تحتاج لدماء جديدة

18 ديسمبر 2009 by: trtr388



يقول دبلوماسيون ومحللون إن عودة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز بعد عام قضاه في الخارج للعلاج طمأن الزعامة السعودية المسنة لكنها ستحتاج بشكل متزايد لشغل وظائف رئيسية بأفراد من جيل الشباب.
والاستقرار السياسي في السعودية أمر يشغل العالم لأن المملكة تسيطر على أكثر من خمس احتياطيات النفط العالمية وهي من أكبر حائزي الأصول المقومة بالدولار كما انها مدافع اقليمي رئيسي عن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
ويشغل الأمير سلطان كذلك منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والطيران وأمضى أغلب العام في المغرب بعد أن تلقى علاجا لم يحدد في نيويورك ومنذ عودته يحرص على إظهار انه عاد للعمل المعتاد.
ورأس ولي العهد الذي بدا مبتسما وأقل وزنا اجتماعا لمجلس الوزراء وألقى كلمة تتعلق بالقضايا الرئيسية مثل الحرب مع متمردين يمنيين شيعة وأدى رقصة السيف البدوية مع أفراد من الأسرة الحاكمة.
وقال دبلوماسي في الرياض 'الرسالة التي توجهها هذه المشاهد هي عودة العمل لطبيعته وان سلطان يعمل والقضاء على أي شكوك تتعلق بالخلافة أو فراغ في السلطة قد تظهر سواء في الخارج أو في الداخل'.
ويقول مسؤولون سعوديون إن الأمير سلطان شارك في قرارات مهمة أثناء وجوده بالخارج لكن الدبلوماسيين يقولون إن غيابه أثار حالة من عدم الارتياح وأدى إلى تنافس حاد بين افراد الأسرة على أمل تهيئة أنفسهم للترقي يوما ما.
وأثار غياب الأمير سلطان تكهنات بشأن هيكل السلطة في السعودية وطموحات جيل الشباب والخلافة المستقبلية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الاسبوع الماضي إن الأمير سلطان يبلغ من العمر 78 عاما في حين افترض معظم الباحثين أن عمره 85 عاما. والمنتظر أن يتولى العرش خلفا للملك عبد الله . ويعتقد أن الملك يبلغ من العمر 86 عاما.
وقالت السعودية إن علاج الأمير سلطان تم بنجاح دون أن تورد تفاصيل. ويقول دبلوماسيون إن الأمير سلطان الذي أجريت له جراحة لإزالة حويصلة في الأمعاء في عام 2005 كان يعالج من السرطان.
وما يجري في قيادة المملكة الحليف للولايات المتحدة يراقب عن كثب. والمملكة ليس لديها برلمان منتخب وتحكمها أسرة آل سعود منذ تأسيسها عام 1932 بالتحالف مع المؤسسة الدينية التي تطبق مذهبا إسلاميا سنيا متشددا وتمارس نفوذا اجتماعيا وسياسيا كبيرا.
ويقول الدبلوماسيون والمحللون إن القادة يحجمون عن التخلي عن المناصب القيادية خوفا من إثارة المزيد من التناحر بين أحفاد وليس فقط أبناء عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة.
وقال سايمون هندرسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ومعد عدد من الدراسات عن الخلافة في السعودية 'لا أراها (القيادة السعودية) تنتقل إلى جيل الشباب بعد'. وأضاف 'هناك مجموعة محدودة من الناس الذين يتمتعون بالمؤهلات والخبرة والقدرة على الحكم المطلوبة'.
ومن شأن ذلك ان يترك الحكم في يد الشيوخ المسنين. ولم يتول العرش حتى الآن سوى أبناء عبد العزيز آل سعود والمتبقين منهم وعددهم نحو 20 في السبعينات والثمانينات من العمر.
ورئيس جهاز الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز من أفراد الأسرة الأصغر سننا نسبيا فهو في الستينات من عمره. وحتى الشخصيات الرئيسية من خارج الأسرة يشغلون مناصبهم منذ مدة طويلة ومنهم وزير النفط علي النعيمي الذي بدأ في عام 1995 وهو في السبعينات من عمره.
وأسس الملك عبد الله مجلسا يضم أبناء وأحفاد عبد العزيز آل سعود لتنظيم الأمور المتعلقة بالخلافة. لكن الدبلوماسيين والمحللين يقولون انه لم يتضح بعد متى وكيف سيبدأ العمل. وقالت وحدة المعلومات التابعة لمجلة ايكونوميست في تقرير 'إن تفويض المجلس لن يبدأ إلا بعد عهد الملك عبد الله'.
وستعتمد الخلافة على التوصل إلى اتفاق.
وقالت نشرة جلف ستيتس نيوز لتر في دراسة حديثة عن الخلافة 'آل سعود كانوا دائما يجيدون سياسة الاجماع ويبقون على الخلافات داخل الأسرة'. وأضافت 'ومن يخلف في نهاية الأمر سيظل على وعي بالحاجة للتوازن'.
وحرص الملك عبد الله على اقناع العالم بأن السعودية ليست مقيدة بفترة زمنية لطرح الاصلاحات.
لكن يتعين على الملك الموازنة بين التقبل السياسي في الغرب وجذب الاستثمارات الاجنبية لتوفير فرص عمل للأعداد المتنامية من الشباب من ناحية وبين القيم التاريخية والتقليدية من ناحية أخرى.
وسعى الملك لإعادة هيكلة نظم المحاكم والتعليم لإقامة دولة حديثة لكن الدبلوماسيين يقولون إنه يتعين عليه تحقيق توازن سلطة مع المحافظين ورجال الدين الرافضين للتغيير.
ومن الشخصيات القوية وزير الداخلية الأمير نايف الذي يبلغ من العمر نحو 76 عاما ورقي هذا العام إلى منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء وهو ما يضعه في مصاف المنتظرين لتولي العرش ذات يوم.
وأثارت ترقية نايف القلق بين انصار الإصلاح لأنه شخصية محافظة تربطه صلات قوية برجال الدين الذي يعارضون الانفتاح.
وتزايد نفوذ ابنه الأمير محمد مسؤول الأمن في المملكة كذلك بسبب إدارته لوزارة الداخلية مع اضطلاع والده بمهام أخرى في فترة غياب الأمير سلطان.
وسلطت الأضواء على الأمير محمد عندما حاول تنظيم القاعدة اغتياله في آب /أغسطس الماضي. وقالت نشرة 'غلف ستيتس نيوز لتر' إنه 'إذا كان الملك الجديد يجب ان يتمع بالقدرة والزعامة والشخصية البارزة فإن محمد بن نايف ينطبق عليه ذلك'.
ولكن هندرسون يقول إن عودة الأمير سلطان تعزز فرص السديريين وهم قبيلة صاهرت أسرة آل سعود وينتمي إليها الأمير سلطان والأمير نائف والأمير سلمان أمير منطقة الرياض.
ويقول دبلوماسيون إن نجم ابن الأمير سلطان صعد أثناء غيابه. فقد زار الأمير خالد القوات على الحدود الجنوبية وأطلع الصحافيين على أوضاع القتال قبل أسبوعين.(رويترز)


القدس العربى

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: