عاصمة التشهير تعدل قوانينها .....محاكم لندن أفضل مكان في العالم لإسكات المنتقدين

06 ديسمبر 2009 by: trtr388



دأب اثرياء العالم ومتنفذوه على اختيار لندن مركزا لتقديم الدعاوى ذلك ان محاكمها تخدم مصالحهم على افضل وجه، غير ان اصواتا باتت ترتفع مطالبة بإصلاح شامل للقوانين الانكليزية التي جعلت المدينة تلقب بعاصمة التشهير العالمية ويتساءل محامون ومدافعون عن حرية التعبير واعضاء الحكومة ان كانت التشريعات الموضوعة من اجل حماية سمعة الناس باتت تستخدم لاسكات الاصوات المنتقدة وخصوصا منع العلماء من الاعتراض

ويقول وزير العدل الانكليزي جاك سترو "يقلقني ان تستغل الشركات الكبرى التشريعات الراهنة بغية الحد من حرية التعبير، والامر لا ينحصر بالصحافيين وانما يعني الاساتذة الجامعيين ايضا".
وتعتبر قوانين التشهير الانكليزية من بين الاكثر تشددا في العالم، ما يدفع مدعين اجانب لان يقصدوا انكلترا من اجل التقدم بدعاوى التشهير الامر الذي حفز الصحافة على تسمية لندن "عاصمة التشهير العالمية".


ويتعاظم القلق ازاء ما يسمى "سياحة التشهير" وبسبب استغلال القوانين في الاجمال، لاسيما مع استهداف العلماء في هذا السياق.
على هذا النحو تقدمت شركة "ان ام تي ميديكال" الاميركية بدعوى قضائية ضد طبيب القلب بيتر ويلمزهورست في انكلترا، بسبب رأي ابداه في خصوص احد ابحاثها قبل عامين.


وتلاحق الجمعية البريطانية لتقويم العمود الفقري (بريتيش كايروبراكتيك اسوسيايشن) الكاتب العلمي سايمون سنغ بسبب مقال صحافي نشره في العام 2008 حيث شكك في ممارسة تقويم العمود الفقري لمداواة تشوهات لدى الاطفال.


وتؤكد "ان ام تي ميديكال" و"بي سي اي" انهما تقاضيان عبارات تتضمن قدحا بحقهما وليستا راغبتين في تكميم النقاش والآراء.
ولكن المدافعين عن حرية التعبير لهم راي اخر في القضية.


وحذرت المجلة الطبية البريطانية (بريتيش ميديكال جورنال) من ان ملاحقة العلماء بسبب انتقادهم طرق علاج محددة، من شأنه ان يؤثر سلبا على العناية بالمرضى.
وكتبت المجلة انه "عوضا عن خوض نقاش علمي مفتوح تعمد الجهات المتضررة من ملاحظات العلماء النقدية الى ملاحقتهم امام القضاء لاسكاتهم".
واضافت ان "اضعاف العلم عبر منع الانتقاد بموجب قوانين عرفية ينتج عنه ممارسة طبية سيئة".


وطالبت جمعيتان لا تبغيان الربح معنيتان بحرية التعبير هما "انديكس اون سانسورشيب" و"انغليش بين" بتعديل القانون الذي يطالب المتهم بتقديم الدليل على عدم صحة التهم الموجهة اليه.
واضافتا ان "القانون الانكليزي بالنسبة للتشهير يجعل سمعة المشتكي اهم من حرية تعبير التهم".


وقال القائمون على الحملة ان المدعين الاجانب يتهافتون للافادة من المقاربة التشريعية المتشددة في انكلترا ويتقدمون بدعاويهم في محاكم انكلترا لأنها تقبلها لمجرد امكان الاطلاع في انكلترا وعبر شبكة الانترنت على الاساءة او شراء الوسيلة اينما نشرت.


واقلق هذا الواقع التشريعي السلطات في الولايات المتحدة حيث اعد مشروع قانون في مجلس النواب في حزيران/يونيو من شأنه ان يجعل الاحكام في قضايا التشهير الانكليزية غير سارية المفعول في الولايات المتحدة.


واهتمت الجهة الاميركية بالمسألة عندما لاحق رجل الاعمال السعودي خالد بن محفوظ الاكاديمية الاميركية رايتشل ارنفيلد في لندن بسبب بعض مضامين كتابها "فاندينغ ايفيل" (تمويل الشر).
ولم يكن بن محفوظ او ارنفيلد يقيم في لندن غير ان المحكمة الانكليزية قبلت النظر في الدعوى لمجرد انه تم شراء 23 نسخة من الكتاب في انكلترا عبر الانترنت



الهدهد

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: