لندن لا ترى مبررا لوضع الجزائر ضمن الدول الخطيرة

22 فبراير 2010 by: trtr388



قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية إن لندن لا ترى مبررا لوضع الجزائر ضمن قائمة الدول الخطيرة، ولا تعتقد أن الجزائر من الدول المصدرة للإرهاب.



وأضاف المصدر ذاته في تصريح لـ'القدس العربي' أن بريطانيا أيضا لديها قائمة تضم دولا خطيرة، وهذه القائمة تعرف تحديثاً بين فترة وأخرى، على أساس تقييم الوضع الأمني والأخطار القائمة في كل دول العالم.
وأكد أنه لا يوجد ما يبرر وضع الجزائر ضمن هذه القائمة إلى حد الآن، معتبرا أن الجزائر من الدول الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب، وأنها خاضت هذه المعركة لوحدها في سنوات التسعينات من القرن الماضي.
وذكر أن الجزائر أضحت تتمتع بخبرة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وأن بريطانيا استفادت كثيرا من هذه التجربة في إطار التنسيق الأمني القائم بين البلدين.
وأشار إلى أن السلطات البريطانية منشغلة كثيرا بالوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، علما بأن هذه المنطقة تعرف نشاطا إرهابيا كبيرا، بدليل تعدد الاختطافات التي يتعرض لها السياح الأجانب من طرف الجماعات الإرهابية.
وشدد المسؤول ذاته على أن بريطانيا تساند الجزائر في موقفها الداعي إلى عدم منح الفدية للإرهابيين لإطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى أن هذا الموقف يجعلها أحيانا تتعرض إلى ضغوط، فقد تم اختطاف رعية بريطاني في شمال مالي وفي نفس التوقيت تقريبا اختطف سياح أجانب آخرون من طرف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وكان الرعية البريطاني هو الوحيد الذي اغتالته الجماعة الخاطفة.
واعتبر أنه لا يعرف إن كانت حكومات أوروبية أخرى مثل سويسرا وألمانيا قد دفعت فدية لتحرير رعاياها، لكن إقدام الجماعة الإرهابية على تصفية الرعية البريطاني جعل الحكومة في موقف حرج أمام الرأي العام، ورغم ذلك فإن بريطانيا كانت ولا تزال ترفض الدخول في مفاوضات أو دفع فدية للجماعات الإرهابية، لأن ذلك يعتبر وسيلة لتمويل الإرهاب، كما أن دفع الفدية سيشجع على تكرار اختطافات أخرى، موضحا أن الحكومة نصحت رعاياها بعدم السفر إلى منطقة الساحل، ومن حسن الحظ أن البريطانيين استجابوا لهذه الدعوة.
وأشار إلى أن ما أقدمت عليه باريس وواشنطن بوضع الجزائر ضمن قائمة الدول المصدرة للإرهاب شأن يخصهما، ولا تريد لندن التعليق عليه، على اعتبار أن أي دولة من حقها اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة من أجل حماية مواطنيها وأمنها، موضحا أن الوضع الأمني في الجزائر تحسن كثيرا.
في المقابل يقوم مارتن داي الناطق العربي باسم الخارجية البريطانية بزيارة إلى الجزائر، تعتبر الأولى من نوعها، والتي تأتي في إطار سعي لندن إلى تعزيز علاقاتها مع الجزائر، واستغلال فرصة التوتر الحاصل في العلاقات بين السلطات الجزائرية ونظيرتها الفرنسية والأمريكية.
ويلتقي مارتن خلال زيارته إلى الجزائر بعدد من المسؤولين لمناقشة واقع العلاقات بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويعقد في نهاية الزيارة مؤتمرا صحافيا يقيم فيه نتائج اللقاءات التي سيقوم بها.



أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: