نيوزيلندا تختار المهاجرين حسب كفاءاتهم الشخصية دون تمييز عرقي أو ديني أو جنسي

04 فبراير 2010 by: trtr388



­استوطن المهاجرون أراضي نيوزيلندا منذ أمد بعيد، والاساطير تقول إن الشعب الماوري كان أول من استقر في نيوزيلندا قبل ألف عام بعد أن وصلوها على متن قوارب عملاقة خاضوا بها مياه المحيط الهادي.


الهجرة الى  نيوزيلندا ..قضية مثيرة للجدل
الهجرة الى نيوزيلندا ..قضية مثيرة للجدل
وبدأت أعداد من المستوطنين الجدد في التوافد بعد أن أعلنت الملكة فيكتوريا ملكة انجلترا نيوزيلندا مستعمرة بريطانية عام 1840 وتوالت الهجرة الاوروبية على البلد الصغير عبر السنين لتغير ملامحها وثقافتها.
ولا يمثل الماوريون اليوم أكثر من 15 بالمئة من سكان نيوزيلندا البالغ عددهم 3ر4 مليون شخص. وبين كل أربعة أشخاص يقيمون في نيوزيلندا هناك شخص واحد ولد في بلد آخر ، وكان للأعداد الهائلة من المهاجرين القادمين من بلاد ما وراء الهادي ومن آسيا أثر كبير في تحويلها لذلك المجتمع الثري بتنوعه وثقافاته المتعددة.
ولقد خلصت دراسة حديثة إلى أن الهجرة أفادت نيوزيلندا ولا شك وبشكل لا يمكن اغفاله فدفعت عجلة الصادرات التي يعتمد عليها سوق نيوزيلندا التجاري الصغير في توفير سبل العيش وكذلك في تنمية الاقتصاد وإثراء المجتمع( ماديا) بوجه عام. غير أن قضية الهجرة لم تكن أبدا بعيدة عن الجدل والشد والجذب.

لقد خاضت قبائل الماوريون قتالا عنيفا خلال ستينيات القرن التاسع عشر مع القوات البريطانية بسبب استيلاء الأخيرة على أراض كان يقطنها المستوطنون الأوائل. ثم شهدت البلاد توافد أعداد متزايدة من المهاجرين الصينيين على الجزيرة الجنوبية للعمل في مناجم الذهب لتبدأ مرحلة من الركود في إثارة حالة من رهاب وعداء لكل ما هو أجنبي.

نتيجة لذلك فرضت البلاد ضريبة دخول قيمتها عشرة جنيهات استرلينية على كل مهاجر صيني يريد دخول البلاد ، وتم رفعها بعد ذلك لمئة جنيه استرليني وسمح للمراكب بإحضار مهاجر صيني واحد مع كل شحنة تزن مئة طن.

وبالرغم من أن الحكومات المتعاقبة لم تعترف رسميا مطلقا بسياسة"نيوزيلندا البيضاء" فإن البريطانيين كانوا يمنحون تصريح دخول وإقامة مجانيين حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي عندما دفعت أزمة النفط وتداعي الظروف الداخلية في الوطن فيضانا من البريطانيين للتوجه لنيوزيلندا وما أسفرعنه من تهديد للبنية التحتية للبلاد.
واستمرت­رغم فرض ضوابط لمسألة قبول المهاجرين ­حالة التمييز للبريطانيين حتى عام 1968، عندما أعلنت نيوزيلندا تبني سياسة هجرة جديدة تعتمد على اختيار المهاجرين "بناء على كفاءاتهم الشخصية دون تمييز بسبب الجنس أو القومية أو العرق أو اللون او النوع أو الحالة الاجتماعية أو الدين أو المعتقدات الاخلاقية ".

وتزامن ذلك مع تخفيف بعض الدول الآسيوية للقيود التي اعتادت فرضها على حركة مواطنيها، ما أدى بدوره لتغير جذري في أنماط موجات الهجرة الوافدة لنيوزيلندا.
وبحلول عام 1995 قفز عدد المهاجرين الوافدين من شمال آسيا ­الصين وهونج كونج بشكل أساسي­ممن تم منحهم حق الاقامة في نيوزيلندا من 400 شخص فقط إلى 24500 .

فيما لم يرتفع عدد البريطانيين الذين تم منحهم تصاريح إقامة­عددهم بلغ نحو 4400 مهاجر عام 1968­خلال نفس الفترة سوى ألفي مهاجر.
وتكون حزب نيوزيلندا أولا" الوطني عام 1993 في أعقاب ذلك التغير، وأسفرت حملة نشطة كان شعارها "بلد من هذا" بزعامة ونستون بيترز في الفوز بما يكفي من الأصوات خلال الانتخابات لتضمن له منصب نائب رئيس الوزراء في التحالف الذي تولى مقاليد السلطة بعد ذلك بثلاث سنوات.

لطالما نفى بيترز أنه عنصري، غير أن حملته لـ"اجتثاث اسباب الهجرات" وقف تدفق المهاجرين ، فيما وصفها بأنها "أعداد غير مسبوقة منذ (هجرات التنقيب عن )الذهب خلال القرن المنصرم"لمست وترا حساسا لدى ناخبيه الذين ابقوا عليه في البرلمان حتى اطيح بحزبه العام الماضي.

وعاد ميزان الهجرات للتأرجح خلال العقد الماضي مع تبدد المخاوف من المهاجرين الآسيويين التي روج لها بيترز، وبدأ مواطنو نيوزيلندا في الشعور بقيمة التنوع، تراجع أعداد النازحين من الصين لنيوزيلندا.
وعادت أعداد المهاجرين البريطانيين لتتصدر قوائم المسموح لهم بالاقامة في نيوزيلندا لتبلغ 9200 شخص في السنة المالية المنتهية آخر حزيران/يونيو ، بينما تراجع الصينيون خلال الفترة 2002­2003 لأقل من 7400 شخص بعد أن كانت أعدادهم بلغت عشرة آلاف.

وجاء مواطنو جنوب أفريقيا في المركز الثالث من حيث أعداد المهاجرين لنيوزيلندا بـ 5576 مهاجرا تلاهم الفلبينيون بـ 4318. 
 
 

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: