رغم الاعاقة .. مصري يحقق العالمية في الذكاء الاصطناعي

06 فبراير 2010 by: trtr388










يمثل الدكتور رأفت عبد العزيز غنيم مدير نظم المعلومات ورئيس قسم الإعاقة وإعادة التأهيل بجامعة الدول العربية والأستاذ الجامعي نموذجا فريدا لشخص يعاني من الإعاقة  الحركية في قدميه ولكنه تغلب علي تلك العقبة وتفوق واحتل مكانة علمية مرموقة محليا وعالميا.

فقد  حصل علي الدكتوراه من جامعة لندن عام 2002 في علم شديد التميز وهو " الذكاء الاصطناعي " احد فروع علوم الحاسبات  وأصبح ترتيبه الأول علي مستوي المنطقة العربية ورقم عشرين بين نظراءه علي مستوي العالم في هذا المجال .

وفي مقابلة مع شبكة الإعلام العربية "محيط" أوضح الدكتور رأفت غنيم أنه حصل علي الدكتوراه في موضوع جديد تماما  وكان عنوان رسالته لنيل هذه الدرجة العلمية "عالم بدون أسلاك" التي وصفها المشرفون علي الرسالة من أساتذة جامعة لندن بأنها غير مسبوقة وهو مادفع الجامعة لإعطائه الترتيب رقم عشرين في هذا التخصص علي مستوي العالم .

وأضاف بأنه إلي جانب ذلك  كان المسئول عن الشبكة العربية للمعلومات ومشاركا في القمة العالمية للمعلومات وشارك في إعداد وثيقة العقد العربي للمعاقين وإعاقته لم تمنعه من أن يدرس ويلقي المحاضرات في الجامعات وأن يرعي ماديا عشر اسر إضافة إلي أسرته المكونة من ولد وبنتين .

 ولفت إلي أن فلسفته في الحياة والتي يرجع إليها نجاحه العلمي والمهني أن المعاق أيا كانت إعاقته عليه أن يفرض نجاحه ويتجاوز الإعاقة وانه قدم مثالا في ذلك فقد درس الدكتوراه في جامعة لندن وطوال حياته كان هو الذي يقدم الخدمات للآخرين ويحب عمل الخير باعتبار ذلك الطريق إلي رضا الله تعالي .

الابتلاء نعمة الهية للانسان

وعن علم الذكاء الاصطناعي يقول انه علم شديد الأهمية وهو فرع من علوم الحاسبات وانه يهدف إلي جعل الآلة ذكية أي تؤدي بعض المهام التي يقوم بها الإنسان ومن تطبيقاتها الريبوتات التي تستخدم في مجال الفضاء والمستشفيات والخدمة في المنازل ومن هذه التطبيقات أيضا الطائرات التي تطير بدون طيار والأجهزة التي تكشف عن الأسلحة وغيرها .

وعن طفولته قال إنه تربي في أسرة متدينة وشديدة الالتزام وكان والده يكلفه بأداء الأعمال التي يقوم بها إخوانه من الأسوياء وكان صارما معه في ضرورة الانتظام في الدراسة منذ المرحلة الابتدائية لافتا إلي انه كان حينما يقع علي الأرض وهو طفل بسبب إعاقته كان يضحك ويقوم من عثرته مصمما علي استكمال اللعب مع أقرانه الاسوياء .

وشدد علي انه طوال حياته كان يسخر من إعاقته ولم يجعلها تشغله يوما واحدا وان سر تفوقه هو انه لايعاني من " فكر الإعاقة "لان مخاطر الإعاقة لاتاتي من الإعاقة نفسها بل في سيطرة التفكير فيها علي عقل المعاق فلا يتحرك لإثبات وتحقيق ذاته واستثمار باقي قدراته التي منحها الله له .

وعن كيفية تأهيل المعاقين ليعيشوا حياتهم وسط المجتمع أوضح أن استخدام لفظ "معاق "هو احد العوائق عند تأهيل المعاقين مؤكدا علي ضرورة استبعاد هذا المصطلح ودلل علي ذلك بأنه طبق هذه القاعدة فحصل علي بطولة مصر في الشطرنج عام  86 وحصل علي بطولة لعبة البنج بونج علي مستوي محافظة الجيزة رغم أن منافسيه كانوا من الأسوياء .

وحول الفائدة التي خرج بها من تدين والديه وتنشئته علي القيم الدينية أوضح أنها السبب في تقبل إعاقته باعتبارها ابتلاء من الله تعالي واختبارا يجازي الصابرين عليه والراضين به بالجنة في الآخرة مصداقا لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم "ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا سقم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله به من سيئاته " وقوله "اشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" وأن  غياب الإيمان بالله يمكن أن يدفع بالمعاق ضعيف الايمان إلي الانتحار فيخسر دنياه وآخرته معا .



أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: