اليمن : تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010

08 مارس 2010 by: trtr388

المهندسة المعمارية ريم عبد الغني
المهندسة المعمارية ريم عبد الغني
 
 انطلقت اليوم الأحد فعاليات الاحتفال بمدينة تريم اليمنية عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010، وتضمن برنامج الافتتاح عروضاً شبابية وحفلة موسيقية استعراضية بعنوان "جنة الدنيا تريم" كما عرض فيلم وثائقي عن المدينة ومعرضاً للمخطوطات.
بينما تخلفت المهندسة المعمارية السورية ريم عبدالغني رئيسة مركز تريم للعمارة والتراث والمتخصصة بالتراث المعماري لوادي حضرموت عن مشاركتها في حفل الافتتاح.
وأعربت ريم عبدالغني – وهي زوجة الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد الذين يقيم في منفاه بدمشق ويعد أحد المعارضين للنظام اليمني الحالي - أعربت في بيان أصدرته بهذه الخصوص عن أسفها الشديد لعدم تمكنها من المشاركة في احتفالات الافتتاح وذلك لظروف قاهرة.، في الوقت كان فريقاً من خبراء مركز تريم للعمارة والتراث قد وصل مع معداته الى تريم قبل يومين تمهيداً لوصول المهندسة ريم واستعداداً لتنفيذ مجموعة أعمال في تريم والوادي.

وكانت المهندسة المعمارية ريم عبد الغني المتخصصة بالتراث المعماري لوادي حضرموت، والتي تعمل في هذا المجال منذ اكثر من اربعة عشر عاماً، قد أسست منذ عدة سنوات مركز للدراسات أطلقت عليه اسم "مركز تريم للعمارة والتراث"، وهو يقوم بعدد كبير من الانشطة والفعاليات، منها سلسلة الامسيات الثقافية الشهرية التي تعقدها في دمشق لعامها الثالث على التوالي تحت عنوان "أربعاء تريم الثقافي" والتي أصبحت من اهم المحافل الثقافية.


وفي حفل فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2010م، الذي دئنه نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قال في كلمة له "من ربوع مدينة تريم التأريخية, مدينة العلم والأدب والثقافة والتاريخ نعلن بسم الله وعلى بركته بدء فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية".


وأشار نائب الرئيس إلى أن اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ( الأيسيسكو) مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م, هو محل فخر واعتزاز ليس فقط لأبناء هذه المدينة ولا لأبناء محافظة حضرموت فحسب، ولكن هو فخر لكل أبناء يمن الـ22 من مايو العظيم.


وأضاف هادي "إنه وبهذه المناسبة يعود بنا التاريخ ليذكرنا بتلك المواكب اليمانية التي أسهمت في نشر الإسلام ليشيع بنوره على أرجاء المعمورة متوهجاً بمبادئ وقيم الوسطية والاعتدال غامرة العقول والقلوب بالحق والعدل والحرية والمساواة بين بني الإنسان، جاعلة التقوى هي معيار الانتماء لهذا الدين القيم وشريعته السمحاء التي تنبذ العنف والغلو والتطرف، وهذا ما جسده اليمانيون الأوائل الذين حملوا رايات الإسلام ومشاعل الهدى, مبددين ظلام الجهل وظلامية جور وطغيان أزمنة عبودية الإنسان لأخيه الإنسان، واستبدالها بتعاليم دين التوحيد الذي لا عبودية فيه إلا للخالق سبحانه وتعالى.


بينما قال وزير الثقافة اليمني الدكتور أبو بكر المفلحي إن اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية يعبر عن التقدير والعرفان بالدور الذي لعبته خلال مراحل تاريخها الإسلامي منذ رفضها لدعاة الردة الذين ظهروا بعد وفاة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وامتناع أهلها عن مناصرة وإيواء المرتدين عن الإسلام ، وحتى الدور الكبير الذي قام به أهالي تريم مع أخوانهم من أبناء حضرموت في الهجرات الشهيرة إلى الهند واندونيسيا والبلاد الأخرى في شرق أفريقيا التي بلغت ذروتها في بدايات القرن التاسع عشر والتي كان لها الدور المهم في التواصل بين الشرق والغرب بأشكال متعددة كالتجارة والصناعة والثقافة وغيرها.


من جهته، استعرض المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسسكو) الدكتور عبد العزيز التويجري جهود منظمته في اختيار العواصم الإسلامية منذ عام 2005م. وقال "إن أهداف برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه المنظمة، يسعى إلى نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لتلك العواصم التي يتم اختيارها وفق معايير دقيقة ومراعاة للدور الذي قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية".


لافتاً إلى أن "مدينة تريم التي يحتفى اليوم بانطلاق احتفاليتها عاصمة للثقافة الإسلامية تشكل إحدى قلاع الحضارة الإسلامية ومنارات الثقافة التي أشعت في محيطها علماً وفكراً ومعارف وآثاراً خالدة ونبغ فيها علماء ودعاة فضلاء نشروا الإسلام في جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا وجنوبها وكانت ولا تزال تحتضن العلم والعلماء وموطن للصالحين والأخيار".


وقدمت في الحفل لوحة استعراضية لزهرات من مدارس وادي حضرموت تناولت دور تريم بشكل خاص واليمن بشكل عام في نشر الدعوة الإسلامية في العديد من بلدان العالم وتمسك اليمنيين بوحدتهم أرضاً وشعباً.


وتخلل الاحتفال عرض فيلم وثائقي حول مدينة تريم استعرض دور المدينة الإسلامي ودور علمائها وأربطتها في نشر الإسلام .. وإلقاء قصيدة شعرية بالمناسبة للشاعر الدكتور عمر علوي بن شهاب نالت إعجاب الحاضرين.


واحتفاءاً بهذه المناسبة، يشهد اليمن خلال العام الحالي 300 نشاط في مدن مختلفة، مثل سيئون وصنعاء، إضافة الى تريم، كما سيتم نشر نحو 200 كتاب في عناوين مختلفة. طبقاً للبرنامج الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة.


ويتضمن البرنامج إقامة أسابيع ثقافية ومهرجانات وندوات ولقاءات أدبية وحفلات فنية وإنشاد ديني وعروض مسرحية ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية. كما سيفتتح مركز مدينة شبام التاريخية للتنمية الثقافية، ومكتبة للمطبوعات موازية لمكتبة الأحقاف الشهيرة باحتوائها على مخطوطات تقدر بأكثر من 6200 مخطوطة في التفسير والحديث والفقه والتصوف والتراجم والسير والتاريخ واللغة والطب.


ويتوقع أن تطلق رئيس مركز تريم للعمارة الطينية المهندسة ريم عبدالغني، بالتنسيق مع المكتب التنفيذي لاحتفالية تريم عاصمة الثقافة 2010 الأربعاء المقبل حملة دولية لترميم مدينة تريم.


وأوضح مدير المكتب التنفيذي للاحتفالية، معاذ الشهابي، في تصريح أمس السبت أن المهندسة ريم ستلقي محاضرة في بيت الثقافة بعنوان "حلم مقدسي" وتطلق خلال الفعالية بالتنسيق مع المكتب التنفيذي لاحتفالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010 حملة دولية لترميم مدينة تريم التاريخية في سياق التعاون الذي تم الاتفاق على خطوطه العريضة بين وزارة الثقافة ممثلة في المكتب التنفيذي ومركز تريم للعمارة الطينية.


لكن المهندسة ريم عبدالغني التي وزعت اليوم بيان أوضحت فيه تخلفها عن حفل الافتتاح، لم تؤكد إطلاقها لتلك الحملة أو تشير إلى زيارتها اليمن في وقت لاحق. واقتصر بيانها على إبداء استعداد مركزها وخبرائه بالتعاون مع الجهات المختصة داخل وخارج اليمن للقيام بكل ما يلزم للحفاظ على هذا التراث الذي تتميز به مدينة تريم وتعريف العالم بعظمته وإدماجه في الحياة المعاصرة من خلال المعايير المتعارف عليها دولياً في التعامل مع التراث و المواقع الأثرية و التاريخية. حسبما جاء في بيانها.


ونوهت عبد الغني إلى أن عمليات الترميم يجب أن تقترن بالعمل على إعادة استثمار موارد الوادي الأصلية بالشكل الأمثل، ودعم المهن كحرف البناء التقليدية و تشجيع الفنون المحلية. وأضافت "لذلك يجب وضع مخططات متكاملة للتنمية الشاملة بحيث نحافظ على عراقة السكان وتراثهم دون الإخلال بمتطلبات العصر الذي يعيشون فيه، ولإنجاح هذه البرامج يجب وضع خطة عمل متكاملة للارتقاء ليس بالبيئة العمرانية التي تحتضن التراث فحسب، بل وتنمية مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لأحوال سكان المنطقة، وتأمين الخدمات الأساسية اللازمة".


وتمنت عبدالغني أن تتم الاستفادة من اختيار تريم عاصمة للثقافة الاسلامية لهذا العام لخدمة هذه المدينة العريقة بما تحتويه من تراث حضاري هام، وكذلك خدمة وادي حضرموت وتكريس الصورة المشرقة لليمن في الاعلام العالمي.


وكانت الحكومة اليمنية قد عينت المهندسة ريم عبد الغني عضو هيئة استشارية لتريم عاصمة للثقافة الاسلامية في وزارة الثقافة اليمنية، وكذلك دعتها الى قيادة حملة اعادة اعمار وترميم وادي حضرموت وخاصة بعد الاضرار التي لحقت به من جراء السيول نهاية عام 2008.


وتشتهر تريم التي اختطت في القرن الرابع قبل الميلاد بمعالمها الإسلامية، وفيها ما يزيد على 300 مسجد، وأطول مئذنة هي في مسجد المحضار الذي يبلغ ارتفاعها 150 متراً مبنية من الطين، ويعود بناؤها إلى القرن الرابع عشر الميلادي.


وكانت تريم العاصمة الدينية لحضرموت وانتشرت فيها المدارس الدينية التقليدية، كما يوجد فيها ما يعتقد انه موقع قبر النبي هود. وتشهد المدينة سنوياً احتفالاً دينياً يحضره مئات المسلمين الذكور وتستثنى منه النساء.


وتعد تريم إحدى المحطات التي منها انطلق المبشرون الإسلاميون إلى جنوب شرقي آسيا والهند منذ مطلع القرن السادس الهجري، كما ظلت مقصداً لعدد من الآسيويين والأفارقة الذين يأتونها بهدف تلقي المعارف الدينية. ومن أهم مدارسها الدينية القديمة التي ما زال نشاطها مستمراً (معلامة أبي مريم لتحفيظ القرآن الكريم) وأنشئت في القرن السادس الهجري.





أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: