إسرائيل تنوى تحويل معبد بن ميمون بالقاهرة لمزار يهودى

15 مارس 2010 by: trtr388

قرار المجلس الأعلى للآثار بإلغاء حفل الافتتاح الرسمي لمعبد موسى بن ميمون اليهودي بالقاهرة والذي كان مقررا يوم الأحد، جاء ردا على اعتزام إسرائيل ضم المعبد للائحة التراث اليهودي بالخارج، بعيدا عن ولاية الدولة المصرية، وليس كما أعلن احتجاجا على ممارسات الطائفة اليهودية أثناء الاحتفال.

وكشفت مصادر بالمجلس الأعلى للآثار لـ "المصريون" أن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وكارمن واينشتين رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة أبلغتا وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار في مصر بكامل ولاية إسرائيل على المعبد باعتباره دار عبادة يهودية، وأنها بصدد الإعلان عن ضمه رسميا إلى قائمة التراث اليهودي بالخارج، ولن تعترف بكونه تراثا أثريا مصريا خاضعا للدولة المصرية.

كما عبرت إسرائيل عن رغبتها في تحويل المعبد إلى مزار سياحي ديني يهودي لليهود القادمين من إسرائيل وكافة أرجاء العالم على غرار ضريح "أبو حصيرة" في قرية ديمتوه بدمنهور، وأن تتولى بنفسها الإشراف على تنظيم الرحلات إلى المعبد الذي بلغت تكلفة ترميمه أكثر من 15 مليون جنيه من ميزانية المجلس الأعلى للآثار.

في الوقت الذي يؤكد فيه الدكتور زاهي حواس أن المجلس الأعلى للآثار هو "الجهة الرسمية الوحيدة المشرفة على معبد موسى بن ميمون بالقاهرة وستتولى الإشراف على عملية فتحه ودخول الزائرين له ومراعاة اللوائح المنظمة لعملية الزيارة" أسوة بما هو متبع في كافة أماكن العبادة سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية.

واحتفلت الطائفة اليهودية المصرية الاثنين الماضي بافتتاح المعبد بعد ترميمه بحضور 11 حاخاما إسرائيليا وغاب التمثيل الرسمي المصري عن الاحتفال الذي شارك فيه أكثر من 100 يهودي، ومن بين المشاركين السفير الإسرائيلي الجديد بالقاهرة إسحق ليفانون، والسفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي.

وشهد الاحتفال واقعة مثيرة للاستفزاز تمثلت في رفع العلم الإسرائيلي داخل وخارج المعبد رغم ما أعلنه حواس من أنه يخضع للمجلس الأعلى للآثار وللدولة المصرية، وكان مقررا أن يكون احتفال المجلس الأعلى للآثار يوم الأحد إلا أن رئيس المجلس الأعلى للآثار ألغى الاحتفال عازيا ذلك إلى ما اعتبره سلوكا استفزازيا لمشاعر المسلمين من جانب الطائفة اليهودية المصرية داخل المعبد الأسبوع الماضي.

وكشفت المصادر لـ "المصريون" عن وجود حالة من الغضب والغليان داخل المجلس الأعلى للآثار بسبب المبلغ الذي انفق على ترميم المعبد اليهودي في وقت تستمر محاولات هدم المسجد الأقصى من قبل إسرائيل، بالإضافة إلى ضم إسرائيل الحرم الإبراهيمي بالخليل ومسجد بلال بن رباح ببيت لحم لقائمة التراث اليهودي، ومنع الشعب الفلسطيني من الصلاة بالمسجد الأقصى الأسير.

وقللت المصادر ذاتها من أهمية كلام وزير الثقافة فاروق حسنى الأسبوع الثلاثاء الماضي بعد افتتاح إسرائيل للمعبد من أن مصر تعتبره تراثا حضاريا مصريا، وأن اهتمام مصر بترميم الآثار اليهودية لا يختلف عن اهتمامها بالآثار الفرعونية والإسلامية والقبطيةـ وأن المعابد اليهودية الموجودة في مصر جزء من التراث الحضاري المصري، وأنها تحملت من اجل ذلك تكاليف ترميم المعبد، نافيا تلقى الوزارة أي أموال من إسرائيل لترميم المعبد باعتبار المعابد اليهودية إرثا مصريا.

يذكران حارة اليهود بالقاهرة حيث يقع المعبد قد شهدت الأسبوع الماضي أثناء افتتاح إسرائيل للمعبد إجراءات أمنية مشددة أمس، حيث فرضت قوات الأمن المصرية كردونًا أمنيًا محيطًا بالمعبد لمسافة 500 متر، ومنعت سكان المنطقة من الدخول أو الخروج من منازلهم، ونشرت أفراداً على أسطح المنازل ومآذن المساجد المحيطة بالمعبد.

كما أصدرت قوات الأمن أوامر للسكان بإغلاق النوافذ والتزام منازلهم، وأجبرت أصحاب المحال التجارية بالمنطقة على غلقها، فيما تولى أمن السفارة الإسرائيلية مسؤولية تأمين المعبد من الداخل، وحرم المعبد من خارجه لمسافة 10 أمتار، ورفضوا دخول الصحفيين المصريين لتغطية الاحتفالية

يذكر أيضا أن هذا المعبد تم إنشائه في نهاية القرن التاسع عشر وينسب إلى ابن ميمون الذي ولد في قرطبة بالأندلس عام 1135 وكان عالم دين يهوديا كما برع في علوم الطب والرياضيات والفلسفة وهرب من الاضطهاد قادما إلى مصر وأصبح طبيب الحاكم صلاح الدين الأيوبي وتوفي في مصر عام 1204.

ويوجد في مصر11 معبدا يهوديا، منها معبدان في الإسكندرية، ولا تزال ستة منها قيد الترميم.



أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: