أعتز بأنوثتي..حملة إعلامية لمكافحة ظاهرة المسترجلات في أوساط الطالبات السعوديات

13 يناير 2010 by: trtr388



في الوقت الذي تحدثت تقارير عن تنامي ظاهرة "البويات" أو الفتيات المسترجلات في المملكة العربية السعودية وهن من يطلقن على أنفسهن أسماء ذكورية ويقلدن الجنس الآخر في كل شيء. بدأ مركز الدراسات الجامعية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة خلال اليومين الماضيين بتدشين حملة إعلامية تحمل عنوان "أعتز بأنوثتي" وتعد الأولى من نوعها لمعالجة الظاهرة في أوساط الطالبات.
وامتدت الحملة لتطال الفضاء الإلكتروني، حيث أطلق شباب وفتيات دعوات عبر المنتديات والفيس بوك عن إيجاد حلول لظاهرة "البويات" أو المسترجلات.


وقالت الدكتورة نور بنت حسن قاروت عميدة الدراسات الجامعية "إن الحملة تأتي في إطار عمل كبير يستهدف القضاء على السلوك الاسترجالي تماماً من الجامعة، وأن هناك حضاً لهؤلاء الطالبات وبرنامجاً موسعاً يتضمن أنشطة متنوعة وصولاً إلى استصدار قرارات حازمة لو تطلب الأمر". طبقاً لما أوردته عنها صحيفة الرياض المحلية.


وأوضحت "أن الحملة تحظى بإهتمام كبير من الإدارات والعمادات المعنية بالجامعة وامتد صداها إلأى المؤسسات المعنية بالمجتمع المكي وتلقينا قبل إنطلاق فعالياتها دعماً مادياً ومعنوياً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".


وجاءت الفكرة بتخطيط وإشراف على تنفيذها من قبل الدكتور صابر حارص الذي يعمل مدرساً لطالبات الإعلام حول برامج وحملات التوعية. غير أن الدكتور حارص قال في تصريحات صحافية "إن الحملة وأهدافها نبعت من طالبات قسم الإعلام بجامعة أم القرى عبر ورش عمل استثمرت بأسلوب العصف الذهني ومنهج الشراكة الطلابية بداية من التخطيط للحملة وانتهاءاً بصياغة الرسائل الإقناعية والوسائل المتسخدمة في مخاطبة الطالبات بشكل عام والمسترجلات بشكل خاص".


ولفت المشرف على الحملة إلى أهمية الرسائل الإقناعية والوسائل المتنوعة التي أعدتها الطالبات، والتي جمعت بين البوسترات والمطويات والكتيبات والمقالات واستطلاعات الرأي والهدايا وتوظيفها لوسائل الإتصال الجديدة كالمدونات واليوتيوب والفيس بوك".


وتضمنت البوسترات التي توزع على الطالبات عبارات ترغيبيىة قصيرة تحاول إقناع المسترجلات بالعدول عن هذا السلوك، من قبيل "مهارتك في محاكاة التقليد وظّفيها في الإبداع والتأنيث، زوج المستقبل لا يحتاج إلى شبيه بل ينجذب لانثى بديل، تقليد الشباب مهارة وموهبة فلا توظفيها في الإثم والمعصية، إذا أردتي أن تجذبي الأنظار فالانوثه خير خطى ومآل).


وعن البحث عن أسباب تنامي ظاهرة "البويات" قال الدكتور حارص إن حملته تطرقت لخصائص الفتاة المسترجلة وقارنتها بخصائص الفتاة الطبيعية والأسباب التي دفعتها لتقليد السلوك الاسترجالي، وعرضت الحملة حالات تحمل قصصاً مؤثرة من حياة المسترجلات، كما قدمت كافة أشكال الطرق العلاجية سواء من جانب الأسرة أو الصديقات أو المدرسات أو علماء الدين وأساتذة علم النفس".


وعلى موقع "الفيس بوك" الاجتماعي تفاعل شباب وفتيات سعوديون مع مجموعة أنشئت لهذا الغرض وتحمل اسم "حملة "أعتز بأنوثتي" لمعالجة السلوك الاسترجالي لدى الفتيات"


وحظيت بتشجيع الأعضاء المنضمون إليها، بينما ذهب البعض للحديث عن أنها دخيلة على المجتمع السعودي. كخضران المطيري الذي قال في تعليق مقتضب له على صفحة المجموعة "موضوع هام وحساس وخطير دخيل على مجتمعنا ومتفشي للأسف يجب الوقوف ضده ومعالجته كما ينبغي .. بلاشك ظاهرة مرض وخلل في التركيبه السلوكيه للفتاه". بينما دعا عبدالله العبدالله الطلابات إلى "تحكيم العقل".


وأضاف على الفيس بوك قوله " من طالباتنا تحكيم العقل والمنطق والدين قبل كل شئ عند الشعور والرغبة في الاقدام على اي عمل حسي أو معنوي والإستعانة بأهل الحكمة والبصيرة".


ورداً على سؤال وضعه المشرفون على مجموعة "الفيس بوك" بشأن المشاركة في إيجاد طرق للقضاء على ظاهرة "البويات" قال مشارك آخر يدعى نايف الخليفة إن الحوار هو الوسيلة الأنجع لإقناع الفتيات بالعدول عن هذا السلوك. وأضاف " لا أعتقد بأن هناك علاج أجدى وأنجع من أسلوب الحوار والإقناع فغالب الفتيات اللواتي يسمون بـ "البويات" هم من يمثلون شريحة المراهقات أي أنهم قليلِ الثقافة والتجربة وكذلك الوعي .. أعتقد للبحث عن طرق العلاج يتوجب علينا البحث في الأساس عن الأسباب والدوافع وفهمها فهم دقيق وعميق لكي نستطيع قراءة الظاهرة قراءة دقيقة والوصول إلى حلول مجديه في ذلك وأن نفهم بأن مثل تلك الظواهر هي ظواهر مرحلية لا تقل بالطبع خطورة عن المؤثرات الفكرية والعقدية الأخرى".


بينما اكتفت فتيات مشاركات على "الفيس بوك" بحث القائمين على الحملة وتشجيعهم بالاستمرار وتسليط الضوء وإيجاد علاج جذري لهذه الظاهرة التي وصفنها بـ"المزعجة" كما جاء في مشاركتين منفصلتين لزينب الموسى ومنى الشهري.


وكان تحقيق أجرته صحيفة الوطن السعودية قبل أشهر كشفت عن إقتناع الفتيات اللاتي أنغمسن بهذه السلوك بأفعالهن وأن وسطهن الخاص يجعل كل شيء متاحاً ومسموحاً. وأظهر التحقيق أن الفتاة التي تمارس سلوك الاسترجال تتمتع بشخصيتين متناقضتين واحدة تظهر بها أمام العلن وأخرى خفية تظهرها فقط بين أوساط فئة "البويات".


وبحسب مصادر طبية فإن الفتيات اللواتي ينجرفن إلى مثل هذا السلوك يقمن باختيار فتيات أخريات ضعيفات الشخصية وسلبيات وغير قادرات على الدفاع عن أنفسهن ليفرضن عليهن نوعا معينا من السلوك وليمارسن عليهن التسلط الذكوري.


وأوضحت المصادر الطبية أن مرد بروز مثل هذه الظواهر السلبية في المجتمع السعودي يرجع إلى عوامل أسرية واجتماعية وأخرى بيولوجية تحتاج إلى علاج نفسي وتقويمي بإشراف طبي متخصص وبمتابعة حثيثة من الأهل.


وأكدت بعض الفتيات "المسترجلات"، ومن خلال التحقيق أنهن لا يجدن في أفعالهن أي شيء غريب أو خاطئ. كما أشرن إلى أنهن تقمصن الخصائص الذكورية بشكل كبير بحيث باتت أشكالهن وسلوكياتهن لا تتناسب مع خصائصهن الأنثوية.


وأكدت فاطمة الهاجري وهي متخصصة في علم النفس بإدارة التربية والتعليم في منطقة مكة المكرمة انتشار الظاهرة في مدارس المنطقة. وقالت"إن الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ جدا داخل المدارس كالمشاجرات والخلوات وتم اتخاذ الإجراءات النظامية حيالها والمتمثلة في استدعاء أولياء أمورهن ومواجهتهم بما هو حاصل وتوعية الأم أيضا.


وبدوره أشار المحلل النفسي والمستشار في العلاقات الأسرية والاجتماعية الدكتور، هاني عبدالله الغامدي، إلى أن جود هذه الفئة "البويات" بين الفتيات يشير إلى دوافعهن لأنهن يعانين من الحرمان العاطفي وهو الدافع الأبرز لظهور مثل هذه الحالات. وفقاً التقرير.


وحول وسيلة العلاج قال ينبغي على أولياء أمورهن الالتفات لهن والاهتمام بمعالجتهن مع ضرورة عرضهن على الاختصاصيين، فقد يكون وراء هذه التصرفات إفراط هرموني، وقد يكون وراءها ظروف أسرية دفعت بهن لسلوك هذا المسلك، والعلاج هنا يختلف تبعاً لدواعي ومسببات الحالة



الهدهد

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: