كنيس موسى بن ميمون مصدر للجدل بين يهود مصر والحكومة - تقرير فيديو
09 مارس 2010 by: trtr388بين آثارٍ إسلامية وأخرى مسيحية لا تكاد تميز بسهولة كنيس الطبيب والفيلسوف اليهودي الشهير موسى بن ميمون.هكذا الحال في حارة اليهود الواقعة في حي الجمالية بالقاهرة القديمة.
وتحت إشراف وتنظيم الطائفة اليهودية المصرية افتتح السفير الإسرائيلي والسفيرة الأمريكية لدى القاهرة كنيس موسى بن ميمون، أحد الكـُنـُس اليهودية التي قامت الحكومة المصرية أخيرا بترميمها.
إلا أن الجانب المصري غاب عن الإفتتاح بسبب ما تردد عن خلاف بين المسؤولين في الطائفة اليهودية والمجلس الأعلى للآثار الذي يعتبر أن تنظيم فاعليات مشابهة تدخل في صميم اختصاصه باعتبار أن الآثار اليهودية قسم من الآثار المصرية.
في شارع ضيق ومتعرج تتلاصق فيه البيوت والورش والمحال التجارية أشار أحد السكان إلى نقطة تفتيش أمنية وقال "المعبد هناك لكنهم سيمنعوكم من التصوير"، وتوقف ساكن أخر في أوائل الستينات من عمره، وضرب برجله بحركة مسرحية على الاسفلت الجديد في الشارع، وعلق ساخرا "ليتهم ينظمون احتفالا كل يوم".
حداثة الاسفلت ونظافته تظهر أن السلطات المصرية قامت بعملية الرصف قبل وصول سفيري إسرائيل والولايات المتحدة لافتتاح المعبد، وانتهزت الفرصة وسألته عن تعايش سكان الحارة اليهود قبل هجرتهم من مصر فرد قائلا "زمان ياريت زمان يرجع..كان اليهود ينزلون إلى الشارع ويقومون بكنسه وتنظيفه ثم يضعون طاولات وكراسي أمام البيوت ويجلس الجميع مسلمين ويهود لشرب الشاي".
ممنوع الاقتراب أو التصوير
أما عند نقطة التفتيش المجاورة للمعبد فقد تحفز ضابط الشرطة الشاب لمرأى الكاميرا في يد زميلي المصور وقال بلهجة هادئة لكنها حاسمة التصوير ممنوع بتاتا والاقتراب أيضا.
رد الفعل كان متوقعا ولذلك تم اللجوء إلى الخطة البديلة وهي الوصول إلى سطح منزل مجاور حيث تم تصوير الكنيس من زاوية جيدة كشفت القسم الأكبر منه بوضوح بينما كان بعض العمال يستكملون دهان جداره الخارجي.
وقال الدليل المصاحب لنا إن السلطات الأمنية منعت السكان من مغادرة منازلهم طوال يوم افتتاح الكنيس الذي حضره السفير الإسرائيلي والسفيرة الأمريكية لدى القاهرة ، بينما لم يحضر أي مسؤول مصري.
أثر يهودي مصري
يشار إلى أن الحكومة المصرية استكملت ترميم الكنيس، بواسطة شركة وطنية، لكن الأيام الأخيرة شهدت شدا وجذبا بين المسؤولين في الطائفة اليهودية المصرية من جهة والمجلس الأعلى للأثار من جهة ثانية بسبب ترتيبات الاحتفال الذي نظمته الطائفة وفق رؤيتها الخاصة.
وقال محمد عبود رئيس قسم الشؤون الإسرائيلية في صحيفة المصري اليوم لبي لي سي إن الطائفة اليهودية في مصر توجه الدعوات للسفارة الإسرائيلية وللمسؤولين الإسرائيليين باعتبارهم "أوصياء على الكنيس وهذه مسألة غير سليمة بالمرة وغير مقبولة من الجانب المصري، ذلك أن إشراف الإسرائيليين على إفتتاح المعبد يعني إقصاء المصريين الذين يحتضنون المعبد منذ القرن الثاني عشر".
وعلى مدى العامين الماضيين قامت الحكومة المصرية بترميم المعبد كأثر يهودي مصري ضمن أثار أخرى عديدة، ولم يرضها على مايبدو طريقةَ إحتفال الطائفة اليهودية بافتتاح المعبد.
احتفال رسمي
أما كارمن واينشتاين رئيسة الطائفة اليهودية المصرية فقد رفضت التعليق على الموضوع بلهجة شبيهة بتلك التي إستخدمها ضابط الشرطة المرابض جوار الكنيس.
وقد ترددت تكهنات حول إمكانية الغاء إحتفال مصري رسمي بإفتتاح الكنيس كان مقررا في الرابع عشر من مارس/ آذار الجاري.
وفي المجلس الأعلى للآثار قال محسن ربيع رئيس قسم الآثار اليهودية "لانستطيع تحديد موعد الافتتاح إلا بعد إنتهاء عملية الترميم تماما وهي أوشكت على الإنتهاء بالفعل وحينها سيحدد الموعد المناسب".
جدير بالذكر أن البعض فسر عمليات ترميم الآثار اليهودية في مصر خلال العامين الماضيين كمحاولة لضمان دعم إسرائيل لفاروق حسني المرشح المصري في انتخابات اليونسكو الأخيرة، وهو ما نفاه لنا حسني قبل أن يخسر تلك الانتخابات.
تقرير فيديو مرتبط