الكُفر .. والفكر
13 ديسمبر 2008 by: trtr388
هو عنوان كتاب للمفكر عباس محمود العقاد
عنوان الكتاب ..يحمل الكثير من الدلائل ..
ولعلهُ اضاف جدليه حول المعنى والمفهوم المراد منهُ
وكلنا نعرف ان التاريخ الاسلامى يزخر بكثير من الشقاق
وكثير من الجدليه " الفكرية " واختلاف الرؤىّ والرؤيه و وجهات النظر
الخطاب الاسلامى .. منارة ومقبس متوهج للفكر والتفكير
والقرآن الكريم ارسل عدة رسائل ودعوات للتفكير
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ..
ولو تتبعت كلمة يتفكرون و مشتقاتها فى القرآن ستلاحظ كم هى عالية قيمة التفكير
وكم هى فريضة .. ممنوعة ..!
ممنوعة فى عُرف المجتمع الاسلامى عندما اتخذ شكل ما يعرف بالمجتمع المدنى
لدرجة اننا نشعر ان الفكر جريمة ... يقع مقترفها تحت طائلة القانون
غير ان المدهش فى الامر .. ان من يرتكب او يمارس التفكير
قد ينظر اليه من جانب رجال الدين " الرسميون " او المتدينون غير الرسميّن على انه كافر !!
لاحظ حروف كلمتى ( فكر / كفر )
هى نفس الحروف ولكن سبق حرف الاخر...
وبرغم هذا كبيره هى مسافة ومساحة البون بين الكلمتين
استخدم نفس الحرفين (ك) و ( ف )
مرة بالحذف ومرة بالاضافة للحرف الاخير الثابت ( ر )
ستجد انهما اعطيا تضاد فى المعنى ( كر ) و ( فر )
وكأن اللغة العربية فيها سر اعمق مما يظهر لنا
وحتى لا ندخل فى دائرة الحرف والكلمة ( كرسم او وسم ومعنى )
نعود الى فرضية الفكر .. و جدلية الكفر
لا نجد كلمة كفر الا فى مجتمع متدين " حتى ولو كان ظاهرياً"
ولا ترد فى قاموس اللادينين الا من باب ابراز الهويه
وبما اننا من اصحب المعتقد و " الفكر دينى " يجب علينا ان نُعمل التفكير كفريضة لا كفرضية
بل لعل البعض يرى ان التفكير فريضة واجبة وجوب التعاطى مع مقداسات الدين
فلماذا .. نهمل الفريضة
ونُعرّض بجدلية التكفير لمن فكر او تدبر
لاننا قد نلغى بهذا فلسفة احد الحدود ( التعذيّر ) لان احدهم لا يكون اذا انتفى الاخر
انت كملسم .. فَرضٌ عليك التفكير .. التفكر والتبدر
وانت مسلم مطموس الهوية ممسوخ الملامح بلا اِعمال العقل فى التفكير والتفكر
لانك بهذا تقف فى جانب " وجدنا ابائنا كذلك ..."
بل انت باهمال التفكير والتفكر .. تلغى انسانيتك وما ميزك به الله على المخلوقات
هى دعوة للتفكير والوقوف فى وجه ادعياء الظلاميه
فكر .. وعبر
ولا تخشى ان تًخرج ما بداخلك حتى وان تعارض مع ما حولك
المهم انك تملك الحُجيه وان يكون رائيك هو رائيك انت
وانت المسؤال عن فكرك ورائيك
هيا نقف فى وجه من يُحرم ويمنع " فريضة التفكير "
