نحن وهم .. من المحيط الى الخليج ...
26 ديسمبر 2008 by: trtr388قناة العربية من الفضائيات التى تحظى بقدر كبير من المشاهدة والمتابعه
وبغض النظر عن هوية القناة " العربية " صفةً وليس اسماً
وبغض النظر عن كونها تتميز بالحياد والمصداقيه.. فقد يخضع هذا لسياسة القناة وتمويلها فى الغالب
برغم كل هذا .. انا واحد من المتابعين لها .. بل اضعها فى قمة مفضلتى
بالامس فى احد فقرات برنامج " صباح العربية" التقى مقدمى البرنامج بفريق عمل
سلسلة تقدمها المحطة تحت اسم " من المحيط الى الخليج" وهى من النوع الذى نُطلق عليه التغطية الميدانيه المباشرة
وفيما اتضح لى ان البرنامج يقوم بزيارة البلدان " العربية " ويقوم بعمل حوارات استبيانية عن الشباب
ويكون السؤال الاول والرئيسى مُركز على مشكلات الشباب ووجهة نظهرهم فى قضاياهم "وارائهم فى الشباب العربى " فى بلدان اخرى
هذا يبدو جيداً .. وقد يكون فيه كثير من الفائدة .. لو تم توجيهه بالشكل الصحيح واستخدام نماذج مثقفة " اجتماعياُ" وذات وعى بخطورة ما بين ايديهم وما هم فيه من المسؤلية
مقدمى البرنامج مجموعة من الشباب .. صدمتنى طريقة مذيعة شابة سعودية
وهى تسال بعض الشباب الخليجى من " الامارات - وعُمان " نفس الاسئلة ولكن وعلى ما يبدو ان الامر فيه شىء مما فى نفسيتها
حيث انها تضع فى طيات سؤالها عن راى الشباب الخليجى فى الشباب العربى ( المغاربى والمصرى والشامى )كلمات فجة .. تقول
" لما سألنا الشباب الاخرين عن رائيهم فى الشباب الخليج قالوا : انكم شباب تافهه غير مثقف ولا واعى ومرفهين .. و .. الخ
ماذا يمكنك انت كشاب خليجى ان ترد على من يقول لك هذا ..؟
الحقيقة السؤال " غير مؤدب - واعزرونى اذا قلت انه همجى"
فيه نوع من الفُرقة والعنصرية .. وفيه نوع من التمايز والوضاعه
البرنامج لو كان حقق شىء من اهدافة فاعتقد انه حقق كثيرا من الفرقة والابتعاد بين الفكر والانتماء
اولاً : لماذا هذا البرنامج ..؟
اقصد لماذا تم وضع شباب وابناء الخليج فى كفة وبقية العرب فى كفة ..؟
ولماذا السؤال من زاوية الفروق " المادية " ومستوى حياة الفرد هو العنصر الاساسى ..؟
الحقيقة اعجبتنى كثيرا من الاجابات والتى حاول اصحابها الرد بدبلوماسية واتزان
غير ان المذيعة الموقرة كانت تتعمد ان تستخدم نفس الطريقة والاسلوب مع الجميع هذا من ناحية
ومن ناحية اخرى وجدت ان مُعدى ومقدمى البرنامج تعمدو التصوير فى الامكان المميزة وذات العمارة الراقية او فى امكان التسوق والترفيه وحتى التصوير فى " البر" الصحراء - كان مُركز على السيارات والات الترفيهه
يا اخوانى رفقاُ بانفسكم ورفقاً بالشباب .. فى كل البلدان
وحاولوا ان تبتعدوا عن هذا اللون من الاعلام الموجهه والذى يضغط على احاسيس البشر ويحيى نوع من التمايز والفرقة
فى كل مكان يوجود المثقف وغير المثقف والثرى والفقير .. و الواعى بقضايا وطنة ومجتمعه وما هو عكس ذلك
دور الاعلام .. اذا كان اعلام ناضج مفيد هو البحث عن جوانب اتفاق الناس وليس احياء ما يفرقهم من النعرات والوساوس
واذا كانت ثقافة الوطن الان .. هى " الانا" فيجب ان نحاول تغيريها الى ما فيه نوع من الاتفاق " حتى ولو على اغنية او بيت من الشعر"
فما بالكم ونحن يجمعنا لسان واحد وفى الغالب دين ومعتقد واحد .. وان لم اكن مبالغاً مصير واحد
كلنا فى الهم شرقُ بل عربٌ
العالم ينظر الينا نظرة بشعه ولا يرى فينا غير اقوام جُهال مترفين اغبياء
لا يرى فينا غير اكوام من القمامة " الزبالة البشرية" ولا يرنا الا عالة على العالم
فلا ننتج ولا نثمر ولا نبدع ..ونستهلك اكثر ما طاقتنا وندمر كل ما هو جميل فى عالمنا..!!
ونحن بيننا وبين بعضنا نتمايز ونتفاخر بما لدينا من مال وثروة وكأن الامر لا يُقاس الا بهذا
يا اخوانى البعض يظن ان الاخوة بالخليج كلهم اثرياء مرفهين ومن ذوىّ الدخول المرتفعة
فى زيارتى السريعه الى بعض بلدان الخليج ..وجدت ان الامر طبيعى فى الغالب
عندما كنت اطلب ليموزين فى الاوتيل الذين انزل به فى " المدينة المنورة - السعودية " لم اجد سائق ليموزين يأتينى غير سعودى الجنسية فى كل مرة
كلهم ناس بسطاء يعيشون حياتهم بشرف وعمل مفيد
اذكر سائق تاكسى ركبت معه فى مكة ووجدت فيه نوع النُبل البشرى فحدث بيننا نوع من الاُلفة .. حكىَ لى عن مشاكلهُ وحياتهُ
وجدتها صورة تاصلية تقابلك فى تونس او القاهرة
هناك فى دبى وجدت صور قريبة من هذا .. ابحث فى المنامة ستجد الامر اكثر من عادى
يا اهل الاعلام رفقاً بالشباب ورفقاً بانفسكم