رؤيةٌ هامشيةٌ

17 يناير 2009 by: trtr388

"و الحرب يبعثها القوى تجبُراً
وينوء تحت بلائها الضعفاء"
احمد شوقى

معادلة القوى فى المواجهه بين حماس واسرائيل مختله
ولا تقبل توصيف غير الفشل وعدم وجود مجال او قابلية للمقارنه
ليس من الغريب ان اذكر ان المواجهه بين حماس ( مقاومة شعبية ) محاصرة ومطاردة منذ زمن ولا تملك امكانيات
وبين اسرائيل دولة ( ذات اتجاه عدوانى وممارسات غير انسانيه ) وتحتل المركز الرابع عالمياً من حيث التسلح
بالفعل انا اعنى ما اقول وما اقصد
فكيف يمكننا ان نتوقع نتائج غير منظورة بميزان العقل .. حيث لا يصلح الحكم من منظور العاطفة " والحماس"
ومن العبث ان نحاول جعل الامر طبيعى ومقبول وكلنا يعرف الفرق فى القوة والتقنية العسكرية بين الفريقين
نحن نظلم حماس اذا وضعنها فى مجابهة القوة كما نبخث اسرائيل حجمها اذا قارنا بينهما من هذه الزاوية
وابسط ما يمكن ان نوّصف به الامر ان حماس مظلومة ومهضومة وتنوء تحت وطئة الالة العسكرية الاسرائيلة
ويدفعها الى هذا ما وجدت نفسها فيه الان ما بين المواجهه ( منفردة وحدها ) وما بين اصوات المؤيدين ممن لم يروى الصورة الا من ناحية العاطفة والانتماء
وفى النهايه لا تجد الا اشلاء الابرياء فى غزة ..هى ثمن لهذه الموجهه غير المتكافئة
وانظر الى الصورة التالية لترى كيف يرفع المدنيين الراية البيضاء ولا يجدون الا قذائف قاتلة

فى الوقت الذى استطاعت فيه اسرائيل وبمعاونة قوى عالمية امدتها بالشرعية والسلاح الفتاك
واطراف اقلمية سمحت بهذا اِما صمتاً او منعاً او تحريضاً او لمصالح مشتركة
تم فرض حصار ومراقبه ومنع لكل ما يمكن ان يوصف كسلاح ردع ( دفاعى ) او مخزون استراتيجى من دواء او غذاء او طاقة
مع كثيرا من التضامن المسلوب و انعكاس الرؤية ووجهات النظر لصالح عدوهم
وبات الامر مشروع .. ولم يبقى الا اكتمال الصورة بهذا الشكل الذى نراه الان
طرف يملك كل الامكانيات والدعم والتاييد حتى بالصمت
والطرف الاخر لا يملك شىء سوى جماهير تدعمه ولا تملك الا الدعاء
ولم يعد مستغرباً ان نرى اثار صواريخ حماس البسيطة والتى لا تستطيع ان تخدش ( الاسفلت )
باتت هى الشرعية التى تمنح اسرائيل الحق فى الدافع عن النفس كما يحلو للبعض ان يقول
واصبحت حماس احدى المنظمات الارهابية والتى تهدد امن وسلامة المواطن الاسرائيلى (البرىء)
وصار لِزماً على المجتمع الدولى ان يجد حل يسمح لمواطنى اسرائيل من الحياة الامنة فى سلام
وبات من الواجب على العالم الحُر ان يحمى حقوق وامن المواطنين من المدنيين من هذى الهجمة الارهابية
وبما ان صواريخ حماس ( الفتاكة ) هى اللافتة التى رفعتها اسرائيل المضطهدة والمظلومة
لتعلن للعالم انها صبرت كثيرا والعالم لم يتحرك لانقاذ مواطنيها من هذه الهجمة البربرية الارهابية
فهى تملك حق الدفاع المشروع عن نفسها وعن امن مواطنيها
الم تلحَظوا انى ذكرت امن المواطن كثيرا...!
الم تلحظوا انى اسهبت فى اظهار مدى الظلم الواقع على المواطن الاسرائيلى البرىء
هذا بالطبع ليس كلامى ..
وانما العين التى يرى بها العالم الموقف كما رسمتهُ وصورته الميديا ووسائل الاعلام امام العالم
وبما اننا لا نملك اللباقة الاعلامية ولا نجيد تسويق وجهات نظرنا
وبما اننا لا نملك ردة الفعل والراى المسموع امام محافل العالم
وبما اننا نرى ونسمع ولا نبدى اى حراك
اصبح ليس لنا حق الاعتراض او التعبير او حتى وجهة النظر السياسية او المُسيسة
هذا .. ببساطة لاننا لا نملك الرؤية الحقيقية لحالنا
فبات العالم يجد مشقة وعنت فى تقبل الهجوم بصواريخ القسام المرعبة
لانه ببساطة لا يرى ولا يسمع صوت وهدير اسلحة اسرائيل
طالع الصورة (ايها العالم الحر)
حماس قد تكون اسهمت بالقدر الكبير فيما يحدث الان فى غزة عن جهل وبدون قصد
حتى وان كانت حماس فى واقع الامر حكومة شرعية منتخبة
الا انها لم تحسن استغلال الموقف بالطريقة التى يتقبلها العالم
واصبحت هى العدو الاول للسلام والامن فى المنطقة
لهذا لم تجد الدعم والامداد اللازم ممن يرون فيها صاحبه حق
وظل العالم صامت ويراقب الصراع ( الفلسطينى الفلسطينى) حتى تم الفصل بين ابناء الشعب الواحد فى كانتونات منفصلة
وتحت رعاية اسرائيل .. نعم فهى التى ترعى جانب وتستعديه على الطرف الاخر
امور مضحكة مُحزنة
وخلاصة القول ... اسرائيل حصلت على ما تريد
وفلسطين باتت كيان مهترىء بلا ملامح
وحماس استعدت العالم على اى رمز جهاد اسلامى
وتحولت من حكومة شرعية الى جماعة ارهابية
حتى العالم الذى يتظاهر ويندد ويشجب الان ... فهو لا يخاطب او يؤيد حماس
بل يرفض قتل الابرياء اىً كان القاتل
سواء بالسلاح او والعناد الغير مقبول فى هذى الظروف .. او بالصمت
والضحية هم الابرياء ...من ابناء الشعب الفلسطينى

أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: