تل أبيب: الهجوم النووي الإيراني على إسرائيل سيطال دمشق والقاهرة

22 أبريل 2009 by: trtr388



حذر خبير امني إسرائيلي من أن هجوما نوويا
إيراني على إسرائيل سيترك آثاره على دول عربية مجاورة أيضا. وقال المدير السابق
لبرنامج منظومة صواريخ ارو الإسرائيلية، وصاحب كتاب المدى العالمي للصواريخ
الباليستية الإيرانية عوزي روبين، إنّ طموح إيران النووي، والذي لم يكتمل بعد، أدى
إلى إحداث مجموعة من التغييرات في صلب العقيدة العسكرية
الإسرائيلية


حيث يرى الإسرائيليون أن مجرد نجاح إيران في تخصيب اليورانيوم يشكل تهديدا وجوديا لهم. وفق ما نقلت صحيفة القدس العربي اللندنية. وتابع الخبير المتخصص في قضايا الأمن والدفاع الاستراتيجي قائلا في بحث نشره على موقع مركز الأمن القومي الالكتروني الإسرائيلي، إنّه بعد أن اختزل العديد من المحللين سياسة إسرائيل الخارجية في مصطلحات مرتبطة بمفهوم الأمن القومي مثل: توازن القوى والردع الإقليمي ومركزية القوة العسكرية، واستخدموا هذه المفاهيم لشن حروب وهجمات استباقية مثلما حدث في حرب 1967 وضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981، إذ بالإسرائيليين يتحدثون اليوم عن القدرات الدفاعية وخلق ردع مواز لإيران إذا ما أصبحت دولة نووية. ووفقا لذلك أصبحت بعض النظريات الإسرائيلية السابقة قاصرة عن العمل لمواجهة إيران، مثل نظرية اقتصار السياسة الخارجية على الأبعاد الأمنية والدفاعية لوزير الدفاع الأسبق موشيه دايان، أو نظرية مركزية المنظور الأمني في صنع القرار الخارجي للخبير مارك هيلر، المتخصص في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي، وصاحب كتاب الاستمرارية والتغير في السياسة الأمنية الإسرائيلية. فهذه النظريات، على حد تعبير الباحث الإسرائيلي، ارتكزت على تعمد إخفاء قدرات إسرائيل النووية والصاروخية أخذا بمبدأ الردع بالشك، وهو ما لم يعد مجديا لمواجهة إيران النووية ـ الصاروخية التي يتطلب ردعها الانتقال إلى الأخذ بمبدأ الردع باليقين.

وأضاف أنه لم يكن الدفاع الصاروخي أحد ثوابت السياسة الدفاعية الإسرائيلية التي تبنت منظورا هجوميا واقعيا منذ إعلان قيام إسرائيل، حيث كان التركيز ينصب على عدة مفاهيم محورية مثل الحروب الاستباقية والردع التراكمي، من خلال إلحاق "هزائم" متتالية بالأعداء الإقليميين بما يجعل المواجهة العسكرية غير واردة في خيارات الآخرين تجاه إسرائيل، وبالتالي لم يتبن الساسة الإسرائيليون منذ بن غوروين وصولا إلى شمعون بيريس ومرورا بدايان، سوى مفاهيم ذات طابع هجومي خالص. وقال عوزي روبين إنّه في حال قيام طهران بمضاعفة عدد الصواريخ المهاجمة لتصل إلى حوالي 12 أو 18 أو 24 أو 36 صاروخا مع استمرار إسرائيل في التصدي لتلك الصواريخ بنفس المعدل السابق، فان احتمال وصول نسبته إلى حوالي 90 بالمائة إنّ خمس قواعد جوية إسرائيلية سوف تتعرض للتدمير التام، إلا إذا زادت إسرائيل من معدل الاعتراض الصاروخي ليصل إلى صاروخين اعتراضيين في مواجهة كل صاروخ هجومي، بما سوف يؤدي لبقاء حوالي 3 قواعد جوية قادرة على توجيه الهجوم المضاد. ومن ناحية أخرى، فانّ توجيه هجوم صاروخي إيراني باستخدام حوالي 36 صاروخا نوويا دفعة واحدة يعد مهمة عسكرية غير هينة قد لا تتمكن بعض الدول المتقدمة من الاضطلاع بها، فضلا عن امتداد آثارها التدميرية إلى الدول المجاورة لإسرائيل مثل مصر والأردن والعراق وسورية، وقد تمتد آثارها الإشعاعية في ظل ظروف جوية معينة إلى إيران ذاتها. ووفق هذه المعادلة البسيطة للجانب العسكري للردع الدفاعي، فان إيران قد لا توجه هجوما نوويا يستهدف إسرائيل انطلاقا من ارتفاع تكلفة الهجوم النووي سياسيا وعسكريا بالنسبة للطرفين بما لا يمكن تحمله، وحرص الأطراف الإقليمية المعنية التي قد تتعرض لتداعيات الحرب النووية على الحيلولة دون وصول التصعيد بين الطرفين إلى مرحلة المواجهة النووية، على حد تعبيره.


أرسل إلى خبرية
...تحت تصنيف: